مفاجآت بالجملة آتية.. دعم عربي وحصاد الجيش السوري قد بدأ
| علي مخلوف
خرجت مخلوقات العالم السفلي في جنح الليل نحو حلب، وتوالت القرى والبلدات التي اجتاحوها كجراد ينذر بحرب وجوع وسط بستان، على حين تكاثرت الفيديوهات التي روجها ناشطو الإرهاب بالسيطرة على حلب، انتابت السوريين موجة توتر وتخبط وسط غياب مبرر لما حدث، وجوع مفرط للمعلومة كان السبب في ذلك.
لا تمر 48 ساعة حتى باتت المعلومات تتوالى عن قتلى بالجملة بين الإرهابيين، أعاد الجيش العربي السوري تجميع قواته جنوب حلب وفي حماة وريفها، وحرر القرى التي دخلها الإرهابيون، أما خناصر والسفيرة فهي شاهدة على ابتلاع النيران لآليات وأجساد الإرهابيين، بينما تبدو حمص هادئة، وعينا دمشق ترمق الشمال بنظرة الواثق من العودة إلى السيادة السورية، إن دخول الإرهابيين إلى الكثير من المناطق التي انسحب منها الجيش لإعادة التموضع كان تكتيكاً ذكياً ومفاجئاً، لم تكن هناك قطع عسكرية ثابتة ليركز الإرهابيون حرب العصابات عليها، تم انتظار تجمع هؤلاء المنتشرين بدخولهم تلك المناطق وبعد ساعات قليلة بدأت صواريخ وقذائف الجيش تمطرهم لتحولهم إلى عصف مأكول.
أما أكثر ما لفت النظر فهي التطورات السياسية والتصريحات، اتصالات بالجملة إلى القصر الرئاسي من الإمارات والعراق وعمان فضلاً عن اتصالات وزراء الخارجية العرب والأجانب مع نظيرهم السوري، أما رأس الدبلوماسية التركية هاكان فيدان، فقد أعلن أن لا علاقة لبلاده بتدبير ذلك الهجوم، ورغم سماحة وسذاجة تلك الكذبة، إلا أنها تنصل رسمي مما يحدث، حتى الأميركيون زعموا عدم علمهم بما حدث، أما الجامعة العربية فقد حذرت من أن ما جرى سيشجع التنظيمات الإرهابية إعادة نشاطها، ودعت إلى وحدة أراضي سورية وسيادتها وكأنها إعلان تضامن عربي ومنح غطاء ومباركة بسحق عصابات الجولاني والأوزبيك والتركستان.
المعلومات والمعطيات تشير إلى مفاجآت بالجملة، وليست حلب هي الساحة، بل إن اسم إدلب سيتردد كثيراً في الأيام القليلة القادمة، بينما الحلفاء أكدوا أن القرار قد صدر لعدم العودة إلى سيناريوهات السنوات السابقة، وسط تصفيق عربي يعلن الاعتراف بحق دحر الإرهاب، وهو ما لم يكن متوفراً خلال سنوات الحرب السابقة، وهذا بحد ذاته يعطينا مؤشراً لما سيحل قريباً، فموسم الحصاد لجيشنا قد بدأ باكراً هذا الشتاء.
صحفي سوري