الدولار قرب 430 ليرة في السوق السوداء.. و«المركزي» يحذّر من الانجرار وراء الشائعات
| محمد راكان مصطفى
ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة السورية المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وتطبيقات الموبايل قرب مستوى 430 ليرة سورية يوم أمس، وهذه الأسعار التي تم تناقلها في الوسط التجاري يوم أمس، كما هي العادة دوماً، وذلك بعد أن خسر الدولار أمس الأول أكثر من 20 ليرة سورية بانخفاضه قرب مستوى 420 ليرة، وقد ارتفع سابقاً خلال يوم الجمعة إلى نحو 440 ليرة وأكثر.
ومن جانبه أكد مصرف سورية المركزي عودة تحسن سعر صرف الليرة السورية بانخفاض الدولار بما يقارب 20 ليرة سورية خلال اليومين الماضيين حيث شهدت السوق انفجاراً للفقاعة السعرية غير المعللة لسعر الصرف بعدما وصل إلى مستويات غير مسبوقة. وبحسب بيان للمركزي حصلت «الوطن» على نسخة منه، يأتي هذا التحسن مدعوماً بالإجراءات التدخلية لتوفير القطع الأجنبي في سوق القطع عن طريق المصارف ومؤسسات الصرافة وبنسبة تمويل مستوردات تصل إلى ما يقارب 100% من حجم إجازات الاستيراد المقدمة للتمويل والمستوفية لشروطه.
عزا البيان التراجع المفاجئ لسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي إلى ارتفاع الطلب على القطع الأجنبي في المناطق الشمالية من البلاد نتيجة للتطورات العسكرية وتعمد المجموعات الإرهابية المسلحة إلى تقطيع الطرق الواصلة إلى مراكز المدن ولا سيما حلب وريفها الأمر الذي شكل عامل ضغط إضافياً على سعر الصرف، حيث انتقل جانب من الطلب المتصاعد على القطع الأجنبي نحو محافظة دمشق (التي تعتبر المركز الرئيسي لتدخل مصرف سورية المركزي وتوافر معروض القطع الأجنبي) الأمر الذي أدى إلى حالة عدم الاستقرار التي شهدها سعر الصرف خلال الأسبوع المنصرم.
وبحسب البيان، فقد ترافق هذا الطلب على القطع الأجنبي مع حملة إعلامية مكثفة هدفها إثارة مخاوف المواطنين من تدخل عسكري خارجي ومن ثم دفعهم إلى تحويل مدخراتهم إلى قطع أجنبي من خلال التهويل الإعلامي الذي مارسته الدول المعادية المساندة للعصابات الإرهابية المسلحة ولا سيما تركيا والسعودية نظراً لإفلاسهما وعجزهما عن تحقيق أي مكاسب على الأرض في ظل التقدم السريع للجيش العربي السوري في مناطق نفوذ المسلحين التابعين لهذه الدول، المترافق مع قيام الجانب التركي بقصف المدنيين في القرى الآمنة المحاذية للحدود السورية التركية، إضافة إلى سيل من تصريحات الجانب السعودي حول استعداده لإرسال قوات برية للتدخل في سورية؛ وعليه يدعو مصرف سورية المركزي أصحاب الفعاليات الاقتصادية من حملة إجازات الاستيراد إلى التوجه إلى المصارف ومؤسسات الصرافة لتمويل مستورداتهم بالطرق النظامية عن طريق مصرف سورية المركزي.
كما حذر المصرف المركزي المواطنين من الانجرار وراء الشائعات التي يروجها المضاربون في سوق القطع الأجنبي التي تستهدف لقمة عيشهم.