الماء هو الحياة
محمد حسين:
تعتبر طرطوس من المحافظات الأكثر هطلاً لمياه الأمطار في بلدنا ويتجاوز معدلها السنوي ألف ملم في أغلب المناطق، ومع ذلك فإن مجموع ما يتم تجميعه منها خلف السدود الخمسة المقامة لا يتجاوز مئة مليون متر مكعب من هذه المياه أي إن هناك مئات الملايين الأخرى لا تزال تذهب للبحر للأسف لأننا تأخرنا كثيراً في إقامة المزيد من السدود بتجميع أغلب تلك المتساقطات وعدم تركها تذهب هباءً.
والآن كما يبدو هناك النية الصادقة لدى وزير الموارد المائية ومن خلفه الحكومة، فالأخبار المبشرة بدأت تهل علينا من خلال الإعلان عن البدء بتنفيذ سد البلوطة بقيمة 4 مليارات ونصف المليار وهي تبدو زهيدة قياساً بالفائدة المرجوة من إقامة السد، من إيجاد جبهة عمل لشركاتنا العامة المتخصصة التي اكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال إلى القيمة التي لا تقدر بثمن للمياه التي سيتم تجميعها.
ولا تقف الأخبار المفرحة عند هذا الحد بل تتعدى إلى الموافقة على إقامة سدود أخرى في قنية وعين الكبيرة ومرقية وحصين البحر، الأمر الذي يرفع نسبة تفاؤلنا بإنجاز سد سنوياً بطرطوس، بالإضافة لإنجاز سدة مائية في أحد المواقع الـ19 التي تمت الموافقة عليها والتعاقد على تنفيذ 2 منها في بيرة الجرد والسمحيقة.. وبحال جرت الأمور كما نتمنى يمكننا القول إننا وضعنا أرجلنا على الطريق الصحيح لقطف كل المتساقطات في وقت أحوج ما نكون فيه للمياه وفي منطقة مقبلة لا محال على مستقبل يشكل الماء عمادها الأول والأهم.
قد يقول قائل: هل هذا هو الوقت المناسب لإقامة السدود ونحن نمر بأزمة عصيبة تنال من البشر والحجر، ونحن نقول لهم من يفكر بالمستقبل فلا بد له من البحث الحثيث عن الماء فهو عماد الحياة وأصلها.