وزير التربية لــ«الوطن»: إعداد مذكرة بالمشاركة مع «التعليم العالي» لتقييم الوضع التعليمي وعرضها على الحكومة اليوم … مديرو التربية في حلب وإدلب مفوضون بدوام المدارس من عدمه حسب تقديرهم للموقف
| دمشق- محمد منار حميجو – محمود الصالح – اللاذقية – عبير محمود – حماة – محمد أحمد خبازي
كشف وزير التربية والتعليم محمد عامر المارديني عن عمل وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إعداد مذكرة تفصيلية عن الإجراءات التي تعمل عليها الوزارتان في إطار توجه الحكومة لتامين سير المؤسسات التربوية والتعليمية خلال التطورات الأخيرة التي حدثت في حلب خلال الأيام الماضية.
وفي تصريح لـ«الوطن» بيّن المارديني أنه بناء على توجيهات مجلس الوزراء أمس الأول في جلسته المصغرة التي كلف فيها وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي إعداد مذكرة يتم فيها تقييم الوضع التعليمي والتربوي وتقديم المقترحات المناسبة لمجلس الوزراء لاتخاذ ما يلزم بشأنه في ضوء التطورات الميدانية، وتقوم الوزارتان بإعداد تلك المذكرة التفصيلية لعرضها على الحكومة اليوم الثلاثاء لإقرارها في حال وجدتها مناسبة.
وأضاف إنه بالنسبة لمحافظتي حلب وإدلب أعطيت التعليمات لمديري التربية هناك في تقدير مصلحة الطلاب والمعلمين على أرض الواقع، وتقرير مدى إمكانية استمرار المدارس في استقبال الطلاب شريطة ألا يؤدي ذلك إلى أي خطر ممكن على حياة الطلاب والمعلمين، لأن الوزارة تضع في أولوياتها سلامة الكوادر التعليمية والطلاب، وهي مقدمة على عملية استمرار الدوام المدرسي.
وأشار المارديني إلى أنه لم تتم عودة الطلاب إلى مدارسهم خلال يومي الأحد والاثنين نتيجة خوف الأهالي والمعلمين من الوصول إلى مدارسهم نتيجة غياب الأمن والأمان في المناطق التي سيطرت عليها المجموعات الإرهابية.
وكانت الحكومة كلفت وزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي تقييم الوضع التعليمي والتربوي وتقديم المقترحات المناسبة لمجلس الوزراء المنعقد يوم الثلاثاء القادم لاتخاذ ما يلزم بشأنه في ضوء التطورات الميدانية.
جدير بالذكر أن عدد المدارس التي كانت عاملة في حلب وريفها حتى يوم الخميس الماضي بلغت 1882 مدرسة في جميع المراحل الدراسية أما عدد الطلاب في حلب فقد تجاوز 600 ألف طالب وطالبة في جميع المراحل الدراسية قبل الجامعية.
مدارس اللاذقية جاهزة
وأكد مدير التربية والتعليم في محافظة اللاذقية أكثم غانم لـ«الوطن»، العمل على استقبال مدارس اللاذقية كل الطلاب والتلاميذ والعاملين الوافدين من مناطق تتعرض للإرهاب خارج المحافظة، بإجراءات ميسرة تتم وفق تعميم وزارة التربية الذي يقضي بقبول طلبات العاملين والطلاب الوافدين من المحافظات التي تمر بأوضاع طارئة.
وبيّن غانم أن كل طالب وافد من مناطق تتعرض لإرهاب، يحق له الالتحاق بالمدرسة التي يختارها حسب مكان إقامته، بما يساهم في استكمال التعليم من دون انقطاع وفقاً للمرحلة الدراسية لكل طالب في مدارس قريبة منهم ضمن اللاذقية.
ونوّه مدير التربية بتوجيه إدارات المدارس لموافاة مديرية التربية بأعداد الطلاب والصفوف التي تم الانتقال إليها ليتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم وكل الجهات المعنية لتأمين ما يلزمهم بما يخص العملية التعليمية.
كما أشار غانم إلى أن أي معلم وافد من خارج المحافظة، يتم تعيينه في المدرسة الأقرب إلى مكان إقامته ضمن اللاذقية، وذلك عبر مراجعته النافذة الواحدة في مديرية التربية باللاذقية، وتقديم طلب وضع تحت التصرف، مع الإشارة إلى أن هذا الإجراء بغض النظر عن القدم الوظيفي والاختصاص.
من جهته، أكد مدير البريد في اللاذقية محمد غالية لـ«الوطن»، أن كل المتقاعدين الوافدين من حلب وأي منطقة تتعرض للإرهاب، بإمكانهم قبض معاشاتهم التقاعدية من فرع البريد باللاذقية.
وأشار مدير فرع البريد باللاذقية إلى استقبال جميع المتقاعدين الوافدين، وبإمكان أي متقاعد مراجعتنا في فرع بريد اللاذقية لقبض معاشه بشكل ميسر.
ولفت غالية إلى أنه كان قد تم تمديد مدة دفع الرواتب التقاعدية في اللاذقية بعد أخذ الموافقة من الإدارة العامة للتأمينات الاجتماعية وبالتنسيق مع الإدارة العامة للبريد، وتم تشغيل «الداتا سنتر» الخاصة بدفع المعاشات لمدة خمس ساعات لدفع كل المعاشات للمستحقين في المحافظة.
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قد أكدت استمرار صرف المعاشات التقاعدية للمتقاعدين والمستحقين عنهم في محافظة حلب، وذلك لمعالجة التداعيات التي حدثت نتيجة الهجوم الإرهابي، واستهداف المدنيين في حلب وريفها.
وأوضحت الوزارة في صفحتها على «فيسبوك» أنها تتعاون مع جميع الجهات المعنية لتيسير عملية صرف المعاشات من خلال بطاقات الصراف الآلي ومكاتب المؤسسة العامة للبريد، وذلك لضمان وصول الدعم المالي إلى المتقاعدين بمن في ذلك المهجرون.
وبينت الوزارة أنه تم تكليف مدير المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية وبأسرع وقت ممكن، لضمان عدم انقطاع الدعم عن هذه الفئة المهمة، مؤكدة التزامها بالدعم المستمر للمتقاعدين والمستحقين في كل الظروف، وتسعى لتوفير الإمكانات اللازمة لتحقيق ذلك.
تعاون «العدل» ونقابة المحامين
وأكد مصدر في وزارة العدل أن الوزارة وبالتنسيق مع نقابة المحامين تعمل على معالجة أمور القضاة والمحامين القادمين من حلب، والسعي لتأمين احتياجاتهم وفق الإمكانات المتاحة.
هذا وسيعقد قريباً اجتماع بين وزارة العدل ونقابة المحامين، لمعالجة كل الحالات الطارئة بهذا الخصوص.
من جهته أكد نقيب المحامين حيدر فرداوي أن هناك تواصلاً مع وزارة العدل وأنه جرى حديث مع وزير العدل حول آلية التعاون فيما يتعلق بموضوع المحامين والقضاة القادمين من حلب وذلك لتذليل الصعوبات وتأمين الاحتياجات لهم.
وفي تصريح لـ«الوطن» لفت إلى أن العمل يتم آنياً وفق المعطيات من حيث تأمين السكن للمحامين القادمين من حلب، مؤكداً أن النقابة تعمل وفق الإمكان لمساعدة المحامين، مشيراً إلى أن عدد المحامين المسجلين في فرع حلب نحو 5 آلاف محامٍ.
العمل الإغاثي مستمر
ومنذ بداية الأحداث التي شهدتها محافظة حلب وأرياف إدلب وحماة الشمالي، تعمل الجهات المعنية في محافظة حماة، لاستقبال الأهالي الوافدين من تلك المناطق بفعل الإرهاب وتأمينهم في مراكز استضافة مؤقتة، أو في منازل ومزارع وضعها الأهالي بتصرف الجهات المعنية، لاستضافة الوافدين سواء كانوا عائلات أم أفراداً.
وبيَّن مدير الشؤون الاجتماعية والعمل كامل رمضان لـ«الوطن»، أنه بالتنسيق مع الأمانة العامة للمحافظة وفرع الهلال الأحمر العربي السوري بحماة والفعاليات والمنظمات والجمعيات العاملة بالمدينة، تم افتتاح مركزي استضافة في معهد الصم والبكم ومدرسة عمر يحيى الفرجي بحماة.
وأوضح أنه تم استقبال نحو 100 أسرة فيهما، كانت وفدت من حلب وريف إدلب وريف حماة الشمالي، وتقديم كل المستلزمات الضرورية للإقامة المؤقتة لها، إضافة لمواد غذائية.
ومن جانبها بيَّنت رئيس مجلس مدينة سلمية سهاد زيدان لـ«الوطن»، أن مجلس المدينة عمل على تخديم طريق حلب- خناصر- سلمية بمياه الشرب ووجبات سريعة للقادمين من حلب الشهباء.
وذكرت أن العديد من الأسر الحلبية التي نزحت خشية من الإرهابيين إلى المدينة، استضافها الأهالي في منازلهم، بينما أسر أخرى استأجرت منازل.
وأوضحت أن مدينة سلمية نقطة عبور للأهالي الوافدين من حلب، باتجاه حمص أو دمشق، وقد تم تقديم مساعدات عاجلة للعابرين.
ومن جهته بيَّنَ المدير التنفيذي لمؤسسة «نحل» في سلمية علي عرعور، التابعة للشؤون الاجتماعية والعمل، أن الفرق التطوعية في المؤسسة وفريق «ألوان»، عملت منذ أيام على تأمين احتياجات الوافدين من حلب بالتعاون مع المجتمع المحلي، بعد استقبالهم وتوزيع الأفراد منهم على منازل الأهالي، ليقيموا معهم، والعائلات على بيوت مستقلة أو مزارع لاستضافتهم فيها.
وذكر رئيس مجلس أمناء المؤسسة مهند شاهين لـ«الوطن»، أنه تم لتاريخه استضافة نحو 200 شخص ومساعدتهم، بتأمين إقامة مؤقتة ووجبات طعام وألبسة وأدوية، وذلك بالتعاون مع فعاليات المجتمع المحلي، التي لم تتوانَ أبداً عن تلبية كل ما طُلب ويُطلب منها بمبادرات خلاقة، موضحاً أن فريق ألوان التطوعي، أقام ويقيم نشاطات ترفيهية للأطفال الوافدين مع ذويهم.
ولفت شاهين إلى أن المؤسسة أمنت للعديد من طلاب جامعة حلب، من أبناء المحافظات الأخرى، أثناء وصولهم للمدينة ليلاً، أماكن إقامة ليتسنى لهم الانطلاق صباحاً إلى أهاليهم في محافظاتهم.