تأكيد مواقف سورية المبدئية والنضالية وصولاً للنصر … منصور: مواقف العرب عكست النيات الخبيثة منذ البداية .. الجامعة العربية وسورية… دور باطل ومال قاتل
| عامر فؤاد عامر – تصوير: طارق السعدوني
«إلى كلّ شهيد وشهيدة، سقط على يدّ الإرهاب والتكفير… إلى كل عربي أبِيًّ يعشق معرفة الحقيقة… إلى كلّ حرًّ شريف في هذا العالم، كان شاهداً على سياسات بشعة، صاغتها أيادٍ خارجيّة ملوثة، أمعنت في تدمير وطن وقتل شعب.. أهدي كتابي» كانت هذه كلمات الإهداء التي صاغها الأستاذ «عدنان منصور» معالي وزير الخارجية السابق في الجمهورية اللبنانية في كتابه الجديد «الجامعة العربية وسورية… دور باطل ومال قاتل» فبرعاية السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية، ووزير الثقافة؛ أقيم حفل توقيع هذا الكتاب «الجامعة العربية وسورية… دور باطل ومال قاتل»، وذلك في مكتبة الأسد الوطنيّة، وبحضور أعضاء من القيادة القطريّة ولفيف من المثقفين والإعلاميين والشخصيات السياسيّة.
مؤامرة جليّة
نقيب الصحفيين في سورية الأستاذ «الياس مراد» وفي كلمته الافتتاحيّة رحب بالحضور، وأشار إلى أهمية اللقاء بين سورية، والشخصيّات التي دافعت عن الحقيقة، وقرأت الأحداث منذ بدايتها بصورة صحيحة، فكانت إلى جانب الوطن ودافعت عنه بمحبّة وبسالة، وبعد مرور خمس سنوات تظهر المؤامرة جليّة لدى العالم أجمع بفضل الجيش العربي السوري، والشعب المقاوم، والقائد المناضل «بشار الأسد»، ومن يقرأ جيداً فسيكتشف منذ البدايات موقف الجامعة العربيّة المؤسف.
أصدقاء سورية
وفي إشادة بموقف مؤلف الكتاب منذ بداية الحرب على سورية يضيف أيضاً إن الموقف المقاوم له ثمنه ووزنه لذلك انبرى الشرفاء للدفاع عن مشروع المقاومة، وبتوسيع دائرة الأصدقاء والإخوة الذين وقفوا إلى جانب سورية، فلا بد من الإشارة والإشادة بشخصيّة مرموقة وقفت تنبّه وتحذر من موقف الجامعة العربيّة منذ البداية، وهذه الشخصية تجسّدت في شخص الدكتور «عدنان منصور»، وأثبت أنه صاحب رأيٍ، وموقفٍ، وصاحب قضيّة، ورفع صوته موضحاً دور العدوان الذي قامت به الجامعة العربيّة، فكانت شريكاً في سفك الدّم السوري، فهو من جاهر أيضاً وحذّر من الدّور السلبي للجامعة العربيّة وضمّنه في كتابه اليوم، كوثائق تستحق أن تكون بين يديّ جميع المهتمين في الشأن الوطني، وجميع العاملين في حقل السياسة، والثقافة، كما أنها تكشف صلابة الموقف السوري، وقوّة الفكرة السوريّة التي نواجه فيها خصومنا وتبيّن أن لا أمل في جامعة عربية كهذه…
الجامعة عتبة للعدوان على سورية
في كلمة لوزير الثقافة «عصام خليل» يقول فيها عن كتاب «الجامعة العربيّة وسورية»: «…. يؤكد الكتاب أن العدوان على سورية كان مبيتاً منذ اللحظات الأولى وأن الجامعة العربية للأسف استخدمت كعتبة للانطلاق في عدوانها أولاً على ليبيا ثم على سورية، وشرح هذه التفاصيل هو وثيقة تاريخيّة تكشف إلى حد بعيد طبيعة الانحدار الذي وصل إليه العمل العربي وطبيعة السلطة القائمة في بعض البلدان التي لم تجد غضاضة في أن تكون مطية للأجنبي من أجل تمزيق سورية من الداخل وتحويلها إلى ساحة للحرب».
يراهنون على أميركا
بديع صقور عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب بكلمته الترحيبيّة أشاد بأهمية سورية في عراقتها وأصالتها وتصديرها للحضارة فمنذ القدم توافد إليها المثقفون والكتّاب، واليوم يعدّ هذا الكتاب قامة ووثيقة كبيرة كصاحبه، وربما نحتاج إلى وقت طويل كي نحيط بما جاء بين دفتيه، ولكن لا بدّ من قراءة عجلة نأخذ منها بعض المقتطفات لنبين دور الكاتب المناضل «عدنان منصور»، ففيه حقائق خطّها بفكرٍ واعٍ، وسلك في كتابه هذا طريق الحق في زمنٍ ضائع، وزمن عربي رديء، فمن الإهداء نقرأ ويتبين العنوان، يهدي الكتاب إلى وطنٍ اسمه سورية الصديقة القديمة للشمس، وهذا الشعب الذي سيحتفل بعيد رأس سنته الجديدة في الأول من نيسان من سنة 6736 قبل الميلاد، وهو أقدم تقاويم البشر على وجه الأرض. ويتابع شرحه عن الكتاب ليشير إلى أن كتاب «الجامعة العربيّة دور باطل ومال قاتل» جاء في 37 فصلاً منسجمة ومتناغمة تصف الأحداث في سورية، وشواهد محمّلة بالصدق والأمانة، والحقيقة، فخمس سنوات عجاف وما زال الدّم يُسفح على هذه الأرض من خلال جماعاتٍ تكفيريّةٍ وإرهابيةٍ، وتنظيمات همجية متوحشة لم يشهد العالم مثيلاً لها، إضافة إلى قادة ورؤساء وحكام وشيوخ نفطٍ ارتضوا أن يكونوا عبيداً تابعين وأذلاء ظنوا أنفسهم سادة عصرٍ مهشمٍ فأشعلوا النار خوفاً من المقاومة والحق، ومواقف عربية مخزية. وفي الكتاب أيضاً تعرية لأدوار جامعة عربيّة يحكمها شيخ قبيلة ورؤساء دول يرفعون شعار النأي بالنفس، يعارضون مساندة حزب اللـه لسورية، غاضّين البصر عن عشرات التنظيمات الإرهابيّة التي غزت الأرض بكفرها ورغبة التدمير، فسورية الخطر الأكبر عليهم، لأن السوريين هم التاريخ، ونراهن على النصر ويراهنون على أميركا… وفي نهاية كلمته قدّم تحيته للكاتب ولمواقفه، مرحباً به على أرض سورية.
تبقى سورية رمز النضال والمقاومة
عدنان منصور في كلمته قال: «… بالشكر أبدأ لما وجدته من حفاوة وتكريم في هذا البلد الذي ما كان إلا منبراً للحق والحقيقة ونصرة للنضال.. ومن أجل الحقيقة والتاريخ كان كتابي هذا، وفي خضم أحداث التاريخ والسياسات المدمرة والصفحات القبيحة والمؤامرات التي حيكت ومن يدور في فلكها من عبيد وعملاء ومقاومين وتصفية للحسابات ضدّ سورية، فهذا البلد العربي رمز النضال والصمود والمقاومة والقلب النابض يجسد الأصالة والتاريخ وما أراده الطغاة من سورية ظهر منذ البداية على أرض الشآم، وكنا نعرف حقيقة وأهداف دول الهيمنة والتسلط دول الغرب وعلى رأسها إسرائيل، وما فاجأنا هو موقف الدول العربيّة في الجامعة الذي كان عليها أن تكون الحصن الأمين، فصاغت منذ اللحظة الأولى أيادي عكست النيات الخبيثة التي أفرزها البعض فيها، وعكست ما تريده إسرائيل وأذنابها من سورية لينالوا منها تحت شعارات مزيفة كاذبة، وما كنّا نريد للجامعة العربيّة أن تذكرنا بقابيل وبإخوة يوسف، وبعد سنوات ظهرت قراراتها الخاطئة، وتبين سعيها وراء المال الذي تدفق لتمزيق البلد العريق الذي ما كان عبر مسيرته الطويلة إلا ملتقى الثقافات والحضارات وحاضنا للتراث والأصالة ووحده التاريخ هو الذي سيتحدث ويدين خونتها من زعماء وسياسيين وعملاء ومأجورين ووصوليين تآمروا على سورية دولة وقيادة ورئيساً وشعباً ومؤسسات، وثقتنا بالله كبيرة وكلنا ثقة بفجر سورية التي سترفع راياتها لتكون درع القوّة وقلبها المقاومة النابض، وعلّ كتابي هذا يسلّط على حقيقة الأمر وعلى حقيقة ما دار في الجامعة العربيّة التي تذعن وتنوخ في قراراتها لبعض العرب».
عدنان منصور وزير خارجية لبنان السابق، من مواليد 1946 نال إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اليسوعية، ثم نال الماجستير في النظرية السياسية، والدكتوراه في العلوم السياسية، شغل عدّة مناصب في لبنان، وخارجه كمستشار وسفير وقنصل وسفير فوق العادة، ونال عدّة أوسمة منها وسام الكوموندور من الحكومة اليونانية، وبراءة الشرف والاستحقاق اللبناني العالمي من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.