ملتقى العشاق..
| مالك حمود
أصعب ما يواجهه العشاق عندما لا يجدون المكان الذي يلتقون به، والأكثر صعوبة فيما لو وجدوا أبواب ذلك المكان موصدة في وجههم، لكن المؤلم عندما يختفي ذلك المكان الذي ألفوه، وتختفي معه كل الأوقات الجميلة والسعيدة، عشرات السنين انتظرناها، وتخيلات كثيرة رسمناها، كانت الحلم الكبير لأهل كرة السلة السورية وعشاقها، والحل الأمثل للعبة تعبت في البحث عن مكان رحب، مكان جميل يلتقي فيه عشاقها بمحبوبتهَم الجذابة، ويشكلون فيها مختلف اللوحات الخلابة،
كم كانت إطلالتها رائعة بعد زمن طويل، ليتحول الانتظار إلى انتصار، والكل يتغنى ويقول، بما قدمته من حلول.
لم نر أوسع من قلبها، ولم نجد أروع من دفئها، ولم تشهد المسارح أحلى من سيمفونياتها، كانت الأبهى والأغلى والأحلى ليس في بلدها فحسب، وإنما على مستوى المنطقة، كانت مثار الإعجاب بكل تفاصيلها، ومدرجاتها الواسعة والعالية كانت ملهمة للجماهير التي احتضنتهم بترحاب وحب، ليجودوا بأحلى الألحان وأروع الأغاني بصورة خلابة وصوت هادر وصل إلى الاتحاد الدولي لكرة السلة FIBA ونال ثناءه وتقديره.
كانت سيدة الليالي الجميلة بثوبها الوطني المزركش بمهارات نجوم كرة السلة من داخل سورية وخارجها، وكانت قادرة على مضاهاة مثيلاتها في الوطن العربي، كانت البسمة والبهجة والحاضنة لأهل كرة السلة السورية، سنوات قصيرة مرت كالحلم، وبلحظة تفتت ذلك الحلم، ومزق معه أحلام أهل اللعبة وعشاقها.
من كان يصدق ما تخبئه لها الأيام، وصالة الحمدانية تتحول إلى ركام، ستبقى الصالة القوية القادرة على النهوض مجدداً في وطن يتخطى الدمار بالإعمار، وستعود صالة الحمدانية حاضنة أساسية لكرة السلة، والملتقى المفضل لعشاقها.