أكد استعداد الصين تعزيز التعاون.. ونظراؤه: ندعم مبادرة «الحزام والطريق» … وانغ: اتفقنا مع دول آسيا الوسطى على مكافحة الإرهاب ورفض التدخلات الخارجية
| وكالات
أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن استعداد الصين لتعزيز التعاون مع دول آسيا الوسطى ومواءمة استراتيجيات التنمية، جاء ذلك خلال الاجتماع الخامس لوزراء الصين-آسيا الوسطى الذي عقد في مدينة تشنغدو الصينية أمس، على حين أكد نظراؤه دعمهم مقترحات الصين وجهوزيتها للتعاون بشأن مبادرة «الحزام والطريق»، وتعزيز التعاون في إنفاذ القانون والأمن، والعمل بشكل مشترك على بناء «مجتمع مصير مشترك» بين الصين وآسيا الوسطى.
الاجتماع الذي عقد برئاسة الوزير الصيني وحضور نظرائه من كازاخستان مراد نورتلو، وقيرغيزستان كولوبييف زينبك مولدوكانوفيتش، وطاجيكستان سراج الدين مهر الدين، وتركمانستان رشيد ميريدوف، وأوزبكستان بختيار سعيدوف، شهد مناقشات واسعة النطاق بشأن دفع التعاون على نحو شامل والقيام بالتحضيرات السياسية للدورة الثانية من قمة الصين-آسيا الوسطى المقررة العام المقبل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا».
وخلال الاجتماع، أشار وانغ إلى أن آلية الصين- آسيا الوسطى مستمرة منذ أربع سنوات، وخلال هذه الفترة، عملت الدول الست معاً، مدفوعة بحسن الجوار والتضامن والبراغماتية، لتعزيز تنمية هذه الآلية، وأوضح أنه منذ القمة الأولى التي عقدت في شيآن في أيار الماضي، تم إحراز تقدم كبير، حيث تم تحقيق تقدم ملموس في أكثر من نصف المشروعات ذات الصلة.
وأضاف وانغ إن الجانبين أقاما منصات وزارية في مجالات مثل التجارة والجمارك والزراعة والنقل والاستثمار الصناعي، وعبر عن استعداد الصين لتعزيز التعاون مع دول آسيا الوسطى ومواءمة استراتيجيات التنمية، بدورهم وفي مداخلات لهم، أشار وزراء خارجية الدول الخمس في آسيا الوسطى إلى أنه على أساس مبدأي المساواة والاحترام المتبادل، تتمتع الصين وآسيا الوسطى بمستوى عال من الثقة المتبادلة والتعاون الواسع النطاق، ما أسهم في بناء نموذج مثالي للعلاقات بين الدول المجاورة.
وأعرب الوزراء، عن دعم دول آسيا الوسطى مقترحات الصين للتعاون واستعدادها للتعاون بشأن مبادرة «الحزام والطريق»، وتعزيز التعاون في إنفاذ القانون والأمن، والعمل بشكل مشترك على بناء «مجتمع مصير مشترك» بين الصين وآسيا الوسطى، كما أعلنوا دعمهم رئاسة الصين الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون، واتفق وزراء الخارجية الستة حسب «شينخوا» على إقامة «عام تعاون مخصص لموضوع محدد» كل عامين لتعزيز التنمية عالية الجودة للعلاقات بين الصين وآسيا الوسطى.
وعقب الاجتماع، لخص وزير الخارجية الصيني النتائج والتوافقات التي تم التوصل إليها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء خارجية الدول الخمس في آسيا الوسطى، وأكد أهمية التوجيهات التي قدمها زعماء الدول لضمان نجاح القمة المقررة في كازاخستان العام المقبل.
وأعلن وانغ أن الصين ودول آسيا الوسطى ستبدأ صياغة إعلان مشترك للقمة المقبلة، وخطة عمل لتعاون الحزام والطريق عالي الجودة، ومعاهدة دائمة لحسن الجوار والتعاون، واتفاقيات في مجالات رئيسية أخرى، وأكد أنه لتحقيق التحديث وتعميق التعاون على جميع الجبهات، ينبغي على الدول الست أن تركز على ستة مجالات ذات أولوية، هي: تسهيل التجارة، والاستثمار الصناعي، والارتباطية، والتعدين الأخضر، والتحديث الزراعي، وتيسير التبادلات الشعبية.
وأشار وانغ إلى أن الصين مستعدة لتوسيع التعاون مع آسيا الوسطى في تطبيقات نظام «بيدو» للملاحة عبر الأقمار الصناعية، والحد من الفقر والتخفيف من حدته، ومكافحة التصحر، والتعليم العالي، والتبادل الثقافي، وشدد على ضرورة الحفاظ على السلام والأمن الإقليميين، مشيراً إلى أن الدول الست اتفقت كذلك على مكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف بشكل مشترك، ومعارضة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لدول آسيا الوسطى ومعارضة خلق الفوضى في المنطقة على نحو صارم، ودعم أفغانستان لتحقيق السلام وإعادة الإعمار.
وأشار إلى أنه ينبغي على الصين وآسيا الوسطى تعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات وتبادل الخبرات في مجال الحوكمة، وقال إنه على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ستوفر الصين 1500 فرصة تدريب و600 منحة دراسية لدول آسيا الوسطى، وفي إطار تعزيز التعددية، قال وانغ إن الدول الست تعهدت بالتمسك بالتعددية والنزاهة والعدالة على الصعيد الدولي.
واعتبر أن على الدول الست أن تواصل تعزيز التنسيق في الشؤون العالمية والتضامن والتعاون بين بلدان الجنوب العالمي لتعزيز عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم، وعولمة اقتصادية تعود بالنفع على الجميع، وذكر وانغ أن الصين ودول آسيا الوسطى أكدوا مجدداً التزامهم بالحفاظ على السلام والأمن والدفاع عن مكتسبات الحرب العالمية الثانية.