الأولى

تركيا تجري عملية تجميلية لـ«النصرة» وتزودها بكل ما يلزم من إعلام للإقناع بوجهها الجديد!

| الوطن

من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي سرعان ما يلاحظ تلك العملية التجميلية التي خضعت إليها «جبهة النصرة» وشقيقاتها من التنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها، وكيف باتوا يظهرون وكأنهم حمائم سلام لا غاية لهم سوى الاهتمام بالمدنيين وراحتهم وتزويدهم بكل ما يحتاجونه من ماء وكهرباء واتصالات ومواد تموينية، وحرصهم على حياة الناس، في حين هم تحديداً من كان يقطع الرقاب ويقتل بدم بارد ويسبي النساء ويفرض قوانين، لا إسلامية ولا إنسانية، صارمة للحد من أي مظهر حضاري من مظاهر الحياة.

المشكلة في وسائل التواصل الاجتماعي أنها غير منضبطة كلياً، فمن مقطع فيديو مصور لإرهابي يقدم بكل «حب» ربطة خبز لعائلة في حلب ويسأل عن أحوالها وحاجاتها، ننتقل إلى مقطع آخر مع إرهابي آخر يحمل فتاة صغيرة ويقتادها إلى منزل مهجور ليختلي بها.. ومقطع آخر وهم يسألون مصابين بالمشفى عن طائفتهم، ومقاطع تظهرهم وهم يضربون شباباً معاقين فقط لأنهم من طائفة مختلفة.
كل هذه المقاطع لا تخلو من استبيانات على «فيسبوك» يسألون فيها عن الأوضاع في حلب، فسرعان ما تنتشر التعليقات وهي تشكر «جبهة النصرة» على هذا الاهتمام والرفاهية المطلقة التي يوفرونها، حيث كانوا يعانون الويل قبل وصولهم.
وهكذا، وبعد توقف المنطقة الصناعية في حلب عن الإنتاج وبالتالي استهلاك الكهرباء، ومن ثم تخصيص كامل إنتاج المحطة الحرارية للمدينة، بات الإرهابيون يوفرون كمّاً هائلاً من الكهرباء للسكان وينشرون ويروجون ويحاولون إقناع كل السوريين أن الكهرباء في سورية متوفرة لكن الحكومة تحرمكم منها! علماً أن كل ما يتم توزيعه من كهرباء في حلب هو على حساب باقي السوريين الذين باتوا يعانون من تقنين كبير!
ولا تخلو الفيديوهات التي تُنشر، من الفكاهة في بعض الأحيان، مع ظهور عدد كبير من الجهاديين الأجانب الذين يتجولون في شوارع حلب، منهم من يتحدث التركية وآخرون لغة لا نفهمها، فيما يبدو أنهم يعبرون عن فرحتهم بـ«تحرير» حلب، وكأنها مدينتهم الغالية على قلوبهم! من دون أن يدركوا بأن فيديوهاتهم هذه تسيء للسيناريو التركي الذي رُسم لـ«النصرة» وللعمل التجميلي الذي كان الهدف منه إظهار أن من دخل حلب هم سوريون غادروها ليعودوا ويحرروها! وكذلك مقاطع الفيديو لحمائم السلام وهم ينهبون المصارف وشركات الصرافة ويكدّسون الأموال ويسرقونها.
وبما أن نصف المعركة كما يقال إعلامية، عملت تركيا مع عدد من الدول على إنشاء حسابات وهمية وصفحات للترويج لإنجازات لم تتحقق، وهكذا بدأت حرب الشائعات وضخ الأكاذيب بالمئات لإرهاب كل السوريين في كل المدن، ولعلهم نجحوا في ذلك لساعات قبل أن تبادر الناس لكشف ألاعيبهم وأكاذيبهم، حيث تحول كل مواطن إلى مراسل ينشر الفيديوهات والمعلومات ويكذب ادعاءات جماعات أنقرة.
إنه زمن الكذب بامتياز، وزمن الخدعة، وكل ما نرجوه هو أن يحمي اللـه أهلنا في حلب من إرهاب هؤلاء المجرمين المعروفين بإجرامهم وتعطشهم للدماء، وكم كنا نتمنى لو تم ترويج الواقع الحقيقي لما يحصل من قتل للشبان والقبض على النساء وترويع الناس والمارة وتهديدهم داخل بيوتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن