ثقافة وفن

فعاليات تراثية وأدبية وفنية منوّعة كرّست الحالة الثقافية بمختلف مجاميعها وألوانها

| الحسكة- دحام السلطان

أحيت مديرية الثقافة في الحسكة احتفالية يوم الثقافة السورية الذي يتزامن مع تأسيس وزارة الثقافة السورية في مثل هذه الأيام من عام 1958، والذي حمل شعار «الثقافة رسالة حياة»، حيث تناولت الاحتفالية التي احتضنها مركز مدينتي الحسكة والقامشلي، فعاليات تراثية أحيت الموروث الشعبي من خلال افتتاحية الاحتفالية التي تناولها معرض المقتنيات التراثية الشعبية بعنوان «عبق من تراثنا» للباحثين دحام السلطان وعايش الكليب، والعرض المسرحي «يتامى» لفرقة المسرح القومي، في ثقافي الحسكة، وفعاليات أدبية وفنية تشكيلية وعروض سينمائية ومسرحية وجلسات قصصية وحكايا للأطفال في كلا المسرحين وعلى مدار خمسة أيام.

الهوية الوطنية

وبيّن محافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيّوح لـ«الوطن»: خلال افتتاحه المعرض التراثي وحضوره حفل الافتتاح، أن مؤسساتنا الثقافية هي صاحبة الدور الأكبر والأبرز في تعزيز الهوية الوطنية، وتكريس الحالة الوجدانية لتجذّر ابن هذه الأرض بوطنه، الذي أسهم بشكل فاعل في التصدي للحرب الثقافية الكونية ومضاداتها الفكرية الظلامية التي تتعرض لها بلادنا منذ نحو ثلاثة عشر عاماً، لافتاً إلى أن هذه الحرب الظالمة، كان هدفها طمس هويتنا وثقافتنا وانتمائنا العفوي الفطري بكل قيم رمزية وشذور هذا الوطن، سورية التاريخ والحضارة والإنسان.

وأشار المحافظ إلى أن أبناء سورية منذ أن خطوا رسم الحضارة الإنسانية بمختلف ألوانها على هذه الأرض منذ آلاف السنين، هم أصحاب رسالة خالدة قدمت ولا تزال الكثير الكثير، وحافظوا من خلالها على وجودهم وانتمائهم وخصوصيتهم الرمزية التي يشيد بها العالم بأسره، منوهاً خلال تجواله في معرض المقتنيات التراثية، أن ما تضمنته أجنحة المعرض من مقتنيات وأدوات بسمتها الرمزية، عكست وبشكل حقيقي عمق انتماء أبناء المحافظة لتراب أرضهم، كما يدل على غنى هذه المنطقة بتراثها الحضاري الذي أعطى للعالم أنموذجاً شمل مختلف مناحي الإبداع والعطاء، وعبّر عن أصالتهم وتمسكهم بهويتهم الوطنية وانتمائهم الوطني لهذه الأرض الغالية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ وغالياً وعزيزاً من الوطن الأم سورية.

الصورة الحقيقية للثقافة

من جانبه أكد عبد الرحمن السيد مدير ثقافة الحسكة، أن الاحتفالية التي ستنفذ على مستوى مدينتي الحسكة والقامشلي وريفيهما على مدار خمسة أيام، ستتناول أنشطة وفعاليات رئيسة وموازية كذلك، ستلخّص بمجملها مختلف مناحي الصورة الحقيقية لمنابر الثقافة والفن والأدب والإبداع من خلال تسليط الضوء على الموروث الشعبي بشقيه المادي واللامادي، والإشارة إلى تعزيز وتكريس الهوية الوطنية من خلال الصدى الثقافي بمختلف أصنافه، لاسيما معرض المقتنيات التراثية والعروض المسرحية والسينمائية، إضافة إلى الأصبوحات والأمسيات الأدبية «القصصية والشعرية»، ومعارض فنية التي جاءت بدورها بالتزامن مع الدورة السابعة لملتقى الفنان العالمي الراحل عمر حمدي «ابن محافظة الحسكة» التي سيشارك فيها 12 فناناً تشكيلياً، منوهاً بأن هناك نشاطات للأطفال أيضاً من خلال روايات وقصص «الحكواتي» والعروض المسرحية والسينمائية الهادفة والخاصة بهم إضافة إلى مهارات الحياة المختلفة.

تواصل دائم مع المجتمع

وأوضح السيد أن ثقافة الحسكة كانت على تواصل دائم مع جميع مؤسسات المجتمع المحلي والأهلي من خلال الفعاليات القانونية والصحية والتوعوية والدعم النفسي مع مختلف المؤسسات ذات الشأن، وقد عملت على تمكين وتعزيز دور نادي كبار السن بالتعاون مع المؤسسات الأهلية، من أجل تقديم النصح والإرشاد لهم، ناهيك عن ورش العمل التي أقامتها الثقافة والتي تُعنى بشكل خاص بجمع التراث اللامادي، ومرابط الخيول العربية الأصيلة، وجلسات نقاشية ومنهجية أدبية استهدفت جيل الأدباء الشباب بالتعاون والتنسيق مع اتحاد الكتاب العرب، مؤكداً أن الثقافة هي هم مجتمعي يشمل مؤسسات المجتمع برمته ولا يقتصر دوره على المؤسسة الثقافية فقط، كي تكتمل الحالة الثقافية ويتم إرسال صوت الحياة بالشكل الأمثل وهوية الجزيرة السورية بشكلها الحقيقي إلى العالم بأسره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن