بعد الفوز المبين على الشرطة .. نظرات في معالم أداء جبلة مع الرمضان
| جبلة-خالد عكو
لفتت مباراة فريق جبلة مع الشرطة انتباه الخبيرين فنياً من جمهور جبلة، حيث إن الموضوع غير متعلق بحسن الأداء وجودته، وإنما نوعية أداء جبلة اختلفت كلياً مع المدرب مناف رمضان، بأسلوب مختلف عما اعتدناه من جبلة في السنوات الأخيرة بعد عودته للمنافسة على الألقاب رفقة جميع مدربيه في تلك السنوات، وهنا سنتحدث عن معالم هذا الأداء الجديدة والتي ظهرت ثمارها فوراً بإحراز جبلة ثلاثة أهداف وتلقيه هدفاً واحد.
أداء هجومي بحت
لعب جبلة لأول مرة منذ سنوات أداءً هجومياً في الدوري ضد الشرطة، وهذا لم يستغربه المراقبون لمشوار الرمضان التدريبي الذي كان هذا ديدنه في جميع الأوقات رفقة النادي الذي يدربه، ولربما كون الرمضان مهاجماً سابقاً وهدافاً جعله يحب هذا النوع من الأداء، وبالطبع لهذا الأداء إيجابيات كبيرة وسلبيات كبيرة، كما أنه يتطلب تدعيم بعض المراكز، حيث من الصعب أن تلعب أداء هجومياً مع فريق مبني على مدار عدة سنوات للعب بطريقة دفاعية، وعلى العموم فإن الأنباء الواردة من مقر إدارة النادي تشير فعلاً لنيتها العمل بشكل نشط في سوق الانتقالات الشتوية القادم لتحقيق رغبات الرمضان.
أداء ممتع
رغم بعض المحاذير على الأداء الهجومي من قبل بعض النقاد فإن الأداء الهجومي هو حرفياً متعة كرة القدم، ولربما لم يخفت بريق كرة القدم أمام الأجيال الصاعدة إلا بعد ظهور فرق مثل تشلسي وأتلتيكو مدريد تحت قيادة مدربين أمثال سيميوني ومورينيو وغيرهم ممن أثبتوا نجاعة الأسلوب الدفاعي على صعيد النتائج محققين عدة ألقاب، ولكن هذا لا يمنع من أن هذا الأسلوب مقيت ومزعج نفسياً، ولا نبالغ حين أقول إن ظهور الأسلوب الدفاعي البحت وانتشاره ليسا سوى مجرد فشل من قبل منظمة الفيفا باختراع قوانين تمنع استخدام هذا الأداء الممل، ولنا في تبني فكرة التسلل في القرن العشرين من قبل الفيفا مثال على القدرة الفعلية للاتحاد الدولي لكرة القدم على تغيير مسار اللعبة ونوعية الأداء بشكل كامل بتبني قوانين مناسبة.
إيجابيات كبيرة في حالة جبلة
من الكافي تماماً أن نتحدث عن إحصائية إحراز جبلة لهدف واحد في أربع الجولات الأولى من قطار الدوري، ومن ثم إحرازه ثلاثة أهداف في مواجهة الشرطة تحت قيادة مدربه الجديد لتتبين لنا حقيقة أداء جبلة الجديد وإيجابياته، كما رأينا الحرية الكبيرة التي ينعم فيها الوسط والهجوم تحت قيادة الرمضان، ورأينا انبعاث نجم المهنا الشاب وحرية عمل الحفيان وغيره من لاعبي الوسط، وبلا شك فإن لاعبي الشق الهجومي بشكل عام يميلون لحب اللعب رفقة مدرب هجومي كالرمضان وهو ما يمكّنهم من صقل أدائهم والقدرة على إحراز الأهداف بكثرة.
سلبيات الكرة الهجومية
بالطبع للكرة الهجومية سلبيات كبيرة، وهذا معروف عالمياً، وبالنظر لحالة جبلة ولنوعية الهدف الذي تلقاه بشكل مبكر من الشرطة في الشوط الأول فإننا نرى استغلال الشرطة للمساحة الكبيرة الفارغة في شق جبلة الدفاعي، حيث استغل فريق الشرطة الخاصرة الفارغة لجبلة في تلك الهجمة وبنى هجمة سريعة ومنظمة انتهت بهدف التقدم.
وبالطبع فإن هذا سيتكرر حتماً في الأيام القادمة في جبلة، ولكن وتيرة تكراره هي المهمة، وتتوقف وتيرة تكراره على قدرة اللاعبين على استيعاب الأسلوب الجديد غير المعتادين عليه، وأيضاً على لياقتهم البدنية التي قد لا تسعف قسماً منهم في خدمة هذا النوع من اللعب.
الحاجة لدفاع قوي
بلا شك فإن دفاع جبلة كان أحد عناصر تميزه في السنوات السابقة، حيث كان من أقل الفرق بشكل نسبي في تلقي الأهداف، كما نافس حارس جبلة في بعض المواسم الأخيرة على (الكلين شيت)، ولكن هذا الموسم يقف دفاع جبلة وحارسها على المحك، حيث إن نوعية الأداء الهجومي تتطلب مستوى مختلفاً تماماً من قبل الدفاع والحارس، فإما أن يتطور هؤلاء سريعاً ويثبتوا نجاعتهم في خدمة الأسلوب الهجومي، وإما أن يضطر جبلة كما أسلفنا لتدعيم تلك الخطوط في السوق الشتوية للانتقالات.