سورية

أهم معاقل مسلحي أردوغان … تل رفعت وكفرنايا ومسقان شمال حلب مطهّرة

| حلب – الوطن

بسط الجيش العربي السوري مساء أمس سيطرته على بلدة مسقان جنوب شرق بلدة تل رفعت التي بسطت لجان الدفاع الشعبية أو اللجان الشعبية ذات الأغلبية الكردية، نفوذها عليها مع قرية كفرنايا إلى الجنوب منها، في تحول عسكري كبير قد يعيد رسم خريطة الشمال السوري.
وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدة من الجيش قامت بعملية نوعية مفاجئة مدت نفوذها خلالها على بلدة مسقان انطلاقاً من محوري معرسة الخان وكفين جنوب شرق تل رفعت وتمكنت من دحر مسلحي ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» ومقاتلي «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، وقتل وجرح العشرات منهم.
وأفاد مصدر ميداني تابع للجان الدفاع الشعبية أن مقاتليها شنوا هجوماً كاسحاً على تل رفعت، التي تعد من أهم معاقل التنظيمات المسلحة شمال حلب، وتقدمت من مدخلها الغربي باتجاه مركزها، ما أدى إلى انهيار دفاعات المسلحين فيها وفرارهم باتجاه بلدة كلجبرين ومدينة إعزاز المعقل الرئيس لهم عبر منفذ وحيد بعد أن بسطت سيطرتها أول من أمس على قرية عين دقنة شمال تل رفعت وقطعت خطوط الإمداد عنها بشكل شبه نهائي وخصوصاً بعد هيمنتها على قرية كفرنايا إلى الجنوب من البلدة في وقت مبكر أمس.
والواضح للمراقبين أن لجان الدفاع الشعبية و«وحدات حماية الشعب»، التي تقاتل في صفوف «قوات سورية الديمقراطية، تحاول تقسيم خريطة السيطرة مع الجيش العربي السوري على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي بعد أن فك الجيش الحصار عن نبل والزهراء قبل نحو أسبوعين وفرض إيقاعه في الريف الممتد إلى الحدود التركية.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش وبمساندة القوات الرديفة تابع أيضاً عمليته العسكرية الرامية إلى تطهير بلدتي حيان وعندان بعد أن سيطر على قرية الطامورة والتلال الحاكمة المحيطة بها وخصوصاً تلة القرعة على بعد 2 كيلو متر من الأولى وأنه اقترب من قرية الخربة المجاورة للطامورة في مسعى للاقتراب أكثر من البلدتين اللتين أصبحتا شبه محاصرتين وساقطتين نارياً شأنهما شأن بيانون.
وبدا أن الجيش يعمل على استكمال الطوق حول حلب بالسيطرة على ما تبقى من المناطق المحصورة بين نبل والزهراء ومدينة حلب والتي تتمثل بحيان وعندان وبيانون وتل مصيبين وحريان وكفر حمرة في حين تسعى لجان الدفاع الشعبية لفرض نفوذها على المناطق الواقعة إلى الشمال من البلدتين بعدما سيطرت على بلدة دير جمال وبلدة منغ ومطارها العسكري وصولاً إلى المدخل الغربي الرئيسي لمدينة إعزاز على الحدود التركية. وتأتي السيطرة على تل رفعت وكفرنايا في هذا السياق على أن تتابع الوحدات طريقها إلى إعزاز وبوابة السلامة فيها لإغلاق الحدود التركية بشكل كامل.
وأكد مصدر ميداني في لجان الدفاع الشعبية أن قواتها تسعى لمد نفوذها إلى بلدة كلجبرين التابعة لمنطقة إعزاز والواقعة على تخوم تل رفعت من جهة الشمال الشرقي حيث تقدمت القوات باتجاهها وقتلت وأسرت عشرات المسلحين منهم أحد قيادي «جيش الفتح» النقيب الفار إسماعيل نداف.
وفي حال سيطرت لجان الدفاع الشعبية على كلجبرين فإنها ستصبح على تماس مع نقاط سيطرة تنظيم «داعش»، في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما يمكنهم من فتح جبهات السيطرة على مدينتي منبج وجرابلس في الوقت الذي يسعى فيه الجيش العربي السوري إلى الهيمنة على مدينة الباب التي يسيطر عليها التنظيم بعملية التفافية من ريف حلب الشرقي إلى الشمالي الشرقي.
وبحكم التطورات العسكرية الأخيرة باتت مارع و13 قرية أخرى مطوقة من لجان الدفاع الشعبية إذا تمكنت من السيطرة على كلجبرين لكن العمليات العسكرية ستسير نحو تقدمها صوب إعزاز المعقل الأخير للتنظيمات المسلحة مع بلدة مارع في ريف حلب الشمالي، وهو ما يفسر إعلان مساجد إعزاز النفير العام لمنع سقوطها بالتزامن مع استمرار الجيش التركي في قصف مواقع لجان الدفاع الشعبية في تل رفعت ومنغ ومطارها العسكري وفي مرعناز ودير جمال وعين دقنة ومحيط مدينة عفرين ومدخل إعزاز لليوم الرابع على التوالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن