عراقجي من أنقرة: ما يحدث في سورية مرتبط بالخارج … بوتين وبزشكيان يعلنان عن دعم غير مشروط للسلطة الشرعية في سورية
| وكالات
أعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان خلال اتصال هاتفي بينهما عن دعم «غير مشروط» لإجراءات السلطة الشرعية في سورية لاستعادة النظام الدستوري والسلامة الإقليمية للبلاد، في حين أكد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف أن موسكو تواصل دعمها الرئيس بشار الأسد، وتقوم بإجراء اتصالات مع دمشق، بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الإيراني من أنقرة أن الجماعات الإرهابية التكفيرية في سورية على صلة وثيقة بأميركا والكيان الصهيوني.
وحسب وكالة «تاس»، أجرى بوتين، محادثة هاتفية مع بزشكيان، تركزت بشكل رئيسي على الوضع في سورية، وجاء في بيان للكرملين أن «الاهتمام تركز بشكل رئيسي على الوضع المتفاقم في الجمهورية العربية السورية»، مضيفاً: إن «العدوان واسع النطاق للجماعات والعصابات الإرهابية يهدف إلى تقويض سيادة الدولة السورية واستقرارها السياسي والاجتماعي والاقتصادي»، وأضاف البيان: إن الرئيسين أعربا عن دعم غير مشروط لإجراءات السلطات السورية الشرعية لاستعادة النظام الدستوري والسلامة الإقليمية للبلاد، وتم التأكيد على أهمية تنسيق الجهود في إطار صيغة «أستانا» بمشاركة تركيا.
وذكرت وكالة «تاس» أن المكتب الصحفي للرئيس الإيراني نقل عن بزشكيان قوله خلال المحادثة الهاتفية: إن تنشيط الإرهابيين في سورية أصبح جزءاً من خطة أميركية- إسرائيلية لزعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط، وأضاف: «نحن مقتنعون بأن الأحداث الأخيرة جزء من خطة خطيرة للولايات المتحدة والنظام الصهيوني لزعزعة الاستقرار السياسي في المنطقة لمصلحة الصهاينة».
في السياق، أكد الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف أن موسكو تواصل دعمها الرئيس بشار الأسد، وتقوم بإجراء اتصالات مع دمشق، وقال بيسكوف أمس الإثنين: «بالطبع نواصل دعم الرئيس بشار الأسد، وبالتالي نواصل اتصالاتنا ونقوم بتحليل الوضع»، وأشار الناطق باسم الكرملين إلى أنه سيتم تشكيل موقف معين يتعلق بالأمور اللازمة لتحقيق استقرار الوضع، حسب وكالة «تاس»، في حين قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو: «لدينا اتصالات وثيقة في الوقت الحالي مع عدد من الأطراف بخصوص الوضع في سورية»، لافتاً إلى إمكانية عقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا بشأن سورية.
إلى ذلك، شدد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا- نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف على دعم روسيا القوي لجهود سورية بتحقيق استقرار الوضع فيها، وقالت الخارجية الروسية في بيان أمس الإثنين: إن «بوغدانوف بحث مع السفير السوري لدى موسكو بشار الجعفري التصعيد الخطير للوضع في سورية بعد الهجوم الإرهابي الذي نفذته الجماعات المسلحة شمال غرب البلاد»، وفق وكالة «سانا».
وأضافت الخارجية الروسية: إن «بوغدانوف شدد على موقف روسيا المبدئي الثابت المؤيد لضرورة احترام وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، وأعرب عن تضامن روسيا مع القيادة السورية وشعبها، وجدد الدعم القوي لجهود الدولة السورية لتحقيق استقرار الوضع في البلاد».
ومن أنقرة، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان أن الكثير من المشكلات في المنطقة تنشأ بسبب التدخلات الخارجية، مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية في سورية على صلة وثيقة بأميركا والكيان الصهيوني، وقال يجب ألا نسمح بأن تصبح سورية ملاذاً للجماعات التكفيرية، مشدداً على أن مخطط زعزعة استقرار سورية هو مشروع صهيوني، حسب وكالة «تسنيم» الإيرانية.
كما شدد وزير الخارجية الإيراني على أن تجاهل دور الكيان الصهيوني في الاضطرابات والحرب بالمنطقة أمر خاطئ، وأوضح خلال المؤتمر الصحفي أن زيارته إلى تركيا هدفت إلى التشاور حول القضايا الإقليمية، وخاصة الأزمة السورية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار عراقجي إلى أنه جرى التحذير من أهداف الكيان الإسرائيلي، ولاسيما توسيع دائرة الحرب، وتابع قائلاً: الكثير من المشاكل في المنطقة تنشأ بسبب التدخلات الخارجية، الجماعات التكفيرية في سورية على صلة وثيقة بأميركا والكيان الصهيوني، وعودة الإرهابيين مجدداً تهدد أمن سورية، كما أن استمرار هذا الوضع سيؤثر على جيران سورية. وأردف عراقجي: درسنا سبل استقرار سورية واتفقنا على عقد الجلسة المقبلة لمسار آستانا على مستوى وزراء الخارجية.
وأضاف: يجب أن نتخذ سياسات مختلفة كدول جارة، فإيران تؤكد دعمها الكامل للحكومة والشعب والجيش السوري، وكنا إلى جانبهم في الماضي وسنبقى إلى جانبهم، وأكد أن الاستقرار والهدوء في سورية لهما أهمية كبيرة، وقال: نعتقد بأن الحوار الإقليمي له دور كبير في الحفاظ على استقرار سورية ونحن متفقون على ضرورة أن تمضي سورية نحو السلام مع الحفاظ على سيادتها.
بدوره، زعم وزير خارجية الإدارة التركية هاكان فيدان أن بلاده لا تريد للحرب «الداخلية» في سورية أن تتصاعد أكثر، وأضاف: «من الخطأ في هذه المرحلة محاولة تفسير الأحداث في سورية بوجود تدخل خارجي»! وادعى أن بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية وسلامتها، وفق وكالة «الأناضول».