اقتصادالأخبار البارزة

جلسة استثنائية للحكومة لمتابعة الأوضاع الإنسانية والخدمية في حلب … الجلالي: الحكومة تعلن دعمها الكامل لحلب وتثمن صمود أهلها في وجه الإرهاب والتحديات الراهنة

| محمد راكان مصطفى ـ هناء غانم

ناقش مجلس الوزراء في جلسة استثنائية يوم أمس تداعيات هجوم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تتزعمها «جبهة النصرة» وأدواتها المسجلون على لوائح الإرهاب الدولية ولوائح الخارجين عن صفات الإنسانية والمجردون من قيم البشر، على التراب الوطني السوري المقدس في حلب وإدلب، والمستجدات المتعلقة بالواقع الخدمي والإنساني الذي سببه هجوم تلك العصابات الإرهابية على حلب ومحيطها.

ووجه مجلس الوزراء تحية الإكبار والتقدير لأهلنا الصامدين في حلب الشهباء، مؤكداً ثقته العالية بأنهم سيبقون كآثارها وتاريخها قلعةً عصيةً على الغزاة والإرهابيين، كما أكد مجلس الوزراء أنه وإن كان يحضِّر منذ ما يزيد على الشهر لعقد جلسة قادمة للمجلس في مدينة حلب الشهباء، فإنه اليوم أكثر تصميماً على استكمال التحضيرات لعقد جلسة قادمة قريبةٍ بهمة أبطال جيشنا وقواتنا المسلحة الباسلة، في مدينة حلب عاصمة الاقتصاد الوطني وعاصمة الثقافة والصمود.

واستهل رئيس مجلس الوزراء محمد الجلالي الجلسة بتوجيه تحية الإكبار والإجلال لشهداء جيشنا وقواتنا المسلحة الباسلة الذين ارتقوا دفاعاً عن حلب، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، وأكد أن ما قامت به عصابة «جبهة النصرة» الإرهابية وتوابعها ما هو إلا محاولة يائسة لإنعاش أحلامها ببسط فكرها وممارساتها الإرهابية المتطرفة على ترابنا الحبيب، معرباً عن الثقة بقدرات جيشنا وقواتنا المسلحة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وحرص الحكومة على توفير كل مقومات ومتطلبات المعركة المشرفة ضد الإرهاب وداعميه، وتقديم كل ما هو مطلوب لقواتنا المسلحة بما يكفل تحقيق النصر.

وقدم وزيرا الداخلية اللواء محمد الرحمون والدفاع العماد علي محمود عباس عرضاً عن الواقع الراهن والتطورات الميدانية، وتصدي قواتنا المسلحة للمجموعات الإرهابية وتكبيدها خسائر فادحة على أكثر من محور من محاور القتال ودفعها للتراجع.

من جانبه أوضح وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد أن سورية خلال السنوات الماضية من الحرب الإرهابية عليها مرت بظروف أصعب وأقسى من الظرف اليوم، لكنها صمدت وتخطت العقبات، مبيناً أهمية تسليط الضوء على خطورة ما تخفيه تلك التنظيمات الإرهابية من أفكار سوداء وأفعال لا تمت للإنسانية بصلة.

واستعرض وزير الإدارة المحلية والبيئة لؤي خريطة الواقع الخدمي والإداري في محافظة حلب بعد دخول المجموعات الإرهابية إليها وسيطرتهم على معظم المباني الحكومية فيها، وترهيب العاملين والموظفين والمواطنين، وأشار إلى أن المحافظ والقيادات الإدارية في المحافظة يتابعون الوضع في المحافظة عن كثب من مواقعهم الحالية خارج مكاتبهم الرسمية، مؤكداً الحرص على استمرار قيام مؤسسات الدولة بتقديم خدماتها، حيث تسمح الظروف بذلك، وحيث لا تقوم مخاطر تهدد حياة العاملين فيها.

كما لفت خريطة إلى تهجير الأهالي من جراء ترويع وبطش العصابات الإرهابية وانتقالهم خارج مدينة حلب إلى المناطق الواقعة تحت كنف مؤسسات الدولة السورية، موضحاً أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية ممتلكات المواطنين في محافظة حلب، كما يتم تقديم الاستجابة الطارئة للمهجرين جراء الإرهاب.

