شؤون محلية

إنذار زراعي… الكمون ينافس القمح في الحسكة!!

| الحسكة- دحام السلطان

زراعة الحسكة اليوم التي لم تكتفِ بأنها قد تدهورت وانحسر منسوب مستوى خطتها الزراعية البيانية- بل تغيّرت هويتها اليوم وانحرفت عن مسارها الصحيح نتيجة لغياب حجم المحاصيل الإستراتيجية بالشكل الصحيح عن الساحة الزراعية، في ضوء زحف وهجوم زراعة المحاصيل العطرية وعلى رأسها محصول الكمون بشكل مخيف ومثير للدهشة والغرابة، لتحل تلك المحاصيل محل محصولي القمح والشعير بشكل صريح..! نتيجة للمغريات التي قدّمها العرّابون الجدد الذين تبنّوا زراعة المحصول الذي يعتبر جديداً نوعاً ما لملاّكي الأرض، بعد أن أصبحوا بلا حول ولا قوة وتحت رحمة مغريات أولئك العرّابين من أصحاب نفوذ المال، بعد أن استطلعت «الوطن» آراء بعض الفلاحين وخرجت منهم بالمقولة الشهيرة (الغرقان يتعلّق بقشاية)..! بعد أن غابت عنهم اليوم الحالة التعاونية عن المصارف الزراعية التي أصبحت تسيّرها قرارات مركزية مشروطة، تفرض إلزامية تسديد ما يترتب على الفلاح والمزارع المدين للمصرف من ذمم مالية تجاهه، عملاً بما يُسمى بـ(حُسن النية) مابين الفلاح والمصرف الذي لا يجد خبزه اليومي، فكيف له أن يقوم بتسديد النسبة المالية المخصصة لحُسن النية عنه كأصالة، وكفالة بخصوص المرتبطين معه في الدين، لتكون لديه القدرة على تأمين البذار والسماد (الغائب) وأجور الفلاحة والزراعة ووو…… ومن السوق السوداء حصراً..!! وتستمر المشكلة بين الفلاح والمصارف التي تحتاج هي الأخرى إلى دراسة طويلة ودقيقة ومتأنية ولا يمكن حلها بالشكل الحالي المعمول به في قوانين المصارف الزراعية الآن، والتي من المفترض أن تكون تعاونية وبحجم الأزمة في ضوء عجز الفلاح..! في الوقت الذي أشار فيه محافظ الحسكة المهندس محمد زعال العلي في أكثر من مناسبة، إلى موضوع تلك الديون المترتبة على فلاحي المحافظة التي تصل إلى أكثر من 40 مليار ليرة سورية ولا إمكانية إلى تسديدها من قبلهم، ولا يمكن حلها إلا بموجب قرار سيادي مركزي لمعالجتها وإعفائها.
وبيّن مدير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس عامر سلو حسن: أن موعد بذار محصول الكمون يكون في بداية النصف الثاني من شهر شباط، ويُحصد في مطلع شهر أيار أي قبل حصاد محصول الشعير، وعمره الزراعي يصل إلى نحو 40 يوماً، وهو لا يحتاج إلى مياه كثيرة لأن أغلب زراعته بعلية، ويمكن أن يُزرع في المناطق الجافة ليكون مروياً بالرذاذ وفي تربة زراعية غير حجرية حتماً، يتراوح عمقها بين 25-40سم وحاجة الهكتار الواحد من البذار تصل إلى 300كغ، ويتراوح إنتاجه بين 250-1000كغ، حيث يصل سعر الكغ من البذار ما بين 600-700 ليرة سورية، وسعر مبيعه كمحصول خام ما بين 400-500 ليرة سورية كمحصول (مصفّى) أي بحسب النظافة ما بين 600-800 ليرة سورية، علماً أن حساسية النبتة عالية جداً للإصابة بالأمراض الفطرية واللطخات الحرارية إضافة إلى تأثرها بالصقيع خلال فترة الإزهار في النصف الثاني من شهر نيسان، وبالأمطار كذلك أيضاً والمحتمل هطولها في بداية شهر أيار أثناء نضوج المحصول الذي يُحصد يدوياً ومن ثم يُدرس آلياً بالحصادة، وهذه المعطيات جعلت الفلاح يقبل بتلك المغريات التي تُقدّم له كمالك للأرض، عندما يأخذ نسبة صافية من الإنتاج ودون تبعات ترتبط به لتتراوح بين 25-35% لأن المحصول بعد حصاده وشرائه من الفلاح بسعر مغر هو ما يدفعه إلى ذلك، على عكس سعر محصولي القمح والشعير اللذين يحتاجان إلى كلف وأثمان مرتفعة وبمردود ربحي أقل، قياساً على ما يصله من وارد الكمون والنباتات العطرية والطبية الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن