أكدت امتلاكها كل وسائل مواجهة الغرب وحذرت من تبادل ضربات نووية مع واشنطن … موسكو: مهتمون بتنمية شاملة للعلاقات مع بيونغ يانغ
| وكالات
بينما أعلن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف، خلال لقائه رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون، أمس السبت، في بيونغ يانغ، أن التصديق على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين يؤكد اهتمام الجانبين بتنمية علاقاتهما بشكل شامل، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن بلاده تمتلك كل الوسائل العسكرية التقنية الضرورية لإقناع دول الغرب إذا لم تنصت للحجج الأخرى، محذراً من وجود خطر تبادل الضربات النووية بين روسيا والولايات المتحدة.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، قال بيلاوسوف خلال محادثات مع الرئيس الكوري كيم جونغ أون في بيونغ يانغ: «إن التصديق على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين بلدينا يؤكد الاهتمام الثنائي بالتنمية الشاملة للعلاقات الثنائية»، منوهاً إلى التزام بيونغ يانغ بتعميق العلاقات مع موسكو.
وأكد الوزير الروسي أن تاريخ «الأخوة» العسكرية بين البلدين يعود إلى ما يقرب من ثمانية عقود، وأشار إلى أن الصداقة والتعاون بين البلدين تعززا خلال تحرير كوريا عام 1945، مضيفاً: «في العام المقبل، تحتفل روسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى وتحرير كوريا من الاحتلال».
في سياق ذي صلة، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن روسيا تمتلك كل الوسائل العسكرية التقنية الضرورية لإقناع دول الغرب إذا لم تنصت للحجج الأخرى، وتعليقاً على الهجمات المستمرة بالأسلحة الأميركية على الأراضي الروسية، قال ريابكوف في مقابلة مع وكالة «تاس»: إن «أنظمة الدفاع الجوي الروسية فاعلة، كما ترون عبر ما يحدث، لدينا إجراءات مضادة واسعة النطاق لإقناع خصومنا، بما أنهم لا يفهمون أي حجج أخرى»، مضيفاً: «لدينا كل الوسائل اللازمة لمواجهة هذه الهجمات».
وقبل ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي أن روسيا وجهت ضربة بصاروخ «أوريشنيك» فرط صوتي إلى المجمع الصناعي العسكري الأوكراني «يوجماش»، وهو مجمع صناعي كبير ينتج الصواريخ والأسلحة في دنيبروبيتروفسك، موضحاً أنه تم في هذه الضربة اختبار أحد أحدث أنظمة الصواريخ الروسية المتوسطة المدى «أوريشنيك» في الظروف القتالية، والمزود برؤوس قتالية فرط صوتية غير نووية.
على صعيد متصل، حذر ريابكوف من وجود خطر تبادل الضربات النووية بين روسيا والولايات المتحدة، كما أكد أن مسألة استئناف التجارب النووية تبقى قائمة بالنسبة لموسكو، وقال ريابكوف: «كل ما يجب أن يقال فيما يتعلق بسيناريوهات استخدام الأسلحة النووية قد جاء على لسان الرئيس، وورد في الأسس المحدثة لسياسة الدولة في مجال الردع النووي القول: إن خطراً من هذا النوع قد انحسر سيكون منافياً للحقيقة، وللأسف هذا الخطر موجود».
وأضاف الدبلوماسي الروسي تعليقاً على ما نشرته مؤخراً قناة «Science Time» العلمية التي وضعت محاكاة لتبادل الضربات النووية بين روسيا والولايات المتحدة: «سنبذل قصارى جهدنا لتجنب هذا السيناريو الكارثي، لكن في هذه الحالة ليس كل شيء يعتمد علينا»، مؤكداً أن «اليوم الوضع معقد للغاية وحاد».
وشدد ريابكوف على أهمية مراقبة تصرفات الخصوم، وأشار إلى أنه حتى الآن تتجه الأمور نحو السيناريوهات المنصوص عليها في العقيدة النووية الروسية، وأعرب عن أمله في أن يستوعب الغرب إشارات موسكو، سواء كانت لفظية أو مادية، وقال: «هذه ليست دعاية، هذه حقيقة قاسية يجب أن ينظروا إليها على هذا النحو».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أمس السبت، أن الجيش الروسي يواصل تقدمه في مقاطعة كورسك، ويكبد قوات نظام كييف خسائر جسيمة، وجاء في البيان أن قوات نظام كييف فقدت خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 250 عسكرياً، وتم تدمير دبابتين وعربة قتالية مدرعة و4 عربات، مشيراً إلى أن القوات الروسية واصلت عملياتها الهجومية مستهدفة خلالها تشكيلات قوات نظام كييف في مناطق فيكتوروفكا وكوريلوفكا وليبيدفكا وليونيدوفكا ومارتينوفكا ونيكولايفو دارينو ونيكولسكي ونوفويفانوفكا وبليخوفو وسفيردليكوفو.
ولفت البيان إلى أن القوات الجوية العملياتية التكتيكية والصواريخ الروسية وطيران الجيش ونيران المدفعية نفذت هجمات على تجمعات ومعدات قوات نظام كييف في مناطق عدة في مقاطعة سومي الأوكرانية.
وفي بيان ثان، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها حسنت تموضعها التكتيكي على عدد من محاور العملية العسكرية الخاصة، وكبدت قوات نظام كييف خسائر فادحة بلغت نحو 1510 جنود على مختلف محاور القتال خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة: إن الطيران العملياتي التكتيكي والطائرات الهجومية المسيّرة والقوات الصاروخية والمدفعية الروسية، استهدفت البنية التحتية للمطارات العسكرية ومواقع تخزين الطائرات المسيّرة الهجومية، ومرافق البنية التحتية للطاقة والوقود المستخدمة لدعم قوات نظام كييف، وكذلك تجمعات قواها البشرية ومعداتها العسكرية في 132 منطقة، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية صاروخاً من طراز «أتاكمز» وصاروخاً موجهاً بعيد المدى من طراز نبتون و45 طائرة أوكرانية من دون طيار.