انتحاري يقتل 13 على الأقل في معسكر للجيش اليمني.. وتنظيم «داعش» يتبنى
اعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الأربعاء أن السعودية التي تقود تحالفا عربياً في اليمن، ملزمة بحماية العاملين في المنظمات الإنسانية فيه، وذلك في أعقاب طلب الرياض من الأمم المتحدة إبعاد هؤلاء عن مناطق الحوثيين.
وقالت هيومن رايتس في بيان لها أمس: إن «التحذيرات السعودية للمنظمات الإنسانية لمغادرة مناطق المعارك المحتملة في اليمن غير كافية»، معتبرة أن هذه التحذيرات «لا تعفي التحالف الذي تقوده السعودية من التزاماته القانونية بحماية العاملين والمنشآت الإنسانية من الضربات».
ونقل بيان المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، عن المدير القانوني والسياسي فيها جيمس روس قوله إن «التحذير ليس مبرراً لغارة جوية غير شرعية»، معتبراً أن التحالف لا يمكنه تحميل المسؤولية «لمنظمات إغاثة إنسانية تواجه صعوبة في مواجهة أزمة متزايدة».
وقالت المنظمة إن على الحكومة السعودية: أن «تسحب بشكل علني» طلبها الوارد في رسالة مؤرخة في الخامس من شباط، وأن تعلن «أن التحالف سيتخذ، بموجب التزاماته بالقانون الإنساني، كل الخطوات الممكنة للحد من القتلى المدنيين وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية».
وكانت الأمم المتحدة رفضت الطلب السعودين وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالة الطوارئ ستيفان أوبريان في رسالة للسفير السعودي عبد الله المعلمي إن المنظمات الإنسانية «تقدم مساعدة حيوية وفق المبادئ الدولية المعترف بها وستستمر في القيام بذلك».
وكان المعلمي نقل طلب التحالف «إبعاد المنظمات الإنسانية الإغاثية من المناطق القريبة من قواعد العمليات العسكرية للحوثيين» وحلفائهم، مؤكداً أن التحالف «يحترم واجباته بموجب القانون الدولي ولا يمكن بأي حال تفسيره على أنه تحريض لأي كان لعرقلة المساعدة الإنسانية في اليمن».
وقال أوبريان للسلطات السعودية: إن العاملين الإنسانيين سيستمرون في إبلاغ التحالف بتحركاتهم في الأراضي اليمنية لتفادي استهدافهم.
وأكدت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء ريما كمال الجمعة مواصلة المنظمة مهامها في اليمن.
وبحسب الأمم المتحدة، قتل في اليمن أكثر من 6100 شخص أغلبهم من المدنيين، منذ بدء عمليات التحالف في آذار. كما يعاني نحو 80% من السكان من نقص المواد الغذائية والطبية.
وفي سياق آخر قالت مصادر طبية ومسؤول أمني: إن مفجراً انتحارياً قتل 13 شخصاً على الأقل في معسكر للجيش اليمني تديره حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن الساحلية بجنوب البلاد أمس.
وأعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عن الهجوم وهو الأحدث في سلسلة تفجيرات هزت المدينة وهي ثاني أكبر مدن اليمن منذ أن سيطرت قوات تدعمها السعودية عليها من قوات الحوثي في تموز الماضي.
وأصيب 60 شخصاً على الأقل بجروح جراء الانفجار الذي وقع عند بوابة معسكر رأس عباس في حي البريقة في عدن مستهدفاً مئات المجندين الجدد. وذكر المسؤول أن المعسكر أقيم في الفترة الأخيرة لاستيعاب مجندين لجيش جديد تشكله حكومة هادي لمحاربة الحوثيين.
وقال مسؤولون: إن المفجر كان يرتدي زياً عسكرياً مثل المجندين الجدد ما مكنه من التسلل وسط الحشود من دون رصده.
وقال سكان: إن مئات من المجندين الجدد كانوا يقفون عند البوابة لتسجيل أسمائهم للانضمام للجيش اليمني وإن سيارات الإسعاف شوهدت تنقل الجرحى لمستشفيات في حين طوقت القوات المنطقة. وقال شاهد: إن «الانفجار هز المعسكر بقوة وسُمع من على بعد أميال»، وقال مسعفون في مستشفى قريب إنهم تسلموا 13 جثة ونقل 60 على الأقل من الجرحى إلى مستشفيات أخرى في عدن.
وقال تنظيم «داعش» في بيان نشر على موقع «أعماق» الإلكتروني: إن المفجر كان يرتدي سترة ناسفة فجرها عند بوابة معسكر رأس عباس.
ميدانياً: استشهد 19 يمنياً وأصيب العشرات بجروح في غارات شنها طيران النظام السعودي أمس على محافظات صنعاء والجوف وصعدة وتعز في اليمن.
وذكر مصدر أمني يمني أن 11 يمنياً أغلبيتهم من النساء والأطفال استشهدوا وأصيب عدد آخر إثر غارة لطيران العدوان السعودي على منزل في قرية المهجر بمديرية نهم شمال شرق صنعاء.
واستشهد يمني وزوجته في غارة للطيران السعودي على منزلهما في منطقة ملفاج بمديرية برط المراشي في محافظة الجوف، كما استشهد يمنيان وأصيب خمسة آخرون في غارات على مديرية منبه في محافظة صعدة.
واستهدف طيران النظام السعودي سيارة في مديرية غمر الحدودية ما أدى إلى استشهاد 3 يمنيين كانوا على متنها بينما استشهد يمني وأصيب سبعة آخرون في غارات مماثلة على محافظة تعز.
(أ ف ب- رويترز – سانا)