من جهته تحدث وزير النفط والثروة المعدنية فراس قدور عن الإجراءات التي قامت بها الوزارة في سبيل تسهيل حصول أهلنا في حلب على الوقود، وكذلك تسهيل حركة عبور المهجرين وتوفير محطات الوقود المتنقلة على الطرقات لتخديم السيارات التي تقلهم وتسهيل وصولهم إلى مقاصدهم.

كما استمع مجلس الوزراء إلى تقرير مفصل من وزير الصحة أحمد ضميرية عن عمل المنظومة الصحية في البلد وعن استعدادها لاستقبال المصابين والجرحى من مدنيين وعسكريين، مؤكداً أن الظروف الصعبة التي شهدها قطاع الصحة جعلته يكتسب خبرة واسعة في التعامل مع مثل هذه الظروف الطارئة، وعلى توفير كل مستلزمات العمليات الإسعافية في جميع المشافي الوطنية.

واستعرضت سمر السباعي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الجهود التي تقوم بها الوزارة ومديرياتها المعنية في المحافظات، وكذلك جهود الجمعيات الأهلية والمجتمع الأهلي في استقبال المهجرين وتوفير مقومات إقامتهم المرحلية ريثما يتم إعادة استقرار الأوضاع في حلب ومحيطها.

وتم التأكيد خلال الجلسة على عدد من النقاط الرئيسية:

– مؤسسات الدولة عملت بكل إخلاص وتفانٍ يداً بيد مع مؤسسة الجيش والقوات المسلحة، لكن الظروف كانت قاسية وصعبة والتحضير من دول وأجهزة استخبارات عالمية وتمويل ودعم غير محدود جعل التعامل معها صعباً في بداياتها.

– الحكومة ملتزمة بشكل كامل بمتابعة الأوضاع في حلب، ومتابعة وضع مؤسسات الدولة، كل وزير فيما يخصه، لاتخاذ القرارات المطلوبة وبالسرعة الممكنة.

– متابعة ملف المصابين والجرحى باعتباره أولوية قصوى للحكومة، وتوفير كامل الدعم للمنظومة الصحية.

– تقديم كامل الخدمات المطلوبة للمهجرين وإقامتهم، وتكليف وزارتي النفط والكهرباء اتخاذ كل الإجراءات لتسهيل إقامة وتخديم الإخوة المهجرين.

– تكليف وزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي لتقييم الوضع التعليمي والتربوي وتقديم المقترحات المناسبة لمجلس الوزراء المنعقد يوم الثلاثاء القادم لاتخاذ ما يلزم بشأنه في ضوء التطورات الميدانية.

– تكليف وزارة الثقافة التواصل مع المنظمات الدولية المعنية بخصوص الحفاظ على الآثار والتراث المادي واللامادي في محافظة حلب.

– مجلس الوزراء في حالة عمل دائمة وسيكون هناك اجتماعات متابعة على مدار الساعة للجان الوزارية، وكذلك لمجلس الوزراء عند اللزوم لمتابعة الأوضاع الميدانية واتخاذ ما يلزم حيالها.

تقديم المساعدات للأهالي

رئيس مجلس الوزراء محمد الجلالي على هامش الجلسة قال: اجتمعت الحكومة اليوم للتأكيد على وقوفنا جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري والقوات المسلحة، وتقديم كل أشكال الدعم لهم ضد العصابات الإرهابية المسلحة المدعومة من قبل الاستخبارات الغربية والعميل التركي، وتستهدف المدنيين وكل صنوف الحياة.
ولفت الجلالي إلى أن الجيش العربي السوري قام بالتصدي للعدوان، والبدء بمرحلة استعادة القرى وتحريرها من المجموعات الإرهابية بعد اعتدائها عليها خلال الأيام الماضية، وما رافقها وسبقها من تحضيرات استخباراتية أجنبية وتركية.
وخلال حديثه وعد رئيس مجلس الوزراء بتحرير كامل التراب السوري وجميع المناطق من إرهاب جبهة النصرة، وتقديم المساعدات للأهالي، وحل جميع الإشكالات نتيجة نزوح الأهالي من قراهم وبلداتهم وإيجاد الحلول المناسبة لأي صعوبات تواجههم، مضيفاً: لابد أن يكون لديكم ثقة بالحكومة التي تعمل كل ما في وسعها لتقديم الخدمات للمواطنين والتصدي لهذا الإرهاب الذي يستهدف كل شيء ايجابي وحتى المبادئ التي ننادي بها ضد الإرهاب.
وأضاف: كلنا ثقة بأن الجيش العربي السوري قادر على استعادة كامل الأراضي، مشيراً إلى أن الشائعات كثيرة ويجب عدم الانجرار وراءها وما يتم الترويج له من شائعات هو مدعوم من قبل دول كبرى، وتبقى الثقة الكبيرة بالقوات المسلحة والقائد بشار الأسد للتصدي للعدوان الإرهابي الذي يستهدف الجميع، ويسير على مبدأ الصهيونية نفسه وأحد أشكال العدوان الإسرائيلي على بلدنا والذي يأتي من قوى الشر في العالم.

سورية وجيشها قلعة صامدة

أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب أحمد بوستجي أن العدوان الهمجي على محافظة حلب الذي قادته هيئة تحرير الشام، ما كانت تدعى (النصرة سابقاً)، وهي معروفة ومصنفة عالمياً على أنها منظمة إرهابية، وما تقوده من إرهاب على سورية هو موجه لكل الدول العربية ودول العالم.
وأكد وزير الدولة على أن الثقة كبيرة بالجيش العربي السوري وقدرته على تحقيق الانتصار على القوى الإرهابية ومشغليها من بعض الدول الغربية، وصد العدوان عن مدينة حلب وعن كامل الجغرافيا السورية، وهذا ما عهدنا عليه بلدنا سورية وجيشها القوي الذي سيبقى قلعة صامدة في وجه الغزاة والإرهابيين.

الجهات الخدمية لا تزال تقدم الخدمات

أكد وزير السياحة محمد رامي مارتيني رئيس لجنة الخدمات والبنى التحتية أن حلب تعرضت على مدار الـ14 عاماً إلى الحرب الإرهابية كما تعرضت غيرها من المحافظات السورية وقال: الأشقاء في حلب تقاسموا كأبناء سورية عبء هذه الحرب التي شنت على بلدنا وعلى جيشنا وعلى شعبنا وعلى اقتصادنا وعلى حضارتنا وعلى تراثنا وعلى آثارنا وتاريخنا موضحاً أنها ليست أول مرة تستهدف حلب لكنها ستكون الأخيرة إن شاء الله.

وطمأن الوزير أن ردع هذا الهجوم الإرهابي سيكون قريباً عبر أبطالنا في الجيش مضيفاً: إن /للباطل جولة وللحق جولات/ وحلب هذه المدينة التاريخية التي يزيد عمرها على 10 آلاف عام لن تكون عاصمة للإرهاب ولن نقبل ولن يقبل أبناؤها أن تكون ضحية أو أسيرة فهي اليوم أسيرة لأجل قريب في يد أعتى العصابات الإرهابية المسلحة /جبهة النصرة وداعش والإرهاب التكفيري العالمي/ هم وجه واحد ومن يقودهم ويشغلهم واحد وتقف خلفهم دول/معروفة بالاسم/ وهي المشغل والمعتدي على السيادة السورية منذ اليوم الأول.

مارديني أكد أنه سيتم استعادة كل الأراضي وثقتنا كبيرة بأن حلب ستحرر وبأسرع مما يتوقعه الكثيرون ومعنويات أبنائنا في حلب وفي كل الأراضي السورية عالية ورغم كل ما تقوم به هذه العصابات التكفيرية الإرهابية المدعومة تكنولوجياً وعسكرياً وبالتسليح من كل هذه القوى قوى الاحتلال /وأولهم العدو الإسرائيلي الصهيوني ومشغلوه في الولايات المتحدة الأميركية والعدو التركي وغيرهم.

وأضاف: إن كل الجهات الخدمية لا تزال تقدم كل الخدمات والمساعدات لأبناء محافظه حلب /الذين هجرهم الإرهاب/ على مدار الساعة وعبر المؤسسات الخدمية المختلفة وعبر بواسل الجيش العربي السوري الذي له الميدان البارحة واليوم وغداً وإلى الأبد، كما أن النصر على الإرهاب قادم لا محالة.

وقال مارتيني في تصريح لـ«الوطن»: إن كل الجهات والمنشآت الخدمية والسياحية في المحافظات التي وصل إليها أهالي حلب مستنفرة على مدار الساعة حيث تعمل على تقديم كل الخدمات سواء بالتكلفة أو الاستضافة، مؤكداً أن المنشآت والمراكز جاهزة حيث تم التعميم على كل المنشآت السياحية بالقطاعين العام والخاص على تأمين كل الخدمات للمواطنين، منوهاً بأنها حالة مؤقتة لن تطول حتى يعود الأهالي إلى حلب.

وعن وجود أضرار في القطاع الحكومي قال: حتى الآن لدينا معلومات مؤكدة بأن هناك اعتداءات على الأبنية الحكومية ومنها مديرية السياحة ولكن على أرض الواقع ليس لدينا معلومات واضحة عن المنشآت السياحية والخدمية، ونأمل أن يستعيد الجيش كامل المساحة الجغرافية في حلب بأسرع ما يمكن وبأقل الأضرار.. وختم وزير السياحة جازماً بأن حلب ستعود عاجلاً أم آجلاً وبأسرع من كل التوقعات.

جهود إغاثية

وزير الإدارة المحلية والبيئة لؤي خريطة قال: نحن أمام جلسة استثنائية تناولت العديد من النقاشات التي تجاوزت التحديات والأوضاع التي خلفتها الاعتداءات الإرهابية في بعض المحافظات، وتسببت بنزوح المواطنين من قراهم وبلداتهم في حلب ومحيط إدلب.

وفيما يخص وزارة الإدارة المحلية أضاف: إنه تم استعراض عملها وجهودها في مجال الإغاثة والخدمات المقدمة من أجل تأمين المستلزمات والمواد الإغاثية وتوزيعها على مراكز الاستضافة، وكذلك تخصيص مراكز للإغاثة، لافتاً إلى أن وزارة الإدارة المحلية تتابع عن كثب عمل المحافظين باتجاه تأمين ما يلزم للأهالي المهجرين، كما تم التواصل والاتصال اليوم مع محافظ حماة، حيث أجرى جولة على الوحدات الإدارية والمرافق العامة والفعاليات التجارية بهدف التأكد من توافر مختلف الخدمات.

وقال: سورية ليست المرة الأولى التي تتعرض للعدوان واستطاعت التصدي لمختلف أشكال العدوان بفضل انتصارات الجيش العربي السوري ووطنية أبنائها وهي قادرة اليوم على درء العدوان الإرهابي والعودة إلى أفضل ما كانت عليه.

وفي تصريح لـ«الوطن»قال وزير الإدارة المحلية: إنه لدينا نحو 20 مركزاً لاستضافة القادمين من حلب من المراكز التي تم تجهيزها أثناء توافد الأشقاء اللبنانيين إثر العدوان الإسرائيلي السافر بعد أن عاد معظمهم إلى لبنان، إضافة لذلك لدينا مراكز أيضاً في حماة، مشيراً إلى أنه لم يتم الوصول إلى درجة الملاءة الكاملة، ولدينا متسع من الأماكن موضحاً أن هذه الإجراءات تتم بالتنسيق مع الجهات العاملة في الشأن الإغاثي من وزارة الشؤون ومنظمات الهلال الأحمر وغيرها من الشركات المعنية بتقديم العمل الإغاثي الطارئ مع التأكيد أننا على تواصل دائم مع المحافظين لتقديم كامل الدعم والمساندة لأهلنا الوافدين من المحافظات.

93 محطة في حلب

أكد وزير النفط والثروة المعدنية فراس قدور أن ما حدث في حلب من اعتداءات إرهابية تطلب عقد جلسة استثنائية في مجلس الوزراء، حيث تم توجيه وزاره النفط بأخذ كل الإجراءات المطلوبة لتأمين المشتقات النفطية للمواطنين الخارجين من محافظة حلب، حيث تم وضع ثلاث محطات متنقلة في مناطق أثريا وفي محيط محافظة حماة بالتوازي مع العمل على دعم باقي المحافظات بالمشتقات النفطية من بنزين ومازوت للمواطنين المهجرين من حلب.

وفي تصريح لـ«الوطن»أكد وزير النفط أن هناك 93 محطة موجودة في المحافظة ويتم حالياً دراسة واقع هذه المحطات، حيث تم وضع خطة لتأمين المحروقات للمواطنين، مؤكداً أن الوزارة قامت بتقديم دعم من المحروقات للمحافظات وكذلك الغاز المنزلي حيث تم توجيه معمل عدرا للعمل وردية ثالثة لتأمين احتياجات باقي المحافظات من مادة الغاز وتغطية النقص الحاصل وأشار الوزير إلى أنه حتى الآن ليس هناك أي اعتداء على محطات المحروقات في حلب.

مشافي حلب لم تغلق ولن تغلق

بدوره أكد وزير الصحة أحمد الضميرية في تصريح على هامش الجلسة أن مؤسسات القطاع الصحي متماسكة وتعمل على تقديم كافة الخدمات للمواطنين مؤكداً أن الكادر الصحي والطبي يتابع عمله وفق الإمكانات المتاحة له، منوهاً بتوافر كل التجهيزات والأدوية، وبأنها تقدم عن طريق القطاع الصحي.

ولفت الوزير إلى وجود ثماني مشافٍ في محافظة حلب تعمل وهي على استعداد لتقديم كل الخدمات الصحية للمواطنين، مؤكداً أن الكادر الصحي ملتزم بعمله علماً أن منظومة الإسعاف قد خرجت عن الخدمة حالياً لكن سيتم العمل على إعادتها، وعلى تحرير المحافظة بالكامل.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد وزير الصحة أن مشافي حلب لم تغلق ولن تغلق ولا تزال بالخدمة وهي مفتوحة للجميع وهي مؤسسات متماسكة، مضيفاً: حتى لو أن الكادر الصحي ليس بكامل عدده وليس بالشكل الكافي ولكن أي حالة إسعافية تتم معالجتها بشكل فوري.

وأشار إلى وجود كادر طبي وأطباء اختصاصيين في كل الأقسام ولا تزال الخدمة الصحية تقدم لأهالي حلب حتى تاريخه

تعديات على الشبكة الهاتفية

من جهته أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات إياد الخطيب في تصريح على هامش الجلسة أنه يتم التواصل مع الكوادر الموجودة في حلب للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه في المقاسم الهاتفية والاتصالات والإنترنت لأهلنا في محافظة حلب.

وأكد أن حلب ستتحرر قريباً ويتم العمل على إعادة الاتصالات في محافظه حلب، لافتاً إلى أن الاتصالات من أهم الأسباب الرئيسية في صمود أهلنا بحلب.

وأشار الوزير إلى أن هناك تعديات كبيرة على الشبكة الهاتفية وبعض المراكز خرجت عن الخدمة، مؤكداً بأنه يتم التواصل والتعاون مع الموظفين الموجودين في المقاسم لإعادة الاتصالات إلى مراكز في حلب، علماً أن هناك صعوبات أساسية تواجههم هي عدم توافر الكهرباء والمحروقات في بعض هذه المقاسم، مضيفاً: وعلى الرغم من ذلك تمكنا من المحافظة على عدد كبير من هذه المقاسم لتكون في الخدمة باعتبارها صلة الوصل بيننا وبين أهالي حلب.

مخازين أساسية

أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لؤي المنجد أنه وخلال تواجده أمس في محافظة حماة، تم العمل على جرد كل مخازين المدينة من السلع الأساسية والضرورية بكل أنواعها لضمان عدم نفاد أي سلعة، وتم التأكيد على ضرورة الاحتفاظ بمخزون إضافي لخدمة المنطقة الشمالية والبلدات التي تتحرر على يد أبطال الجيش العربي السوري ومدها بالمستلزمات والاحتياجات.

وأشار إلى أن العمل مستمر في الحفاظ على جاهزية عمل الأفران العامة والخاصة، وتأمين الخبز التمويني بما يلبي احتياجات المواطنين، وقوات الجيش العربي السوري.

ونوه بالتواصل مع الأهالي ممن اضطروا إلى النزوح من حلب وإدلب باتجاه حماة وحمص لتأمين مستلزماتهم، مؤكداً أن معنوياتهم عالية وثقتهم كبيرة بالجيش العربي السوري، ولفت إلى استعداد العديد من الفعاليات لمؤازرة الدولة في كل المجالات.

ولفت إلى أنه تم التأكد من وجود مخزون احتياطي وكافٍ من القمح، وعدم وجود أي نقص خاصة لجهة تأمين الدقيق للمخابز لإنتاج مادة الخبز، حيث تم تجاوز الفوضى التي تسببت بها المجموعات والأعمال الإرهابية أمس الأول، ويتم حالياً تأمين كل ما يلزم من مستلزمات بشكل مستقر.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد المنجد أن قرار الحكومة واضح بمتابعة وتقديم كل الخدمات والإجراءات للمحافظات وأهالي حلب أو المناطق التي خرجت مؤخراً عن السيطرة، وقال: نحن ملزمون بتقديم كل الخدمات للمواطنين، منوهاً بأنه من اللحظة الأولى تم التعميم على كل العاملين في المخابز الاستمرار بالعمل وتقديم الخدمات وهم مستمرون، خاصة وأن هناك مخازين احتياطية، لافتاً إلى أنه تم التأكيد على ضرورة الحفاظ على سلامتهم، وقال: لكن في حال انتهاء هذه المخازين سيتم العمل مع الهلال الأحمر وغيرها من الجهات الإغاثية لتأمين كل المستلزمات للأماكن التي هي خارج السيطرة.

أما عن الأماكن المستقرة والتي هي تحت السيطرة أضاف: إن كل المخازين متوافرة ولدينا فائض واحتياطي لتغطية أي منطقة يتم تحريرها من قبل عناصر الجيش العربي السوري, وعن واقع الأسعار أكد المنجد أن الذي يحكم الأسعار العرض والطلب، موضحاً أنه تم العمل على تأمين كل احتياجات حماة من المواد الأساسية، مشيراً إلى أنه سيتم محاسبة أي شخص يحاول رفع الأسعار بشكل غير محق وخاصة في ظل الظروف الحالية.

حلب ستعود شاء من شاء وأبى من أبى

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل سمر السباعي قالت: إنه تم عرض الجهود المبذولة والتحديات التي تواجهها محافظة حلب بعد تعرضها للهجوم الإرهابي من قبل المجموعات الإرهابية وتنظيم النصرة الإرهابي، لاستقبال المهجرين من محافظة حلب ومحيط إدلب وتوفير مقومات إقامتهم المرحلية في عدد من المحافظات، ريثما تتم إعادة استقرار الأوضاع في حلب ومحيطها.

وأضافت: إنه سيتم التعامل سواء مع العائلات المستضيفة أم مراكز الاستضافة المجهزة للاستقبال والتواصل مع الأهالي سواء من خرجوا أم من مازالوا في حلب المدينة على مدار الساعة.

وأكدت أن حلب ستعود شاء من شاء وأبى من أبى وسوف نحتفل بالنصر معاً بعد تحريرها على يد أبطال الجيش العربي السوري، وهذا وعد حق ونؤمن أنه كما استطاع الجيش تحرير الأجزاء التي سيطرت عليها المجموعات الإرهابية سابقاً وأخرجها من حلب، سيعود هذا النصر من جديد ويخرج المعتدون الإرهابيون منها.

وفي تصريح لـ«الوطن» أضافت السباعي: إن الوزارة تقوم باحتواء العائلات التي هربت من الموت وعانت السفر للوصول إلى مكان آمن وبالتالي هذه الإجراءات تتم عن طريق مجموعة كبيرة من المتطوعين الموجودين عن طريق الجمعيات والهيئات وهم متواجدون منذ لحظة وصول العائلات واستقبالهم ولا يمكن أن نتجاهل الحالة النفسية التي ترافقهم، ولكن رغم ذلك لديهم يقين بأن النصر قادم لا محالة وسوف يعودون إلى ديارهم ما يخفف عنهم صعوبة الأمر.

وقالت الوزيرة: إننا معهم على مدار الساعة سواء في مراكز الاستضافة أم عند عائلات استضافتهم.

وزيرة الثقافة ديالا بركات قالت في تصريح لـ«الوطن»: إن جميع الأخبار التي وصلتنا من مدينة حلب الحاضرة الثقافية المهمة تؤكد أنه حتى الآن لم تتعرض المنشآت الثقافية إلى أي اعتداء أو تدمير ونأمل وصول الجيش قريباً إلى هذه الأماكن لتحرير حلب وحفاظاً على التراث الموجود في حلب.

ونوهت الوزيرة بأهمية حلب الثقافية وما تتمتع به من أهمية كبيرة وخاصة لكونها مسجلة على موقع التراث العالمي ليونسكو منذ عام 2006 الأمر الذي يفرض علينا كسوريين وكمجتمع دولي ومنظمات دولية مسؤولية الحفاظ على هذا الإرث الإنساني المشترك، كما يفرض علينا كمجتمع محلي ذلك، وقالت: نهيب بالمواطنين التعاون مع السلطات المعنية بالتراث للحفاظ على هذا الإرث التاريخي والحضاري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن