ميقاتي أكد استمرار الاتصالات الدبلوماسية لوقفها وللانسحاب من البلدات الجنوبية … العدو الإسرائيلي يُصعّد من خروقاته لوقف إطلاق النار وقواته تنتشر في بعض أحياء «الخيام»
| وكالات
صعد العدو الإسرائيلي أمس من انتهاكاته وخروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان ما أدى إلى سقوط شهداء من المدنيين، في حين أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة وتكثفت لوقف تلك الخروقات والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أعلن أن غارة نفذها العدو الإسرائيلي على بلدة حاريص الجنوبية أدت إلى استشهاد ستة أشخاص وإصابة شخصين بجروح، في حين أدت غارة العدو على بلدة طلوسة إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة شخص بجروح.
ولفتت الوكالة إلى أن مسيّرة معادية استهدفت بلدة بيت ليف الجنوبية في حين أطلق جنوده رشقات رشاشة باتجاه بلدة مجدل زون، في وقت شن فيه غارة عبر «مسيرة» على أطراف ديرسريان في قضاء مرجعيون.
وذكرت أن دبابة ميركافا تابعة للعدو الإسرائيلي توغلت من مثلث تل نحاس باتجاه المثلث الفاصل بين ديرميماس – برج الملوك- كفركلا، وتوقفت على مسافة لا تقل عن 200 متر قرب حاجز للجيش اللبناني المتمركز في بلدة برج الملوك بمرجعيون التي سقطت قذيفة مدفعية على سهلها بمنطقة تل مرجعيون خلف محطة التكرير.
وبحسب موقع «النشرة» فإنه «سجل دخول قوة معادية مؤللة معززة بدبابة ميركافا من عين عرب ووطى الخيام والوزاني في الأطراف الجنوبية والشرقية للخيام إلى داخل البلدة وتوزعت بين عدد من أحيائها».
وفي السياق أفادت «الوطنية للإعلام» باستشهاد الراعي جمال محمد صعب في شبعا جراء صاروخ أطلق من قبل مسيّرة معادية.
وبالتزامن، سُمع تحرك لآليات الاحتلال في مزرعة شانوح شرقي بلدة حلتا التي دخلتها قوات الاحتلال مستغلةً وقف إطلاق النار، وفقاً لقناة «الميادين» التي أوضحت أن الطيران الحربي الإسرائيلي كان قد أغار، بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، على المنطقة الواقعة بين بلدتي سجد ومليخ في منطقة إقليم التفاح، وتبع ذلك قبيل الفجر، إطلاق الاحتلال القنابل المضيئة والبالونات الحرارية فوق عيتا الشعب.
أتى ذلك بعد خروقات نفذها الاحتلال لاتفاق وقف النار في قضاءي صور وبنت جبيل، مساء الاثنين، حيث نفّذ طيرانه الحربي سلسلة اعتداءات على عدد من القرى والبلدات في القضاءين، حيث ارتفع عدد شهداء من جراء الاعتداءات الإسرائيلية في ذلك اليوم إلى 10.
وقد انعكست هذه الأجواء المتوترة على حركة الحياة اليومية للأهالي العائدين من رحلة النزوح الشاقة متخوفين من تكرارها، في حين «لم تُرصَد أي حركة نزوح عن مدينة النبطية والقرى المجاورة، من جراء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، على عكس ما تم ترويجه»، بحسب «الميادين» التي ذكرت أن سكان مدينة النبطية يواصلون رفع الركام وفتح مؤسساتهم، على الرغم من خرق الاحتلال قرار وقف إطلاق النار، وتنفيذه سلسلة اعتداءات.
ووجه الجيش الإسرائيلي تهديداً إلى سكان عدد من القرى في جنوب لبنان، مشيراً إلى أنه «حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوباً إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري»، زاعماً أن «الجيش الإسرائيلي لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوباً حتى إشعار آخر، وكل من ينتقل جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر».
ودعا جيش الاحتلال إلى «عدم العودة إلى قرى: الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، ابل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، أم توته، صليب، ارنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا، يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفر كلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين ابل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة».
وفي ظل تلك الخروقات، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمام زواره بحسب «النشرة»، «أن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة وتكثفت بالأمس لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية».
وقال: «شددنا خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب».
وأضاف: «إن إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب».
وفي السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين سياسيين لبنانيين أن «اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار بعدما شنت عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية».
وقالت المصادر: إن «رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر الاثنين وعبّرا عن قلقهما بشأن وضع وقف إطلاق النار».