هل من خطوات جريئة لاتحاد السلة قبل النافذة الآسيوية الثالثة؟
| مهند الحسني
مازال التخبط والعشوائية والارتجالية عناوين واضحة وسمة أساسية لإعداد منتخباتنا الوطنية لكرة السلة، وما نتائجنا المخيبة للآمال الأخيرة سوى أكبر دليل على صحة كلامنا، فلا يوجد خطة إعداد واضحة ولا حتى استراتيجية ويبقى العمل آنياً بعيداً عن العلمية التي كثيراً ما أتحفنا بها اتحاد السلة الحالي، فهذا المنتخب يحضر قبل البطولة بشهور، ومنتخب آخر يدعى قبل البطولة بأيام قليلة، ولأن خطط إعداد الاتحاد ضبابية، فالمنتخبات ستبقى تائهة تحت مظلة الاجتهادات الشخصية.
واقع صعب
تألمنا كثيراً بعد الصورة الهزيلة التي ظهر عليها المنتخب أمام منتخبي لبنان والبحرين، ولم ينجح المنتخب في ترك بصمة إيجابية لا على صعيد النتائج الرقمية ولا المستوى الفني، فقدم أسوأ عروضه فردياً جماعياً، لم يصل منتخبنا لهذه النتائج من عبث، وإنما جاءت نتيجة الروزنامة التي يعمل بها اتحاد السلة والتي باتت أشبه بدفتر ديون سمان حارة (كل مين ايدو الو)، فبدلاً من أن يسعى الاتحاد لتأمين كل المناخات الملائمة لتحضير منتخب شاب الذي يعد اللبنة الأساسية لمنتخب الوطن كانت تحضيراته متواضعة لم تلب الطموح فوضع لاعبينا تحت وطأة الخسارات القاسية والرادعة، ولم تكن انفراجات جديدة تجعلنا نتفاءل بشيء جديد.
دعم لا محدود
لم يعد الكلام مجدياً مهما تحدثنا وأشرنا إلى الأخطاء، وكل ما نستطيع فعله هو وضع هذه النتائج خلف ظهورنا وسنطوي صفحتها دون رجعة لأن التحدث عن الماضي لن يفيد، وإنما لابد من التأسيس عليها لفضاءات أوسع وأشمل، والخسارة رغم قساوتها غير أنها ليست نهاية العالم، بشرط الاستفادة من تجاربنا وأن تكون مشاركاتنا القادمة مدروسة بعناية لا أن تسيء إلى سمعة السلة السورية وخاصة أننا سنلعب في النافذة الثالثة على أرضنا وبين جمهورنا ونحن مطالبون بتحقيق الفوز في كلتا المباراتين وغير ذلك سندخل في حسابات جديدة للتأهل قد تطيح بأحلامنا بعيداً، وجميل أن نشارك وأن نكون حاضرين بقوة، والأجمل أن تكون مشاركتنا مشرقة ونترك بصمة تليق بسلتنا تسعد جمهورنا المتعطش للانتصار.
واقع وخيال
سوف نتحدث بصراحة وبعيداً عن أي مجاملات ونقول إن القائمين على اللعبة ليس لديهم حتى الآن أهداف واضحة رغم وجود فاصل زمني يفصلنا عن النافذة، ولم نر أي تحرك لاتحاد السلة يتحدث فيه عن نتائج النافذة الثانية وتطلعاته للنافذة القادمة، ولن نحاول تقزيم ما تم تحقيقه لسلتنا الوطنية بتأهلها للنهائيات الآسيوية على صعيد منتخب الرجال في أندونيسيا قبل موسمين، لكن بنفس الوقت كنا نتمنى أن يوازي حجم العمل على صعيد المنتخبات الوطنية مع حجم العطاء المقدم من القيادة الرياضية، حيث تكون هناك خطة إعداد جيدة لمنتخب شاب تمتد لثلاث سنوات قادمة، جل أعمار لاعبيه دون العشرين عاماً ونتعاقد مع مدرب أجنبي عالي المستوى مع كادر إداري جيد وأجواء تحضيرية مناسبة ونضع أهدافاً مستقبلية له على اعتباره اللبنة الأساسية لمنتخب الأمل، ونفتح باب المشاركات أمامه بغض النظر عن النتائج لأننا في طور البناء والإعداد، وحينها ستكون نتائج عملنا مثمرة لا محالة.
ما نطالب به ليس مستحيلاً ولا ضرباً من الخيال، وننتظر تحركاً سريعاً على أرض الواقع طالما أن الدعم موجود، وما يشجع على ذلك وجود نخبة من اللاعبين الشبان بأنديتنا لا ينقصهم سوى الخبرة والإعداد الجيد.
خلاصة
أيها السادة من يرد أن يبني منتخباً قوياً فليبدأ من الروزنامة المستقرة وخطة واضحة للإعداد تبدأ اليوم وتنتهي بعد خمس سنوات ولكل منتخب ميزانية وأهداف، ومن يتول مهام القيادة يجب أن يعرف ما له وما عليه وما هو مطلوب منه وما هو مخصص له، أما أن نخلط الماء بالزيت، ونصر على نجاح الخليط فهو اتجاه يعكس جهل القائمين على شؤون المنتخبات وضعف الإمكانات المتوفرة للمدربين، فهل سنشهد خطوات جديدة لمنتخبنا قبل النافذة المهمة والمصيرية، أم سيبقى الحال على ما هو عليه ونخرج بنتائج مخيبة للآمال.