ثقافة وفن

أنشطة ومهرجانات وشعر وأدب لسورية نكرسها في الاغتراب … نائب نقيب الصحفيين العرب الأميركيين لـ«الوطن»: للجالية الآن موقف موحد يرى أن ما يحدث مؤامرة

| هيثم يحيى محمد

المغترب العربي السوري في الولايات المتحدة الأميركية الشاعر والإعلامي الدكتور سليمان الصدي يشغل حالياً مهمة نائب نقيب الصحفيين العرب الأميركيين وعضو اللجنة العربية الأميركية للدفاع عن سورية ضد الإرهاب الذي تتعرض له.
هذا المغترب المسكون بحب وطنه الأم سورية والذي يدافع عنه بالقول والفعل في بلاد الاغتراب قام في الفترة الأخيرة بزيارة دمشق ودرعا واللاذقية وطرطوس وخلال هذه الزيارة التي تتكرر سنوياً أجرينا معه حواراً تناولنا فيه قضايا في عالم الاغتراب والسياسة والوطن وما تتعرض له سورية.. وفيما يلي التفاصيل:

بداية نود أن نعرّف القرّاء أكثر على الأديب والإعلامي د. سليمان الصدي.
أنا سوري بامتياز من مواليد مدينة إزرع بمحافظة درعا، حصلت على الثانوية العامة، وغادرت البلد علم 1979، وكان طموحي كبيراً، سافرت لتحقيق طموحي في أن أكون مخرجاً أو صحفياً ليكون لي دور في الدفاع عن بلدي سورية منذ تلك المرحلة، ودرست الصحافة والإعلام في هوليوود، وتابعت دراستي فيما بعد في طريق الدراسات العليا، وخلال وجودي في المغترب كتبت الكثير من المقالات السياسية والفكرية والأدبية في صحف ناطقة بالعربية كصحيفة الانتشار العربي، والأخبار، وبانوراما، وصدر لي كتابان: الأول بعنوان تراتيل لعينيكِ، خواطر اغترابية، والثاني بعنوان من أوراق الحياة: مقالات في الحب وتحديات الرجاء، وقد تم توقيع الكتابين مترافقاً بندوتين نقديتين شارك فيهما أساتذة جامعيون سوريون وعرب في دمشق واللاذقية، وسيصدر لي قريباً رواية بعنوان مكان على الشمس هي سيرتي الذاتية؛ لأني رغبت في أن أؤرخ ما حدث معي في سنوات الغربة الطويلة والقاسية، والتي لا تزال فصولها مستمرة.

تقول إنك سافرت من سورية إلى الولايات المتحدة منذ 1979.. هل كان سبب السفر الدراسة أم الهجرة أم أسباب أخرى؟
بدأت غربتي منذ عام 1975، لكني سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1979 بهدف تحقيق الطموح في أن أدرس الإخراج والصحافة متخرجاً من هوليوود، ودرست في معهد كولومبيا للإخراج، وتخرجت فيه عام 1986

الجالية مشتتة الآن
كيف وجدت الجالية السورية بشكل خاص والعربية بشكل عام هناك؟ وهل تلعب دوراً فاعلاً تجاه ما تتعرض له أوطانها الأم أم أنها ضائعة ومشتتة كما هي الحال في أوطانها؟
الحقيقة أن الجالية العربية والسورية الآن مشتتة، أما في المرحلة السابقة فكان لدينا النادي العربي الأميركي الذي يضم كوادر من الدول العربية كلها، وكان نادياً للعرب جميعهم وكان متألقاً جداً يدافع عن القضايا العربية، كنا يداً واحدة، وصوتاً واحداً رغم الاختلاف في الآراء والانتماءات الحزبية والسياسية، أما الآن وبعدما حصل في سورية فقد تشتت الجالية العربية السورية بسبب النزاعات، وأخذ كل فرد موقفاً، وبصراحة لا يعرف السوري أين يقف. ولكن على الرغم من الخلافات كلها حافظنا على أشياء مثل نقابة الصحفيين العرب الأميركيين، وأسسنا اللجنة العربية للدفاع عن سورية، ونقابة الصحفيين عمرها أكثر من خمس وعشرين سنة، وكانت سابقاً متوهجة بالنشاطات، وكان مسؤولون أميركيون يحضرون نشاطاتنا، وكانت نشاطات النقابة متنوعة بين محاضرات فكرية وسياسية وأدبية، ومهرجانات الشعر التي حافظنا عليها إلى اليوم، وكانت تتم دعوة ناشطين في المجتمع الأميركي والعربي لإلقاء محاضرات عن الأوضاع منذ حرب العراق إلى الآن.
وفي ظل الأزمة السورية لا نزال نقوم بالنشاط نفسه، فننظم لقاءات نحلل فيها ما يجري في سورية، وندعو محاضرين ممن يناصرون الوطن، ويفهمون أن ما يجري على ساحته لا علاقة له بمطالب شعبية للحرية والديمقراطية، إنما هو مؤامرة صاغتها أذرع شيطانية بهدف خراب سورية.
وتقوم لجنة الدفاع عن سورية بمسيرات ضد أي قرار يمس السيادة السورية، وننظم محاضرات، ونشاطات فكرية سياسية تتحدث عن آخر المستجدات على الساحة السورية، كما قدمت اللجنة بعض المساعدات المادية لبعض السوريين المحتاجين والمتضررين من الحرب.

صوت حقيقي لسورية في الخارج
أنت عضو في اللجنة العربية الأميركية للدفاع عن سورية ماذا فعلت هذه اللجنة-إضافة لما ذكرت- في إطار تحقيق الأهداف التي أحدثت من أجلها (الدفاع عن سورية) في هذه الحرب العدوانية الظالمة التي تتعرض لها منذ /5/ سنوات؟
لقد أُحدثت اللجنة ليكون هنالك صوت حقيقي لسورية في الخارج، توجد هنا معارضة سورية، ونشاطاتنا صوت توضيحي في وجه المعارضة وغيرها ممن يشككون في أهداف الحرب، ووجه كل من يريد المساس بسورية، ولا توجد لديه رؤية واضحة عن حقيقة الأحداث فيها.
كما نعمل على توعية الشعب الأميركي حول ما يجري، فالواقع الذي تعيشه سورية يختلف تماماً عما يبثه الإعلام العربي أو الأميركي، هدفنا شرح ما يحدث للأميركي، وإفهامه أن ما يجري الآن صورة عما جرى في نيويورك عام 2001، الأدوات نفسها، والأسلوب نفسه، لكن اختلف المكان.
كما أرسلنا وفداً إعلامياً إلى سورية برئاسة السيد رمزي كلارك وزير العدل الأميركي السابق، وكانت معه السيناتور سينتياماكّين وهدف الزيارة معرفة حقيقة الأحداث في سورية عن كثب، وقد التقى الوفد شخصيات سورية مهمة أبرزها السيد الرئيس بشار الأسد، واطلع منه شخصياً على تحليل للحرب السورية.

لا تنسيق مع الخارجية السورية
وهل هناك تنسيق وتعاون بينكم وبين الخارجية السورية وبعثاتها ومع وزارة الإعلام السورية في إطار عملكم ودفاعكم لنقل الحقائق للجالية عندكم وللشعب الأميركي؟
في الحقيقة لا يوجد تنسيق، لكن اللجنة العربية للدفاع عن سورية دعت الدكتور بشار الجعفري قبل ثلاث سنوات لإلقاء محاضرة عن الوضع السوري، وكان الحضور كبيراً جداً ومميزاً، وهنالك أميركيون بين الحضور. ونتمنى أن نحظى باستضافة بعض الشخصيات المهمة والملمة بالوضع السوري؛ فهذا أمر يدعمنا، ويزيد من صلابتنا أمام الأطراف المعادية.

وما الدور الذي تقوم به نقابة الصحفيين العرب الأميركيين في هذا المجال وغيره من المجالات التي تهم الحق والعروبة؟
لدينا اجتماع شهري، وندوة شهرية يقدم فيها محاضِر من أي دولة عربيه زارها الربيع الدموي، منهم من يتكلم عن الوضع في ليبيا أو تونس أو مصر أو سورية، وتدور جلسة حوار بعد كل محاضرة تثري أفكارها، وتضيء جوانب كانت خفية.

الإرهاب خطر على أميركا
بعد /5/ سنوات من الحرب على سورية كيف تنظر جاليتنا والشعب الأميركي لما يجري في سورية؟ ترى هل عرفوا حقيقة ما نتعرض له من إرهاب وقتل وتدمير وتخريب أم إنهم مازالوا يظنون أن الأمر عبارة عن مطالب شعبية للحرية والديمقراطية والعدالة.. الخ؟
كلّ من شاهد مشاهد قطع الرؤوس وأكل الأكباد توضحت لديه الصورة. وحقيقةً قسم كبير من الأميركيين المثقفين وجاليتنا العربية أدرك الآن أن هذه الحرب ليست حرب مطالب شعبية، وأيقنوا أن هنالك مجموعات إرهابية تريد تخريب سورية، وهذه المجموعات خطر على أميركا نفسها، وتجب محاربتهم. هؤلاء أنفسهم يتمنون محاربة داعش في سورية، ويرون أوباما متردداً، ضعيفاً، غير جاد بسعيه في هذه الحرب، وقد التقيت شخصياً مجموعة من الإعلاميين الأميركان الذين أدركوا أن المشكلة في سورية ليست مشكلة مطالب شعبية.
أما جاليتنا السورية ففي بداية الأزمة السورية كانت الصورة مشوشة لديها، لكنّ لمعظم الجالية الآن موقفاً موحداً يرى أن ما يحدث في سورية مؤامرة باستثناء قلة قليلة.

وقف إمداد الإرهاب
برأيكم ما متطلبات إنهاء الحرب على سورية من جميع الجوانب؟ وهل ترى أن القوى الإقليمية والدولية المعنية جادة في الحل السياسي وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة؟
أعجبني جداً هذا السؤال المهم، وأرى أن أهم متطلب قطع الإمداد المادي والعسكري من الدول الإقليمية لهذه المجاميع الإرهابية، لأن هذه الدول شريكة في المؤامرة على تدمير سورية. ومن بدأ الحرب لا يردها أن تنتهي، وغايتهم أن تستمر الحرب لما فيها من مصالح للدول الإقليمية راعية الإرهاب.
الدول المعنية بالأزمة السورية ليست جادة في الحل السياسي؛ لأن الحل السياسي مرتبط بالتمويل، والدول الإقليمية تريد تدمير سورية لأن سورية القوية الصامدة تشكل خطراً عليها، وليس من مصلحتها أن تحلها سياسياً إلا على هواها، وشرط تنحية الرئيس دليل على أن هذه الدول لا تريد حلاً سياسياً، والسعودية التي تعلن من جينيف على لسان الجبير وزير خارجيتها أنها لن تتوقف عن دعم المعارضة لا تريد حلاً سياسياً. الذي يريد حلاً سياسياً لا يذهب بشروط مسبقة، فهذا نسف لمبدأ الحوار.

القرار ليس للمعارضة بل للأميركيين
وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية ما تقييمك لموقف الرئيس أوباما وفريقه من الأزمة في سورية وهل يمكن أن يضغط فعلاً على كل من السعودية وتركيا وقطر لفرض الحل السياسي وفق ما يريده الشعب السوري.. أم العكس هو الصحيح؟
أوباما والإدارة الأميركية يمكن أن يؤدوا دوراً مهماً في الضغط على الدول الداعمة للإرهاب؛ لأن هذه الدول ليست أصحاب قرار، والقرار للأميركيين ومجموعتهم، والدليل فرض كيري حضور مؤتمر جنيف على المعارضة، وأحياناً ترخي الحبل، فتعطيهم حيزاً يتصرفون على أساسه، يتوهم أي شخص من يرى أن السعودية لها دور في اتخاذ قرارات بشأن الأزمة السورية أو العربية، لا يمكن إلا أن ترجع إلى الإدارة الأميركية، وأوباما يريد حلاً للأزمة السورية قبل انتهاء مدة ولايته العام القادم ليسجل في تاريخه السياسي أنه ترك علامة فارقة.

ما رأيك بجينيف3؟
أرى أن مؤتمر جينيف مشروع فاشل، وأن المعارضة الذاهبة إليه ستعود كما ذهبت، ولا أعول إلا على الجيش السوري البطل، وقد سألت أحد معارضي الداخل ماذا تفعلون حين تذهبون إلى روسيا؟ فقال لي لا نفعل شيئاً، نشرب قهوة وشاياً ونعود بلا جواب، وهذا ما سيحصل مع المعارضة في جينيف وتبقى الكلمة الحاسمة للجيش السوري البطل وقيادته الحكيمة.

سنبقى شوكة في عيون الأعداء
كلمة أخيرة تودّ قولها؟
إننا هنا في المغترب وفي اللجنة العربية للدفاع عن سورية ونقابة الصحفيين العرب الأميركيين نبذل جهوداً فردية، واجتهادنا شخصي لأن دافعنا حب الوطن، وله حق علينا أن ندافع عنه بكل الطرق والإمكانات المتاحة، وسنبقى شوكة في عيون المتآمرين على سورية التي أحبها الله، فنحن سند لهذا البلد المبارك، وفخر لنا أن الدم السوري يسري في عروقنا، فإن تواصلنا أو لم نتواصل فإننا سنحافظ على هذا الخط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن