إيران أكدت مواصلة دعمها المطلق وستدرس إرسال قوات إلى سورية حال طلبت حكومتها … بزشكيان: لن نسمح للإرهابيين بإراقة الدماء مرة أخرى في المنطقة
| وكالات
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ضرورة منع الإرهابيين من إشعال الحرب وإراقة الدماء مرة أخرى في المنطقة، بينما ألمح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى استعداد بلاده إرسال قوات إيرانية إلى سورية حال طلبت الحكومة السورية ذلك، على حين أعرب مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية علي أكبر ولايتي عن دهشته لوقوع تركيا في فخ الصهاينة والولايات المتحدة، مشيراً إلى إخفاق السياسة الخارجية التي يقودها الوزير في الحكومة التركية هاكان فيدان.
وفي حديث للتلفزيون الإيراني، أوردت مقتطفات منه وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، أمس الثلاثاء، قال بزشكيان: إن محور محادثاته الهاتفية التي أجراها مع رؤساء الدول المجاورة مؤخراً هو أنه يجب ألا نسمح للإرهابيين بإشعال الحرب وإراقة الدماء مرة أخرى في المنطقة، وأضاف: وحدة أراضي كل الدول يجب أن تُحترم وألا نسمح بتدمير وحدة أراضي أي دولة تحت أي ذريعة.
وشدد الرئيس الإيراني على أهمية العلاقات مع دول الجوار وضرورة التصدي لمحاولات زرع الفتن بين دول المنطقة، وقال: نحن إخوة مع جيراننا إلا أن الأعداء يسعون إلى زرع الخلافات بيننا، لذا يجب أن نكون حذرين للغاية من هذا المخطط، وتابع: سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة في إحلال الأمن والسلام في المنطقة ومحاربة الإرهابيين، وسننسق مع الدول الصديقة والشقيقة في المنطقة، مؤكداً أن إيران لم تسع أبداً إلى الحرب، وموضحاً أن الصهاينة حاولوا منع اتفاق إيران مع العالم من خلال إيجاد الصراعات في المنطقة.
بدوره حذر عراقجي في تصريح صحفي، من أن تمدد التنظيمات الإرهابية في سورية ربما يضر بالدول الجارة مثل العراق والأردن وتركيا أكثر من إيران، وأضاف: إذا طلبت الحكومة السورية من إيران إرسال قوات إلى هذا البلد فسندرس الطلب، كما أكد عزمه على زيارة روسيا لمناقشة وضع سورية وأن «طهران تسعى دائماً إلى التشاور والحوار مع تركيا حول خلافاتنا، وهناك جملة تحضيرات لتهدئة الوضع في سورية وإيجاد فرصة لتقديم مبادرة لحل دائم»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
في سياق متصل وفي كلمة له خلال افتتاح أعمال الاجتماع الـ28 لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي «إيكو» التي انطلقت أمس في مدينة مشهد مركز محافظة خراسان، أكد عراقجي أن تحركات التنظيمات الإرهابية في شمال سورية هي بدعم من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وتتطلب تنسيقاً ورداً فورياً من المجتمع الدولي.
وقال: «لقد مضى أكثر من عام على الجرائم الوحشية غير المسبوقة التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي امتدت لاحقاً لتشمل الشعب اللبناني، لنشهد خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع إعلان وقف إطلاق النار في لبنان تحركات من الجماعات الإرهابية التكفيرية في سورية بدعم من أميركا والكيان الصهيوني».
في الغضون، أعلن مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أن تركيا وقعت في الفخ وقال: لم نتوقع أن تقع تركيا في الفخ الذي حفرته لها أميركا وإسرائيل، وذلك في تصريح خاص لوكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.
وأضاف ولايتي: كنا نأمل أن يتمكن وزير خارجية تركيا، وهو شخصية ذات خبرة في مجال الاستخبارات والسياسة الخارجية، من تصحيح بعض أخطاء السياسة الخارجية التركية، لكننا لم نتوقع أن تقع تركيا، التي لديها تاريخ طويل في الإسلام، في الفخ الذي أعدته لها أميركا والصهاينة، وأضاف: إنه لأمر يثير الدهشة أن ترتكب مثل هذه الأفعال باسم الشعب التركي، الذي ظل على مدار التاريخ ثابتاً على موقفه من الإسلام بإيمان راسخ.
وتابع: في وقت ما، ذهبت مجموعة من الصهاينة إلى السلطان عبد الحميد العثماني لطلب شراء فلسطين لإقامة دولة يهودية عليها وكان رده عبارة تاريخية قال فيها: «لم نرَ قط أن يتم تشريح جثة شخص ما زال على قيد الحياة»، وأردف، على أميركا، الصهاينة، والدول الإقليمية، سواء كانت عربية أم غير عربية، أن يعلموا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل دعمها المطلق للحكومة السورية حتى النهاية.
وأكد ولايتي أنه اليوم، عدد حلفاء سورية أكبر من عام 2011 الذي بدأت فيه الحرب عليها، «فإلى جانب إيران، هناك روسيا، وحزب اللـه اللبناني، الذي أصبح أقوى من أي وقت مضى، والحشد الشعبي العراقي، الذي يُعد قوة مدهشة، والحوثيون الأبطال في اليمن، والأعزاء الفلسطينيون، جميعهم متحدون في دعم وحدة أراضي سورية وحكومتها الحالية».
وأضاف: أوجه نصيحتي إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأن يدرك أن إدارة الديمقراطيين، التي هي في حالة تدهور، لم تقدم شيئاً يُذكر لترقية السياسة الأميركية عالميًا، بل كل ما تقوم به هو إشعال الفتن والحروب في مختلف أنحاء العالم، وتابع: حيثما تندلع نار الحرب، بدلًا من إطفائها، يقومون بصب الزيت عليها، إذا أراد ترامب أن يدير الفترة الجديدة من حكمه بحكمة، فعليه أن يتعلم من تجربته في فترته الأولى، وأن يدرك أن أوضاع العالم اليوم أكثر صعوبة وتعقيداً من ذي قبل، ولا يوجد أي بلد مستقل سيرضخ لتهديداته وترهيبه.
وأشار إلى أن الصهاينة أصيبوا بضعف وغضب نتيجة الهزائم المتتالية، ما دفعهم إلى ارتكاب أفعال كشفت للعالم، سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين، الطبيعة الحقيقية لهذا الكيان، وأثارت هذه الأفعال موجة كبيرة من الاحتجاجات والتظاهرات المهمة ضد الصهاينة وحلفائهم في مختلف أنحاء العالم.
على صعيد متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن إيران أوصلت رسالة واضحة وصريحة خلال زيارة وزير الخارجية عباس عراقجي إلى دمشق وأنقرة بشأن دعمها الحاسم لسورية ضد الإرهاب.
وقال بقائي في تصريح أمس على هامش اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي «إيكو» في مشهد: إن «عراقجي اطلع على أحدث التطورات الميدانية، وتم إجراء محادثات صريحة ومهمة جداً، أكدت ضرورة توصل جميع دول المنطقة، وخاصة دول جوار سورية إلى نتيجة مفادها بأن الإرهاب مرض معدٍ لا يتوقف في نقطة معينة»، موضحاً أنه إذا لم تتعاون الدول وتتشارك لمواجهة هذه المشكلة فستتأثر جميعها من هذه الناحية بالتأكيد، حسب «تسنيم».