لا يمكن لتركيا أن تسير في طريق يفتحه من يمسكون بإحدى يديهم «النصرة» وبالأخرى «قسد» … أوزيل: على أردوغان التخلي عن نزعة المغامرة واستخلاص العبر من سياسته في سورية
| وكالات
دعا زعيم حزب الشعب الجمهوري، المعارض الرئيسي في تركيا، أوزغور أوزيل، رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان إلى استخلاص العبر من سياسة أنقرة في سورية والتخلي عن نزعة المغامرة.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن أوزيل قوله في البرلمان خلال جلسة كتلة حزبه: «أحذر أردوغان: من فضلك تعلم من الماضي، تخلَّ عن المغامرة، لا تحاول بناء مبنى جديد على أنقاض سياستك بشأن سورية، إنها لا أساس لها وسوف تنهار مرة أخرى».
وأشار زعيم المعارضة التركية إلى ضرورة الحوار مع الرئيس بشار الأسد، وأضاف: «عندما نقول إننا يجب أن نتفاوض مع الأسد، فإن هدفنا الرئيسي هو حل مشكلة اللاجئين (السوريين) في تركيا».
وحسب قناة «روسيا اليوم» أوضح أوزيل أنه منذ بداية الحرب، تصر الجهات الحكومية التركية، على السياسات الخاطئة بخصوص سورية، واتخذوا مواقف وأصدروا تصريحات تساهم في تقسيم سورية، قائلاً: «منذ البداية، دعموا الجماعات السلفية للمشاركة بالحرب في سورية الجارة، ودرّبوها ودعموها بالسلاح، وهم بذلك يعملون عكس كل مبادئ (مصطفى كمال) أتاتورك»، مؤسس الجمهورية التركية ورئيسها من عام 1923 حتى وفاته 1938.
وقال: «نحن كحزب المؤسس أتاتورك، نقول إن أتاتورك قد ترك لنا وصية، وهي كوّنوا علاقات جيدة مع جيرانكم، ولا تتدخّلوا بالشؤون الداخلية لجيرانكم، احترموا وحدة وسيادة جيرانكم، ولا تخاطبوا أي عناصر خارج الدولة لدى جيرانكم».
أوزيل لفت إلى أنه منذ بداية الحرب في سورية، كان (أردوغان وقيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا) يطلقون الوعود بأنهم سيصلّون في الجامع الأموي في دمشق، ولم تحافظ الجهات الرسمية التركية على الهدوء والاستقرار في الجارة سورية، مشدداً على أنه «يجب التعامل بالعقل وبالحكمة، مع هجوم جبهة النصرة الإرهابية في شمال سورية، ويجب ألا نكون طرفاً في تحقيق أهداف إسرائيل والصهيونية، وألا نساعد في تحقيق مخططات إسرائيل».
وشدد أوزيل على أنه «يجب أن يتم إطلاع البرلمان التركي على وجه السرعة، على كل التطورات في سورية»، متوجهاً إلى الجهات الرسمية التركية قائلاً: «يجب ألا تكونوا أداة في يد الجهات التي تريد تنفيذ مخططات في المنطقة، الجمهورية التركية لا يمكن أن تكون أداة»، مؤكداً أنه «يجب ألا تكون إيران ولا روسيا عدوة لنا، ولا يجب أن نعاديها، ولا تساعدوا مخططات تقسيم سورية».
وتوجه إلى الرئيس الأسد، مؤكداً أنه «عندما يتخلى الجميع، نحن سنبقى موجودين للحوار، ونؤمن بأنه يجب فتح صفحة جديدة، وبدء الحوار مع سورية».
وتابع: «مع الأسف، بسبب كل هذه المواقف والسياسات الخاطئة، جاء ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا، وأصبحوا يحصلون على فرص العمل التي هي من المفترض لشبابنا، ويحصلون على مساعدات اجتماعية من الدولة»، لافتاً إلى أنه «حتى الآن، وبعد كل هذه السنوات وكل ما حدث، لا يزال البعض، يصرّون على ارتكاب الأخطاء نفسها وتبنّي المواقف نفسها».
وشدد أوزيل على أنه «لا يمكننا أن نبقى دون تعليق على ما يحدث الآن في سورية، ويجب ألا نتخلّى عن التعامل بحكمة وهدوء ودماء باردة»، مؤكداً «أننا إلى جانب سورية لتحافظ على وحدة أراضيها، ولا تشكّل أي تهديد أو ضرر لتركيا، وتعطي قراراتها الداخلية بنفسها دون تدخلات خارجية».
ورأى أنه «بسبب كل ذلك، أصبحت سورية اليوم سبباً لعدم الاستقرار في المنطقة، ودولة للصراعات بالوكالة»، مبيناً أن «حالة عدم الاستقرار هذه، هي مضرة للدولة السورية، وهي مضرة بالدرجة الأولى لتركيا في المنطقة».
وأفاد أوزيل بأن «ما ننتظره هو دعم الاستقرار في سورية، وإنهاء التهديدات الإرهابية لتركيا، وعودة اللاجئين السوريين الذين يقيمون في تركيا إلى وطنهم بأسرع وقت ممكن»، مضيفاً: «يجب ألا تكون الأولوية والهدف الأول لأنقرة، هو إضعاف النفوذ الإيراني بالمنطقة، وبدء الحروب المذهبية والطائفية، وتعزيز سيطرة إسرائيل على المنطقة وتعزيز أمنها».
وشدد على أنه لا يمكن لتركيا أن تسير في الطريق الذي يفتحه من يمسكون بإحدى يديهم جبهة النصرة، وباليد الأخرى «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
وحذر أوزيل الحكومة التركية من «إعادة السياسات الخاطئة التي كنتم تتبعونها في العام 2011 في سورية وقِفوا بعيداً عن خطط تقسيم سورية، فسورية هي جارتنا، وكذلك هي روسيا، وإيران، وهناك ضرورة وحاجة لأن تكون علاقاتنا جيدة جداً مع كل جيراننا»، مبيناً أن «الولايات المتحدة هي حليفتنا، وعلاقاتنا الجيدة مع الغرب هي ضرورة وحاجة لتركيا، ولكننا لا يجب ولا يمكن أن نكون نعمل على تحقيق مصالح الولايات المتحدة أو روسيا بالمنطقة».
وأوضح أنه «عندما نقول يجب لقاء الرئيس الأسد، فإن هدفنا الأساسي هو تحقيق الاستقرار، وإنهاء مشكلة اللاجئين في تركيا، يجب أن يبدأ الحوار بين الجانبين (التركي والسوري)، ونحن في حزب الشعب الجمهوري، ثابتون على موقفنا هذا منذ البداية».