اللامستحيل بحث علمي روحاني في الحياة
| إسماعيل مروة
ما بين الدراسة والعلمية الفيزيائية القائمة على المخابر والمعادلات وفق أعلى أسس النظريات العلمية التجريبية، والعودة إلى الروح وفضاءاتها، والنصوص الروحانية والوجدانية والإيمانية جاء كتاب الأستاذ الفيزيائي محمد محروقة بعد رحلة طويلة في دراسة الفيزياء وممارستها من جامعة دمشق إلى المخابر العلمية المتقدمة في عدد من البلدان، ونتيجة احتكاك مباشر مع نخبة من العلماء التجريبيين، وجاء كتابه يحمل عنواناً مختصراً ومعبراً «اللامسحيل» ليقدم خلاصة رحلة علمية طويلة.
لا شيء مستحيلاً
وقّع الكاتب النسخ الأولى من كتابه في معرض الشارقة للكتاب، وفي تصريح لـ«الوطن» عن الكتاب قال: لا يوجد شيء ليس له حل في هذه الحياة، فإذا لم نجد حلاً في أمر معين في فضاء ما، فسيكون الحل ممكناً في فضاء آخر، لذلك قلت: الامتناع عن الحل هو الدواء، وقد طبقت هذه الفكرة في مجالات كثيرة، سواء في الحياة الاجتماعية أو الأمور العلمية والرياضية، نتيجة اختصاصي في الرياضيات، ونتيجة للفرضيات والعمل عليها استطعت حل عدد من المسائل المستعصية سواء في الرياضيات أو الحياة.
وأشار محروقة إلى أن الكتاب ينتمي إلى الناحية الفكرية، ويتعرض للدين والأدب والرياضة، لأنني بتجربتي ودراستي وجدت أن الرياضيات تبحث في أمور الحياة، وتملك الرياضيات حلاً مناسباً لها.
البحث والتجربة العلمية
يحمل الكتاب عناوين عديدة تمزج بين الحكايات التراثية، والواقع والتجربة العلمية، ما يستدعي القراءة المتأنية بسبب من هذا الربط، إضافة إلى أن الكتاب مليء بالبيانات والتجارب المخبرية والإحصائية التي جمعها الكاتب نتيجة تجربته، وفي مواقع منه يبين الكاتب أن التجربة خاصة، والاستخلاص الذي أطلق عليه اسم الكشف هو له دون غيره.
اللامستحيل امتناع الحل هو الجواب- مكتشفات خاصة بالمؤلف- مكتشفات ترتبط بعلم الرياضيات- قاعدة بيانات- مكتشفات ترتبط بالوقاية الإشعاعية- معايرة الطاقة- استنتاج معادلة الطاقة الظاهرية- استنتاج معادلة الطاقة الحقيقية- تقنية التألق الحراري- نظائر السترونسيوم-..».
من واقع التجربة والمخابر العلمية تم استخلاص الكثير من القضايا الرياضية، والتي استفاد المؤلف منها ومن ممارستها بنفسه ليقوم بتطبيقها، وقراءة نظائرها في الحياة الطبية والحياتية ليؤكد أنه لا وجود للمستحيل.
قراءة اللامستحيل في التراث
يعرج المؤلف على فكرة المستحيل واللامستحيل من التراث الديني والروحاني من خلال مثالين: هما ما حدث مع سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل، وسيدنا يعقوب وقصة يوسف، وقصة أم موسى، ليختم قصة يعقوب: «هذه صورة من صور ما يدعى مستحيلاً بمقاييسنا المألوفة، وهي تمثل فعلياً لا مستحيلاً عندما تقاس بمقاييس غير مألوفة، من الصواب القول إن هذه حقيقة من الحقائق المنعوتة بصفة الاستحالة، وهي ليست لا مستحيلاً هي تكرس حقيقة امتناع الحل هو الجواب».
وفي قصة أم موسى عليه السلام يختتم: «نجد في هذا الأمر حقيقة امتناع الحل هو الجواب أي إذا أردت أن يرد إليك طفلك فألقه في اليم، هذا هو عين التناقض، وفي كلا الخيارين امتحان لاتحمد عقباه وفقاً لمقاييس البشر، أي إذا أردت أن تحصلي عليه فضحي به».
وفي هذه القصص التي أوردها المؤلف يعالج الموضوعات معالجة إيمانية كما عهدناها في القراءات والتفاسير، ولم تأت الجداول والإحصاءات التي خلص إليها لتطبق عليها وفق معايير الرياضيات التي وضعها، وكان من الأجدى أن تكون تطبيقات إحصائية مرافقة للقراءة والتعليل في قراءاته لقضايا إيمانية في الأصل ولا جدال في أمر غيبي.
من الأمور التجريبية
تناول المؤلف مفهوم الإشعاع وعقباته وآليات تركيزه، وخاصة عند مرضى السرطان الذين يتعرضون للإشعاعات، فقال: السرطان مرض يمكن أن يمتد بالأسباب الوراثية للأولاد، ويمكن أن يظهر عليهم بآثار مناسبة من جرعات منخفضة، أو جرعات عالية واضحة الآثار عند حد معين، هذه النقطة مهمة لأنه يمكن أن ينطلق من جيل إلى جيل، وهو ما أطلقت عليه تسمية العتبة واعتمدت في مراكز الأبحاث.
هذا وقد أوضح المؤلف أن المحتوى العلمي للكتاب عرض على مؤتمرات علمية عقدت في أماكن عديدة، وتمت مناقشة المحتوى مع علماء الأشعة، وأوضح: «عرضت الفكرة عليهم، ونالت استحساناً، ولم يكن هناك من اعتراض من اللجنة الدولية، وهي اللجنة الأعلى في العالم».
وأخيراً
وقع الأستاذ محروقة كتابه ليقدمه للقراء والعامة، وسيعمل كما أشار إلى تعميم ما فيه في ملتقيات علمية، ومعارض كتب، ولقاءات علمية، والأمر بحاجة حقيقية إلى بيان وشرح وتطبيق، بل فصل بين ما هو من المسلمات الغيبية، والمعالجات الطبية لأمراض مستعصية يراها الناس مستحيلة العلاج، وربما كنا بحاجة إلى نماذج واقعية عن تطبيق مثل هذا الابتكار ليتم تعميمه والعمل به..
ولا يمكن الركون إلى ما يمكن أن يطرحه باحث من خلال رؤيته وتجربته إلا إذا وضعه في إطار التجربة، وربما كانت التجربة التأليفية مربكة لوضع هذه الدراسة قيد التجربة والمعرفة، وكلنا أمل أن تخضع هذه الدراسات للتمحيص والتجربة على واقع الأمراض المستعصية التي ضربها أمثلة من خلال الأشعة.. ربما تشكل أملاً لبعض الأمراض المستعصية.