المقاومة قنصت جندياً للعدو في جباليا ونفذت كميناً «مركباً» لقواته وآلياته شرق رفح … الاحتلال يواصل تدمير المرافق الخدمية.. وعدد شهداء غزة تجاوز الـ44500
| وكالات
واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ424، مرتكباً المزيد من المجازر وجرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، ونسف المباني السكنية، وإطباق الحصار ومنع إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
وفي التفاصيل، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت غاراتها وقصفها العنيف على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين والشوارع، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، مشيرة إلى أن طيران الاحتلال قصف منازل في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة ومحيط مدرسة تؤوي نازحين في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع ومجموعة من الفلسطينيين قرب ملعب المدينة ومناطق في رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد 25 فلسطينياً وإصابة العشرات، كما قصف الاحتلال بالمدفعية والطيران المسيّر حيي التفاح والزيتون بمدينة غزة ومخيم المغازي وسط القطاع، فضلاً عن إطلاق الزوارق الحربية للاحتلال نيرانها باتجاه مخيم النصيرات وساحل مدينة غزة.
وفي السياق، ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، أمس الثلاثاء، أوردته وكالة «سانا»، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية، مجزرتين وصل من ضحاياهما إلى المستشفيات 36 شهيداً و96 جريحاً، مشيرة إلى ارتفاع ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023 إلى 44502 شهيد، و105454 جريحاً أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حين لا يزال الآلاف من الضحايا والمفقودين تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
بدوره، أوضح الدفاع المدني الفلسطيني بغزة في تصريح صحفي نقلته وكالة «صفا»، أن عدد شهداء الدفاع المدني بلغ 88، وكذلك المصابون 304، والمعتقلون 21، وإجمالي المراكز والمقار المدمرة والمتضررة بلغت 17 مركزاً، لافتاً إلى تدمير الاحتلال 56 مركبة إطفاء وإنقاذ مركبتي إنقاذ تدخل سريع، وبيّن أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل تعطيل منظومة الدفاع المدني كلياً عن العمل، ويحتجز مركباته في شمال القطاع لليوم الـ42 على التوالي، مشيراً إلى أن 13 مركبة إطفاء وإنقاذ وتدخل سريع، توقفت الأسبوع الجاري عن العمل، من أصل 22 مركبة في وسط القطاع وجنوبه؛ لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.
من جانبه، أكد المدير الطبي في منظمة أطباء بلا حدود فادي المدهون أن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة مأساوي وكارثي ويفتقر إلى أدنى المقومات، مبيناً أن أكبر التحديات هو شح الموارد الطبية وصعوبة إدخالها إلى القطاع.
إلى ذلك، أعلنت سلطة المياه الفلسطينية في تقرير أوردته وكالة «وفا»، أن التقديرات الحالية لحجم الخسائر التي لحقت بقطاع المياه خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة تزيد على 80 بالمئة في مرافق قطاع المياه ويشمل ذلك الآبار ومحطات الضخ ومحطات التحلية، وشبكات التوزيع، ومحطات الصرف الصحي، ما أدى إلى نقص حاد في تزويد المياه وتدفق فيضانات المياه العادمة في الشوارع والأحياء وتجمعات النازحين، وتشكيل مخاطر كارثية على الصحة العامة والبيئة.
من جهتها، أشارت وزارة الأوقاف الفلسطينية، إلى أن قوات الاحتلال والمستوطنين صعدوا من اعتداءاتهم بحق المسجد الأقصى المبارك، والحرم الإبراهيمي في الخليل، محذرة من طبيعة هذه الاعتداءات التي تهدف إلى تكريس وجود المستوطنين وفرض أمر واقع جديد، من خلال أداء طقوس تلمودية، وأوضحت أن نحو 3801 مستوطن، اقتحموا المسجد، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، في الوقت الذي مُنع فيه المصلون من الدخول إلى الأقصى، إضافة إلى منعه رفع الأذان 55 وقتاً في الحرم الإبراهيمي وإغلاقه أمام المسلمين في الوقت الذي شهد فيه المسجد اقتحاماً للمتطرف وزير الأمن القومي في حكومة كيان الاحتلال إيتمار بن غفير برفقة عشرات المستوطنين.
في الغضون، أعلن مركز معلومات فلسطين «مُعطى»، أمس، أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية نفذت 14 عملاً مقاوماً متنوعاً خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ضمن معركة طوفان الأقصى، تنوعت بين إطلاق نار واشتباكات مسلحة، وإلقاء عبوات ناسفة، ومواجهات وإلقاء حجارة، والتصدي للمستوطنين، وخروج مظاهرات.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرة مسيّرة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت سيارة قرب بلدة عقابا قرب مدينة طوباس شمال شرق الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخر بجروح، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى السيارة المستهدفة، كما اقتحمت مستشفى في طوباس بعد قصف السيارة، واعتقلت طبيباً وعدداً من الفلسطينيين، وأطلقت النار والقنابل الصوتية فيه.
وعقب عملية الاغتيال، نعت حركة حماس في تصريح صحفي، شهداء طوباس وجميع شهداء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشددة على أن سياسة الاغتيالات التي تنفذها قوات الاحتلال بحق المقاومين في الضفة الغربية، تندرج ضمن الجرائم الوحشية والتطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وأكدت أن هذه الاغتيالات لن توقف عمليات المقاومة النوعية، بل ستزيدها وسترتد وبالاً في قلب الكيان، كما ستؤدي إلى مزيد من المقاومة والإصرار الفلسطيني على التمسك بالأرض والمقدسات، وقالت: «لن تفلح سياسة الاحتلال في دفع الفلسطينيين إلى الاستسلام، رغم التضحيات العظيمة التي يتم تقديمها من الدماء والأبناء، كما أن الضفة الغربية ستبقى مخزوناً مهماً في تاريخ النضال الفلسطيني، وستتوسع رقعة المقاومة لتطول جنود الاحتلال والمستوطنين في جميع أماكن وجودهم».
على الصعيد الميداني، أعلنت سرايا القدس-كتيبة طوباس في الضفة الغربية أمس، أن مقاتليها تمكنوا من استهداف آليات الاحتلال الإسرائيلي في محور مركز الشرطة بزخات كثيفة من الرصاص محققين إصابات مؤكدة، كما أفادت كتائب القسام أن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة مع قوات العدو قرب المستشفى «التركي» ومنطقة سلحب في طوباس.
في قطاع غزة، واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لآليات الاحتلال وجنوده في مختلف محاور القتال ضمن معركة «طوفان الأقصى» ومواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 424 يوماً، حيث أعلنت كتائب القسام قنص مقاتليها جندياً إسرائيليا شرق مدينة جباليا شمال القطاع، وقالت في بلاغ عسكري أمس الثلاثاء: «إن مجاهدي القسام تمكنوا من قنص جندي صهيوني قرب دوار «زمو» شرق مدينة جباليا شمال قطاع غزة»، وأوضحت أنها خاضت اشتباكات ضارية مع الاحتلال في حي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب القطاع، كما عرضت مشاهد من تنفيذ كمين مركب ضد جنود وآليات العدو في محيط مفترق برج عوض شرق مدينة رفح، يذكر أن المقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة لا تزال تلتحم مع قوات الاحتلال من مسافة صفر في جباليا وتستنزف قواته، رغم الحصار المحكم والقصف الجوي والمدفعي المتواصل ونسف المباني.