شؤون محلية

«دواجن» بلا أجنحة

| محمود الصالح 

يوماً بعد آخر تتفاقم أزمة الدواجن في البلاد نتيجة غياب التخطيط الإستراتيجي لهذه الصناعة المهمة في الاقتصاد الوطني من جهة وفي حياة المواطن من جهة أخرى.
شهد قطاع الدواجن في البلاد تراجعاً مرعباً وخصوصاً في القطاع العام حتى وصل الأمر ببعض المعنيين بهذه الصناعة إلى التحذير من انقراضها بشكل نهائي بعد أن كانت سورية قبل هذه الأزمة من أول الدول العربية في صناعة الدواجن.
لقد اعتمدت صناعة الدواجن خلال العقود الماضية على دعم انتشار تربية الدواجن أفقيا بحيث شجعت صغار المربين على امتهان هذه الصناعة وباتت منتشرة في معظم المحافظات.
وعلى الرغم من كل ما يقال عن منعكسات هذه الأزمة لكن لا يجوز أن تبقى الأزمة شماعة نعلق عليها أسباب فشلنا في بعض الجوانب التنموية والخدمية، لأن إيجاد الحلول الصحيحة يتم خلال الأزمات وليس في أيام الرخاء.
المؤسسة العامة للدواجن تعد الذراع القوية للحكومة في هذه الصناعة وقد حظيت خلال السنوات الماضية بتوفير كل ما تحتاج إليها لتكون العمود الفقري لهذه الصناعة والمتدخل الأول في توفير المادة وطرحها بأسعار تناسب دخل المواطن. لكن للأسف وفي أول امتحان لهذه المؤسسة في الأزمة لم تتمكن من تحقيق الغاية الأساسية من وجودها وهي تريد أن تتم معاملتها معاملة القطاع الخاص الذي لا يتلقى الدعم والرعاية والإعفاءات التي تحصل عليها المؤسسة. هذا الحال يضع العديد من إشارات الاستفهام عن الحلقة المفقودة في هذه القضية فبدل أن تشكو المؤسسة من عدم مقدرتها على تأمين حاجة السوق من البيض والفروج يجب أن تعمل بطاقاتها الكبيرة لكسر احتكار التجار لهذه المادة وتوفيرها بأسعار مناسبة فهي تمتلك من الإمكانات الفنية والمالية ما يؤهلها لقول كلمة فاصلة في الأسواق لكن على أرض الواقع لا نجد لها أثراً يذكر وكثيراً ما نجد أسعارها مساوية أو أكثر من أسعار التجار وعند هذه المحطة يجب أن نتوقف ونعيد حساباتنا.
فالمؤسسة يبدو أنها لم تستطع الصمود، لم تصل إلى مرحلة البيض الحقيقي….!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن