قضايا وآراء

ميزان القوى السوري قادر على هزيمة المخطط الإرهابي في حلب

| تحسين حلبي

في حزيران عام 2023 كتب أيهود ياعاري الذي يعد من أقدم المتابعين الإسرائيليين في وسائل الإعلام الإسرائيلية للشؤون العربية وخاصة الوضع في سورية، تحليلاً في المجلة الإسرائيلية «جروزليم تريبيون» تحت عنوان: «كيف هزمت إسرائيل في الحرب الداخلية في سورية» واعترف فيه بأن «أطراف التحالف التي وقفت مع سورية ضد المجموعات المسلحة التي استهدفتها حققت زيادة بقدراتها بعد ذلك الانتصار السوري وخاصة إيران التي أصبحت دولة قريبة من الجوار ضد إسرائيل ولأنها أتاحت فرصة لترميم وتدعيم قوة الجيش السوري، وازدادت المخاوف الإسرائيلية من امتداد هذا التحالف إلى العراق المتاخم في حدوده لسورية فتصبح إسرائيل مطوقة بقدرات كبيرة معادية في شمالها».

ويستنتج ياعاري أن «إسرائيل أدركت خطورة تزايد هذه التطورات ووجدت نفسها أمام تحديات أمنية معقدة بعد هزيمة المجموعات المسلحة التي انتشرت في جنوب سورية في السنوات الأولى للحرب، وكان الجيش الإسرائيلي يقدم الدعم لها بكل الأشكال، إضافة إلى الدعم الذي كانت تحصل عليه من «مركز العمليات العسكرية– موك» الذي أنشأته وكالة المخابرات الأميركية المركزية في عام 2013 لتقديم الدعم للمجموعات المسلحة التي تعمل في جنوب سورية، وفي النهاية فشل الجميع بتحقيق الأهداف المرسومة وكان من أسباب الفشل عدم القدرة على توحيد كل المجموعات المسلحة المختلفة في جيش واحد».

ويضيف ياعاري في تحليله: في شمال سورية راهنت إسرائيل وأميركا على المعارضة السورية التي اتخذت من تركيا مقراً لها وعلى المنظمة المسلحة «قسد» وقدمت لمجموعات إدلب المسلحة و«قسد» كل أشكال الدعم العسكري المباشر بعد نشر وحدات عسكرية في شمال شرق سورية تولت حماية «قسد» ومجموعات أخرى، ومن خلال اعترافه بهذه الحقائق ينتقد ياعاري إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاءهما في المنطقة لأنهم لم يعملوا على توحيد كل تلك المجموعات المسلحة الإرهابية، ويرى أن توحيدها لو جرى في ذلك الوقت في جبهة واحدة لكان من المتوقع له أن يحول دون هزيمة إسرائيل وحلفائها.

يبدو أن طبيعة هجوم المجموعات الإرهابية المسلحة قبل أسبوع على حلب أصبحت تدل على أن إسرائيل والولايات المتحدة ومن تحالف معهما في هذا التوقيت لاجتياح حلب وأطرافها، كانوا يعملون على توحيد تلك المجموعات وزجها بشكل موحد ومشترك بعد تعزيز قدراتها المسلحة لاستهداف سورية من الشمال بعد أن هزم استهدافها من الجنوب.

ويتضح أن اختيار إسرائيل لتوقيت موافقتها على إيقاف النار على جبهة الجنوب اللبناني كان أحد أسبابه يعود إلى معرفتها المسبقة مع الولايات المتحدة للمخطط المعد لشمال سورية، وهذا ما أكده رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حين أعلن قبل أيام عن استعداده لتقديم الدعم لجميع هذه المجموعات الإرهابية المسلحة بعد 24 ساعة من اجتياحها لحلب.

وكان يعاري، الصحفي الإسرائيلي، قد ذكر في تحليله هذا أن «إسرائيل شجعت سابقاً منظمة «قسد» في عام 2016 أثناء استمرار التواصل معها، على ربط مدينة عفرين السورية مع الساحل البحري السوري لتصدير النفط الذي يوجد في منطقة سيطرتها عبر البحر الأبيض المتوسط من دون المرور في تركيا».

لكن كل هذه المخططات السابقة والجديدة والأدوات التي تعدها واشنطن وتل أبيب وأطراف أخرى لاستخدامها في تقسيم سورية وتفتيت قدراتها ووحدة أراضيها، ستنتصر عليها سورية لأسباب موضوعية أهمها أن ميزان القوى المحلي الوطني السوري ومعه ميزان القوى الإقليمي والدولي الذي يتشكل من محور إيران وسورية وبقية أطراف المقاومة وروسيا، يميل في هذا التوقيت بالذات لمصلحة هذا المحور في مواجهة المجموعات الإرهابية ومن يقف معها سواء في ساحة الميدان الحربي أو في ساحة الميدان السياسي، ولذلك لن يكون اجتياح حلب سوى زوبعة في فنجان وتمضي دون أي جدوى ولن تطول كثيراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن