عربي ودولي

شولتس زار أوكرانيا وأعلن عن مساعدات عسكرية بقيمة 650 مليون يورو … موسكو: لم نحمّله أي رسائل.. وروسيا لن تخضع لأنصاف الحلول

| وكالات

بينما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 650 مليون يورو قبيل وصوله إلى كييف، أمس الإثنين، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين لم يحمل شولتس أي رسائل إلى الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي، في حين شددت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، على أن روسيا «لن تخضع للمفاوضات» بشأن أوكرانيا و«لأنصاف الحلول».
وقال بيسكوف: إن الرئيس فلاديمير بوتين لم يحمّل المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يزور كييف، أي رسائل إلى فلاديمير زيلينسكي، وأشار إلى أن الكرملين يراقب جميع الاتصالات في أوكرانيا، وأضاف رداً على سؤال حول ما تتوقعه موسكو من زيارة شولتس لأوكرانيا: «لا أقول أن لدينا أي توقعات من هذه الزيارة، ولكن نحن بالطبع نراقب جميع الاتصالات هناك، ونتابع كل الأخبار التي ستأتي من كييف بهذا الشأن»، معتبراً أنه «لا يوجد شيء آخر يستحق التعليق عليه هنا»، وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وفي الـ15 من الشهر الماضي، أجرى المستشار الألماني اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي ناقشا خلاله الوضع في أوكرانيا، وأمس الإثنين، وصل شولتس إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في أول زيارة له لأوكرانيا منذ عامين ونصف، وكتب المستشار الألماني على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، أنه سيبلغ زيلينسكي بخطط برلين تزويد أوكرانيا بأسلحة بقيمة 650 مليون يورو الشهر الجاري.
وقبيل وصوله إلى أوكرانيا، أعلن شولتس عن حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 650 مليون يورو، وقال: «أود أن أوضح هنا أن ألمانيا ستظل الداعم الأقوى لأوكرانيا في أوروبا»، وأضاف: «يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا، نحن نقول ما نفعله، ونفعل ما نقول».
في الغضون، أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، أن «روسيا لن تخضع للمفاوضات (بشأن أوكرانيا)، ولأنصاف الحلول»، مشيرةً إلى أن «بوتين صاغ جميع الشروط بوضوح، وعلى أساسها فقط يمكن أن تكون هناك مفاوضات حقيقية».
وقالت ماتفيينكو، أمس الإثنين: إن «روسيا لن تخضع للمفاوضات، ولأنصاف الحلول، وللاتفاقات غير المفهومة، ومناقشة شيء مثل (التجميد) قصير الأجل، في ظل الوضع الأميركي المتقلب، وغير الموثوق به»، وشددت، خلال لقاء مع موقع «أرغومنت أي فاكتي»، على أن «حل القضايا الأمنية طويلة المدى في المنطقة والعالم غير ممكن بهذه الطريقة».
وأضافت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين «صاغ جميع الشروط بوضوح، وعلى أساسها فقط يمكن أن تكون هناك مفاوضات حقيقية»، مردفة بالقول: «عندما قلت مؤخراً أن الجميع في الغرب فهم الإشارة التي أرسلها اختبار أوريشنيك، وسمع الخطاب اللاحق لرئيسنا، كنت أقصد أيضاً فريق ترامب، وليس فقط الفريق المنتهية ولايته؛ الديمقراطي».
وسبق أن علق نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، على خطر توسيع مجال الهجمات الصاروخية بعيدة المدى، لـ»أتاكمس» (أميركية الصنع)، في عمق روسيا، وقال إن موسكو ترسل بانتظام إشارات تحذير شفهية و«مادية» إلى الولايات المتحدة، وأكد ريابكوف أنه «يتم إرسال جميع الإشارات التحذيرية بانتظام، الشفهية والمادية، في شكل إطلاق واختبار قتاليين لنظام جديد متوسط المدى، يسمى أوريشنيك»، وذلك بعد أن استخدمت أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية لضرب أهداف داخل روسيا.
بدوره، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن الغرب يدرك استحالة توجيه ضربة «قاتلة» إلى روسيا في ساحة القتال، لذلك يحاول زعزعة الوضع في البلدان المجاورة لها.
وقال سلوتسكي في تصريح اليوم وفق وكالة «تاس»: «هم يدركون أنه من المستحيل توجيه ضربة قاتلة في ساحة المعركة لذلك يلجؤون مرة أخرى إلى الأساليب التي أثبتت جدواها ويحاولون تغيير الوضع حيثما أمكن ذلك وإذا كان ذلك صعباً لدينا فسيحاولون لدى جيراننا وها هم يحاولون تنظيم ثورة ملونة وفقاً للسيناريو الأوكراني في جورجيا المجاورة ويجري ذلك فقط لأن السلطات هناك ترفض اللعب وفقاً لقواعد الغرب الذي يهدد جورجيا بالعقوبات المختلفة»، وذكر البرلماني الروسي أن الغرب زعزع الاستقرار في أوكرانيا ويحاول تنفيذ السيناريو نفسه في أرمينيا.
ميدانياً، دمرت أنظمة الدفاع الروسية خلال الليلة قبل الماضية 15 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية، وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس الإثنين وفق وكالة «سبوتنيك» بأنه تم إيقاف محاولات نظام كييف تنفيذ هجمات إرهابية باستخدام طائرات مسيرة ضد أهداف على الأراضي الروسية، موضحة أن أنظمة الدفاع الجوي المناوبة دمرت 15 طائرة مسيّرة أوكرانية، منها 8 طائرات فوق أراضي مقاطعة كورسك و4 فوق مقاطعة بريانسك واثنتان فوق شبه جزيرة القرم وواحدة فوق مقاطعة بيلغورود.
وتستهدف القوات المسلحة الأوكرانية بشكل شبه يومي المناطق الحدودية الروسية في جمهورية القرم ومقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك وفورونيج بالطائرات المسيرة والصواريخ، ما يسفر عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن