اتهمت كييف بتخريب تبادل الأسرى.. وزيلينسكي دعا الغرب لتزويده بمزيد من السلاح … موسكو: عضوية أوكرانيا في الـ«ناتو» لن تكون مقبولة لروسيا
| وكالات
أكد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أمس الثلاثاء، أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي «ناتو» لن تكون مقبولة بالنسبة لروسيا، بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الروسية أن نظام كييف يقوم بتعطيل عملية تبادل الأسرى مع روسيا، في وقت دعا فيه الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، دول الغرب إلى تزويد بلاده بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، قال بيسكوف: إن عضوية أوكرانيا في حلف «ناتو» لن تكون مقبولة بالنسبة لروسيا، جاء ذلك تعليقاً على ما قالته صحيفة «يفروبيسكايا برافدا»، استناداً إلى وثيقة كانت بحوزتها، أن وزارة الخارجية الأوكرانية أعلنت موقفاً رسمياً بشأن الضمانات الأمنية المحتملة، جاء فيها أن الضمانة الأمنية الحقيقية الوحيدة لأوكرانيا، فضلاً عن الرادع لمزيد من العدوان الروسي ضد أوكرانيا ودول أخرى، هي العضوية الكاملة لأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.
ورداً على سؤال من الصحفيين، حول كيف يمكن للكرملين التعليق على هذه التصريحات: قال بيسكوف «هذا يتناقض تماماً مع أطروحتنا حول عدم قابلية الأمن للتجزئة، ولا يمكن ضمان أمن دولة ما على حساب أمن دولة أخرى، هذه قاعدة ثابتة في العلاقات الدولية نسترشد بها»، وأضاف بيسكوف: «القرار ببساطة غير مقبول بالنسبة لنا، لأنه تهديد بالنسبة لنا، وهذا لا يلغي الأسباب الجذرية لما يحدث الآن، والتي دفعتنا إلى شن عملية عسكرية خاصة».
واعتبر بيسكوف إلى أن إدارة الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، تواصل صب الزيت على النار وتحاول منع تباطؤ الحرب في أوكرانيا، في إشارة إلى إعلان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أول من أمس الإثنين، تخصيص حزمة أخرى من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 725 مليون دولار، التي تضمنت أيضاً دفعة أخرى من الألغام المضادة للأفراد.
وعلق بيسكوف على حزمة المساعدات الأميركية الجديدة لأوكرانيا قائلاً: «الإدارة الحالية تسعى إلى تحقيق أهدافها، وخطها الثابت المتمثل في عدم السماح لهذه الحرب بالتباطؤ، وتبذل الإدارة كل ما في وسعها لمواصلة صب الوقود على النار»، وأكد أن روسيا ستواصل العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا حتى تحقيق جميع الأهداف.
بدورها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن نظام كييف يقوم، متعمداً، بتعطيل عملية تبادل الأسرى مع روسيا من خلال رفضه قبول استقبال 630 شخصاً من مواطني أوكرانيا، وقالت في منشور على قناة «تلغرام»: «يواصل نظام كييف تخريب عملية تبادل الأسرى بكل طريقة ممكنة ويفعل كل شيء للابتعاد عن العمل الملموس الحقيقي الذي أسفر عن نتائج، ويقوم عوضاً عن ذلك بممارسة الاستعراض السياسي الدولي، ويستغل تأخير تبادل الأسرى، أداة إعلامية للترويج لمصالحه»، وفق ما نقلت وكالة «تاس».
وتابعت المتحدثة الروسية: إن «المشكلة تكمن في أن نظام كييف يرفض استلام مواطنيه، وفلاديمير زيلينسكي لا يرغب في عودة 630 مواطناً موجودين كأسرى في روسيا، فهو سلمهم»، وأوضحت زاخاروفا أن وزارة الدفاع الروسية أرسلت هذا العام مقترحات لأوكرانيا لنقل 935 أسير حرب أوكرانيا في إطار عمليات التبادل ولكن نظام كييف رفض استعادة أكثر من 600 عسكري أوكراني من دون أي سبب، وحتى هذا التاريخ لا تزال القائمة تتضمن 630 أسير حرب من أوكرانيا، حيث إن روسيا مستعدة لنقلهم على الفور إلى كييف، ولكن بشروط متساوية.
في الغصون، ذكرت وكالة الإعلام الروسية، أمس الثلاثاء، أن الرئيس فلاديمير بوتين، ونظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، سيوقعان، بعد غد الجمعة، اتفاقية أمنية «تاريخية» تعكس التغيرات الجيوسياسية العالمية، حسبما نقلت وكالة «رويترز».
وستكون هذه الاتفاقية من بين الوثائق التي من المقرر أن يوقعها الرئيسان في مينسك، عاصمة بيلاروس، في الذكرى الـ25 لتأسيس دولة الاتحاد، وهو اتحاد وتحالف بلا حدود بينهما، وبهذا الصدد قال نائب وزير الخارجية في بيلاروس إيجور نزاروك إن الاتفاقية «مصممة لتأخذ في الاعتبار الظروف الخارجية المتغيرة، عندما يتجه العالم نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب»، واصفًا الاتفاق «بالتاريخي».
من جهة ثانية، دعا الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، دول الغرب إلى تزويد بلاده بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وقال في تصريحات له: «نبحث الآن عن حماية لـ20 منشأة خاصة»، وأضاف: «الحماية الحالية غير كافية؛ بسبب الضربات الصاروخية الروسية المكثفة»، معتبراً أن صد الهجمات الروسية، يتطلب مزيداً من الإمدادات خاصة أنظمة الدفاع الجوي، حسب وسائل إعلام أوكرانية.
ميدانياً، أفاد منسّق مجموعات العمل السري الروسية في مقاطعة نيكولاييف جنوب أوكرانيا، سيرغي ليبيديف، أمس الثلاثاء، بأن ضربات جوية روسية نفذت في مقاطعة ريفني شمال غرب أوكرانيا استهدفت وحدة عسكرية للقوات الأوكرانية ومرتزقة من بولندا، وقال ليبيديف لوكالة «ريا نوفوستي»: «بعد استهداف الوحدة العسكرية، جرى استهداف مستودعات للمدفعية بالقرب من مطار عسكري في مقاطعة خميلنيتسكي غرب أوكرانيا أعقبها انفجارات قوية».