دول النفط العربية أصبحت أكبر سوق لشراء الأسلحة الأميركية؟!
| تحسين الحلبي
يعرف جميع العرب والعالم أن أموال العرب النفطية المتوافرة منذ عشرات السنين تزيد على أموال معظم الدول ويعرف الجميع أن أموال اليهود والصهيونيين كبيرة جداً لكنها لا تبلغ نسبة 10% من أموال العرب النفطية ومع ذلك يستثمر يهود أميركا وأوروبا جزءاً من أموالهم في إسقاط هذا الرئيس الأميركي أو ابتزازه ويشترون وسائل إعلام عالمية بلغات كثيرة ويسيطرون على حركة الخطاب السياسي ومضمونه وأهدافه في دول كبرى ويهددون فيه كل من يعرض مصالحهم للخطر وسر كل هذا الاستخدام للمال الصهيوني أنه حرّ يملكون ويتحركون فيه كما يشاؤون أما أموال نفط العرب فليس في مقدور مليون منها أن يدخل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ليعوض عائلات فقدت أبناء صغاراً شهداء وهدم الاحتلال منازلها وسر هذا العجز أو الصمت هو أن أموال نفط العرب فرضت عليها واشنطن ألا تتحرك أو يجري إنفاقها إلا على قتل العربي لأخيه العربي وليس لنجدة عائلات شهداء فلسطينيين يقاتلون المستوطنين الذين يسلبون أراضيهم بالصدور والحجارة؟! فحسابات أموال نفط العرب تحتلها الإدارات الأميركية وتسخرها للمصالح الاستراتيجية الأميركية التي تتبنى ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي والتنكر لأدنى حقوق شعب فلسطين فيما تبقى له من أرضه ووطنه التاريخي وفي الوقت نفسه تدخل نسبة كبيرة من هذه الأموال إلى الخزينة الأميركية بعد بيع الأسلحة الأميركية لدول النفط من أجل شن الحروب العربية العربية مثلما جرى في الحرب العراقية- الإيرانية وحرب الخليج لتحرير الكويت والاحتلال الأميركي للعراق (2003) وحروب (الربيع العربي) الداخلية وحرب السعودية على اليمن.
يكشف (أنتوني كوردسمان) من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة تحت عنوان: «النفقات العسكرية ومبيعات السلاح لدول الخليج 28/4/2015» أن واشنطن كان يهمها استمرار حالة عداء عربية خليجية ضد إيران والعراق لكي تبيع أسلحة بمئات المليارات من الدولارات منذ إسقاط شاه إيران حتى الآن لدول الخليج.. وتستشهد هذه الدراسة بأرقام ورسم بياني يظهر منه أن السعودية أنفقت على شراء الأسلحة منذ عام 1997- حتى عام 2012 ستة أضعاف ما أنفقته إيران بل إن الإمارات العربية المتحدة أنفقت بنفس الفترة ضعف ما أنفقته إيران (يذكر أن عدد السكان الإماراتيين هو 1.5 مليون فقط مقابل (79) مليون إيراني) وبشكل عام أنفقت دول الخليج مجتمعة على شراء الأسلحة بنسبة تسعة أضعاف ما أنفقته إيران؟!
ويكشف مركز الأبحاث الأميركي أن دول الخليج أنفقت بموجب الأوراق الرسمية الأميركية مئات المليارات خلال السنوات العشرين الماضية على شراء الأسلحة وأنه أكبر أسواق بيع السلاح الأميركي أصبح في منطقة الشرق الأوسط لدول الخليج إلى حد لم يسبق له مثيل.. وأصبحت السعودية ثاني أكبر مستورد للسلاح في العالم خلال الأعوام (2011 – 2014) بموجب تقرير معهد الأبحاث الدولي للسلام في (استوكهولم) وبهذه الطريقة تتحول أموال النفط العربي إلى ذخائر وقذائف وطلقات وصورايخ لم تستخدم في المنطقة إلا ضد شعوب المنطقة بدءاً من الحرب العراقية – الإيرانية واستمراراً لحروب (الربيع العربي) التي لم تنته حتى الآن.
والسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل توافق إسرائيل التي تحتل وطناً فلسطينياً وتشرد شعبه على بيع كل هذه الأسلحة لو لم تكن متأكدة من أنها لن تستخدم لاستعادة حقوق العرب في فلسطين؟ لقد لاحظت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية قبل أيام أن موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن أن الحل المطلوب فرضه على المنطقة هو تقسيم سورية بشكل خاص وأن إسرائيل تسعى لإيجاد تحالف مع عدد من الدول العربية لمجابهة إيران؟!
من خلال هذه التصريحات العلنية يصبح كل سكوت على إسرائيل ومخططاتها شكلاً من أشكال تدمير وتجزئة العالم العربي إلى قبائل ومذاهب وطوائف ويعيدها إلى مرحلة الجاهلية وبما يمهد الطريق لتوسع إسرائيلي لم تعهده المنطقة منذ غزوات الفرنجة لكن هذه الأحلام الإسرائيلية وصمت النظام الرسمي عليها لا يمكن أن تمر على العالم العربي ودول المنطقة ولا على الحلفاء الدوليين لدول وأطراف محور المقاومة الذين يحققون يومياً مزيداً من المنعة والحصانة لحماية المنطقة وإحباط المخطط الأميركي – الإسرائيلي.