عربي ودولي

مؤتمر القاهرة لتعزيز الاستجابة في غزة انطلق أمس وأولوياته إدخال المساعدات إلى القطاع … عبدالعاطي: حقن الدماء.. فيصل بن فرحان: الاعتراف بالدولة.. حسين: إنهاء الكارثة

| وكالات

أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن ما يحدث في قطاع غزة مأساة فاقمت من معاناته الإنسانية المتواصلة منذ عقود بسبب استمرار الاحتلال، جاء ذلك خلال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، أمس الإثنين، في حين دعا وزراء خارجية السعودية والعراق والأردن وفلسطين إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وانطلق مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، أمس الإثنين، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمشاركة 103 وفود دول ومنظمات وهيئات دولية ومؤسسات مالية، حيث يأتي عقد المؤتمر في سياق جهود مصر الداعمة للاستجابة الإنسانية في غزة ولمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، ويهدف المؤتمر لتأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، والتخطيط للتعافي المبكر داخل القطاع، حسب قناة «القاهرة الإخبارية».
وفي كلمة له خلال المؤتمر قال عبد العاطي: «إن مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة يأتي في ظل المأساة غير المسبوقة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في القطاع نتيجة العدوان الغاشم الإسرائيلي المستمر»، مضيفاً: «إن ما يحدث في غزة مأساة فاقمت من معاناته الإنسانية المتواصلة منذ عقود بسبب استمرار الاحتلال، وهو ما يؤكد ضرورة إعلان تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ لدعم غزة، من أجل إعادة تأهيل البنى التحتية بالقطاع وإحياء الاقتصاد المحلي».
وأشار عبد العاطي إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة خلف حجماً هائلًا من الدمار، يزيد من أعبائه عجز مؤسسات المجتمع الدولي والمنظومة القانونية الدولية عن اتخاذ قرار ومواقف رادعة وحاسمة تحقن دماء الشعب الفلسطيني وتوقف الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها سلطة الاحتلال للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مبيناً أن العدوان الإسرائيلي فاق كل الحدود، كما تستخدم إسرائيل التجويع والحصار كسلاح والتهجير كعقاب جماعي للفلسطينيين بالمخالفة الفادحة للقانون الدولي.
وجدد وزير الخارجية المصري تأكيد موقف بلاده الرافض لتصفية القضية الفلسطينية، وسياسة التهجير للشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة انسحاب إسرائيل فوراً من الجانب الفلسطيني من معبر رفح، كما دعا إلى تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة.
بدوره، ثمن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، موقف مصر الثابت والداعم للشعب الفلسطيني، وبذلها جهوداً حثيثة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وقال: «سنواصل تحمل مسؤولياتنا تجاه الشعب الفلسطيني في غزة، ونبحث سبل التحرك العاجل لوقف الكارثة الإنسانية في القطاع»، لافتاً إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع المتعمد والممنهج سلاحاً في الحرب، وقطاع غزة لا يزال يعاني حرب إبادة مستمرة على مدار أكثر من عام، وما يحدث في غزة جريمة حرب مكتملة الأركان تستدعي تحركاً عاجلاً، مبيناً أن هناك خطة لإطلاق أعمال التعافي في غزة والعمل على إنعاش الاقتصاد والصمود بعد الحرب، وإعادة توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية.
في السياق، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: «إنه لا يمكن قبول تفاقم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، وإن توسيع المستوطنات الإسرائيلية يهدد حل الدولتين، كما أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية حق أصيل للشعب الفلسطيني»، داعياً إلى تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والتحلي بالمسؤولية للحفاظ على الأرواح، وبذل كل الجهود لمنع اتساع رقعة العنف وتفعيل آليات المحاسبة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية من دون عوائق، مشيراً إلى إدانة السعودية الشديدة لتعريض العمل الإنساني للانهيار، وتقويض أسس النظام الدولي القائم على القواعد من خلال الهجمات الإسرائيلية على العاملين بالأمم المتحدة، وأشار إلى أن قرار «الكنيست» الإسرائيلي بحظر عمل وكالة «أونروا» وممارسة أنشطتها سيكون له تبعات كارثية على الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جهته، أشار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى أن الوضع في غزة أكثر سوءاً جراء المجاعة وأعمال القتل المتواصلة، وقال: «إن حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي مفتاح استقرار وسلام المنطقة، ويجب وقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة»، داعياً إلى ضرورة فتح المعابر وتمكين الأمم المتحدة من إدخال المساعدات إلى غزة، والضغط على إسرائيل لأنها تغذي الأزمة الإنسانية وتستخدم المجاعة أداة للحرب، لذا يجب التحرك الفوري لوقفها.
واستطرد قائلاً: «للشعب الفلسطيني الحق في إنشاء دولة مستقلة والعيش بسلام، كما يجب تمكين مؤسسات الأمم المتحدة ولاسيما وكالة «أونروا»، فمن دونها ستتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ويجب الضغط على الأطراف المعنية لإنهاء الحرب في غزة»، محذراً من خطورة ازدواجية المعايير على مصداقية المنظومة الدولية.
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، من جانبه، دعا إلى التصدي للعدوان الإسرائيلي وإنهاء الكارثة الإنسانية التي حلت بالشعب الفلسطيني، إضافة إلى توفير المساعدات الإنسانية والطبية، مبيناً أن العدوان الإسرائيلي المتواصل بلا رادع واستخدامه التجويع سلاحاً، فاقم معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، معرباً عن دعم العراق للجهود الدبلوماسية لحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة.
في الغضون، أوضح وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، أن وقف إطلاق النار في لبنان شجع على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، داعياً إلى العمل معاً لتسريع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وأعرب عن موقف بلاده الداعم للجهود المصرية الهادفة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وقال: «مستعدون للعمل على إعادة إعمار قطاع غزة عبر الشركات الإيطالية».
وقبل ذلك، وعلى هامش مشاركتها في «مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نائب أمين عام الأمم المتحدة، أمينة محمد، الأوضاع في قطاع غزة، مؤكداً رفض بلاده الوجود العسكري الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود مع جنوب القطاع، اللذين احتلهما في أيار الماضي، وقالت الخارجية المصرية في بيان، نقلته «القاهرة الإخبارية»، إنه خلال اللقاء، أكد عبد العاطي أهمية دعم المجتمع الدولي للجهود المتواصلة لنفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كما شدد على ضرورة توجيه المشاركين في المؤتمر رسالة سياسية حاسمة بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية اليومية التي تتنافى مع مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن