عربي ودولي

حسابات شرق أوروبية تدفع وارسو للمساهمة في تحالف واشنطن.. والعين البولندية على موسكو

| الوطن – وكالات

انتقلت حسابات الصراعات في أوكرانيا وأوروبا الشرقية عموماً إلى منطقة الشرق الأوسط منذ إطلاق العملية الروسية ضد ما تعتبره موسكو وطهران ودمشق «تنظيمات إرهابية». وباتت الدول في شرق أوروبا والبلطيق متحمسة للمشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم داعش في كل من سورية والعراق، بل من أجل احتواء تمدد روسيا في الشرق الأوسط انطلاقاً من سورية.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس مكتب الأمن القومي في الرئاسة البولندية بافيل سولوه أمس أن بلاده مستعدة للمساهمة بأربع من طائراتها في التحالف الدولي ضد داعش.
ورداً على سؤال حول احتمال إرسال طائرات «أف 16» بولندية للقيام بمهمات فوق المناطق التي تشهد معارك في سورية، قال سولوه لإذاعة «ترويكا» العامة: «لقد أعلنا أننا مستعدون للمشاركة في دوريات واقترحنا أربعاً من طائراتنا». وتابع أنه «سيتم توضيح التفاصيل على المستوى التقني، لكننا في مطلق الأحوال أدلينا بمثل هذا الإعلان وأكده وزير الدفاع (أنتوني ماتسيريفيتش) والرئيس (أندري دودا)».
وقال مستشهداً بالرئيس البولندي إن التزام وارسو ضد تنظيم داعش هو «تعبير عن تضامننا مع باقي حلفائنا»، مشيراً إلى أن بولندا تتوقع «التضامن ذاته في ما يتعلق بتعزيز حلف شمال الأطلسي «الناتو» شرقاً». وأكد في المقابل أنه «من غير الوارد» إرسال جنود بولنديين إلى الشرق الأوسط.
وسبق لوزير الدفاع البولندي أن تحدث بصورة عامة عن قرار بولندا الانضمام إلى العمليات ضد تنظيم داعش الأربعاء الماضي في بروكسل، مشيراً إلى أنه ما زال يتعين تحديد تفاصيل هذه المساهمة.
وعلى خلفية المخاوف من طموحات روسيا في منطقتها، تطالب بولندا ودول البلطيق الحلف الأطلسي بأن يراجع إستراتيجيته بشكل معمق بالنسبة لدوله الشرقية وأن يقيم قواعد دائمة في دوله الأعضاء الجديدة في أوروبا الشرقية والغربية، وهو طرح يصطدم بمعارضة شديدة من موسكو.
غير أن وزراء دفاع دول الحلف الأطلسي قرروا الأربعاء تعزيز «الوجود المتقدم» للحلف في أوروبا الشرقية. وأوضح الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أنه سيتم إرسال قوات حليفة إلى المنطقة «بالمناوبة»، وسيتم تعزيز «الوجود المتقدم» الأطلسي فيها «بواسطة برنامج تدريبات» وإيداع معدات وتجهيزات فيها، الأمر الذي «سيسهل إرسال تعزيزات سريعة» في حال وقوع هجوم محتمل.
وتأمل بولندا أن توجه قمة «الناتو»، التي من المقرر أن تستضيفها عاصمتها وارسو في شهر تموز المقبل، رسالة قوية إلى موسكو باتخاذها قراراً بتعزيز وجود الحلف بشكل كبير على سفحه الشرقي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن