سورية

وزير الخارجية بحث التطورات في حلب وإدلب مع نظرائه المصري والعُماني واللبناني … صباغ: الهجوم الإرهابي يخدم مشروع إسرائيل عبد العاطي: ندعم الدولة السورية ومؤسساتها

الجيش نفى انسحابه من حماة ونفذ عملية انتشار مؤقت بهدف تدعيم خطوط الدفاع والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود

أكد وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ، خلال اتصال هاتفي أمس السبت مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، عزم سورية وتصميم جيشها على التصدي للإرهاب بكل أشكاله ومحاربته، والعمل على استعادة الأمن والاستقرار في حلب وإدلب، في حين شدد الأخير على موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، بالتزامن مع تأكيد وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد البوسعيدي في اتصال مماثل مع صباغ تضامن السلطنة مع سورية، وتأكيدها على أهمية سيادة ووحدة الأراضي السورية وضرورة استعادة الأمن والاستقرار إليها.

وبموازاة المواقف السياسية أوضحت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك في حلب دفعت بالقوات المسلحة وبشكل مؤقت إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد، مشيرة إلى تمكن التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن تتمكن من تثبيت نقاط تمركز لها.

وفي التفاصيل تلقى صباغ اتصالاً هاتفياً من نظيره المصري عبد العاطي، تناول التطورات الأخيرة في الشمال السوري، وخاصّة في حلب وإدلب.

وأكد صباغ عزم سورية وتصميم جيشها على التصدي للإرهاب بكل أشكاله ومحاربته، والعمل على استعادة الأمن والاستقرار في تلك المنطقة، مشيراً إلى أن الهجمات التي شنتها الجماعات الإرهابية في الشمال السوري فضحت مشغلي هذه الجماعات المرتبطة بالمخطط الصهيوني الهادف لزعزعة الأمن والاستقرار في سورية، واستمرار رعاة تلك الجماعات على استخدام الإرهاب كأداة لتحقيق أهدافها.

من جهته، أعرب عبد العاطي عن القلق إزاء منحى هذه التطورات، مؤكداً موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية وأهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها.

إلى ذلك ذكرت وكالة الأنباء العمانية أن وزير خارجية سلطنة عمان بدر بن حمد البوسعيدي بحث مع صباغ في اتصال هاتفي أمس التطوُّرات على الساحة السورية.

وأكد صباغ أن هذه الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل مجلس الأمن والمدعومة من عناصر إرهابية أجنبية قد تلقت أمراً من مشغليها وداعميها لشن هذه الهجمات على حلب وإدلب بهدف تقويض الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة وخدمة الأجندات الخارجية.

وأشار صباغ إلى عزم سورية قيادةً وجيشاً وشعباً على التصدي لهذه الجماعات الإرهابية وإعادة بسط سيادة الدولة على كامل الأراضي السورية، وقيام مؤسساتها الوطنية بواجباتها تجاه مواطنيها.

وعبّر البوسعيدي عن تضامن سلطنة عُمان مع سورية، وتأكيدها على أهمية سيادة ووحدة الأراضي السورية وضرورة استعادة الأمن والاستقرار والحيلولة دون توسيع نطاق الصراعات، وحثّ كافة الفرقاء على ترجيح كفة الحوار والحلّ السياسي في معالجة التحدّيات والتوصل إلى الحلول التوفيقية والسلمية لها لمصلحة الشعب السوري وأمن واستقرار المنطقة.

كما تلقى صباغ اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد اللـه بوحبيب، تناول التطورات في الشمال السوري الناجمة عن هجمات الجماعات الإرهابية.

وأدان بوحبيب هجوم المجموعات المسلحة التكفيرية على مدينة حلب ومحيطها، مؤكداً دعم لبنان لوحدة سورية وسيادتها، وسلامة أراضيها ومتمنياً للشعب السوري الخير والهدوء والسلام.

من جهته أعرب صباغ عن شكره وتقديره للموقف اللبناني الداعم لوحدة سورية وسيادتها في الوقت الذي يواجه فيه لبنان تحدي العدوان الإسرائيلي المستمر على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأشار صباغ إلى أن هجمات جبهة النصرة «هيئة تحرير الشام» الإرهابية تتماهى مع المخططات الصهيونية الهادفة إلى توسيع رقعة الصراع في المنطقة، وإبقائها في حالة حرب مستمرة، وانعدام الأمن والاستقرار فيها.

وفي السياق كان صباغ بحث أول من أمس مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال اتصال هاتفي التطورات في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها.

واتفق الوزيران على استمرار التواصل والتنسيق بينهما بشأن كل ما يخدم تحقيق الأمن والاستقرار فيها.

وفي اليوم ذاته تلقى صباغ اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني عباس عراقجي، جرى خلاله استعراض التطورات في المنطقة، وبشكل خاص الهجوم الإرهابي الذي يقوده تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على محافظة حلب وريفها في الشمال السوري.

وأشار صباغ إلى أن هذا الهجوم الإرهابي يأتي في إطار خدمة أهداف مشروع الكيان الإسرائيلي ورعاته في المنطقة، مشدداً على أن سورية لطالما حذرت من التزامن المكشوف بين اعتداءات الكيان الإسرائيلي على سورية والهجمات التي تشنها هذه الجماعات الإرهابية في سورية، مؤكداً استمرار سورية وشعبها وجيشها الباسل في التصدي لها وبكل حزم.

من جهته أكد عراقجي أن إحياء الجماعات الإرهابية في سورية هو مشروع أميركي- صهيوني، مجدداً استمرار دعم إيران للحكومة والشعب والجيش السوري في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.

وعلى خط مواز أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن القوات المسلحة عملت على تنفيذ عملية إعادة انتشار بهدف تدعيم خطوط الدفاع والتصدي للهجوم الإرهابي الذي شنته التنظيمات الإرهابية المسلحة على جبهتي حلب وإدلب، وأنها تعمل بكل الوسائل الممكنة على ضمان أمن وسلامة أهلنا في مدينة حلب، حسب ما ذكرت وكالة «سانا».

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها أمس السبت: «خلال الأيام الماضية، شنت التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى « جبهة النصرة»، الإرهابية مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من الطائرات المسيرة هجوماً واسعاً من محاور متعددة على جبهتي حلب وإدلب، وخاضت قواتنا المسلحة ضدها معارك شرسة في مختلف نقاط الاشتباك الممتدة على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها، وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء وأصيب آخرون.

وتابعت: «إن الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد ومع استمرار تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم العسكري والتقني لهم، تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن تتمكن من تثبيت نقاط تمركز لها بفعل استمرار توجيه قواتنا المسلحة لضربات مركزة وقوية، وذلك ريثما يتم استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال استعداداً للقيام بهجوم مضاد».

وأكدت القيادة أن هذا الإجراء الذي اتخذته هو إجراء مؤقت وستعمل بكل الوسائل الممكنة على ضمان أمن وسلامة أهلنا في مدينة حلب، وستواصل عملياتها والقيام بواجبها الوطني في التصدي للتنظيمات الإرهابية لطردها واستعادة سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل المدينة وريفها».

في غضون قال مصدر عسكري في تصريح أمس السبت: «إنه لا صحة للأخبار التي تنشرها التنظيمات الإرهابية المسلحة عبر منصاتها ومواقعها الإلكترونية وبعض القنوات الإعلامية حول انسحاب الجيش السوري من حماة».

وأضاف البيان: «نؤكد أن وحدات قواتنا المسلحة تتمركز في مواقعها في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة، وهي على استعداد كامل لصد أي هجوم إرهابي محتمل».

وتابع البيان: «كما يقوم الطيران الحربي السوري والروسي الصديق باستهداف تجمعات الإرهابيين وتحركاتهم وخطوط إمدادهم».

| وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن