سورية

قوافل مساعدات تدخل خمس مدن وبلدات.. والهلال الأحمر: تسهيلات الحكومة أعطت انطباعاً بأنها ستكون دورية

| الوطن – وكالات

وسط تسهيلات من الحكومة السورية أعطت انطباعاً بأنها ستكون دورية، تم أمس إدخال قوافل ضخمة من المساعدات إلى عدة مناطق في البلاد، بإشراف الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري. ورحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوصول أي مساعدات إنسانية للمحتاجين.
وفي اتصال هاتفي أجرته معه «الوطن» عصر أمس، قال عضو الفريق الإعلامي في الهلال الأحمر مهند الأسدي: «إن القوافل تضم أكثر من 100 شاحنة وتم إرسالها بإشراف من الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري»، وتحمل الشاحنات على متنها أغذية عالية الطاقة وسللاً غذائية وطحيناً وأدوية متنوعة.
وأوضح الأسدي أن 18 شاحنة مع فريق طبي تم إرسالها إلى بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب الشمالي، و50 شاحنة مع عيادة متنقلة إلى مدينة الزبداني وبلدة مضايا بريف دمشق الشمالي الغربي، و35 شاحنة إلى مدينة المعضمية بريف دمشق الغربي.
وقال «التسهيلات المقدمة من الحكومة السورية تعطي انطباعاً بأن هذه القوافل ستكون بداية لقوافل إغاثية دورية لتلك المناطق».
من جانبها قالت لـ«الوطن» رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية، السيدة ماريان غاسر المتواجدة حالياً في حلب: إن اللجنة الدولية «ليست جزءاً من هذه العملية» الجارية حالياً. وأضافت غاسر عبر مترجم: «نحن نرحب بأي وصول للمساعدات الإنسانية للمحتاجين». ومساء أمس أوضح الأسدي أن قافلة مساعدات دخلت معضمية الشام وهي «عبارة عن 35 شاحنة تقل 8800 كيس طحين و4400 حصة غذائية بالإضافة إلى أغذية عالية الطاقة وأدوية متنوعة ومعدات ولادة طبية».
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو: إن المساعدات ستصل إلى 93 ألف شخص. وأضاف: «لدينا مساعدات لحوالي 30 ألف شخص دخلت مدينة المعضمية. وتصل اليوم مساعدات تكفي مدة شهر إلى 42 ألف شخص في مضايا وبقين وحوالي ألف شخص في الزبداني، وتزامنا يتم إدخال مساعدات إلى كفريا والفوعة تكفي 20 ألف شخص». من جهته، أورد الهلال الأحمر العربي السوري أن عيادة نقالة دخلت مضايا.
من جهتها قالت مصادر إعلامية مرافقة لقافلة المساعدات التي توجهت إلى الزبداني ومضايا لـ«الوطن»: إن القافلة «بدأت بالدخول»، لافتة إلى إدخال المساعدات إلى جميع تلك البلدات والمدن يتم بالتزامن ما يعني أن القافلة التي تم إرسالها إلى الفوعة وكفريا بدأت بالدخول أيضاً.
وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء ردت دمشق على تصريح لموفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مؤكدة ألا يسمح له «اختبار جدية سورية» بل هي من عليها اختبار «صدقيته». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن «الحكومة السورية لا تسمح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سورية في أي موضوع كان».
وكان دي ميستورا صرح الثلاثاء إثر لقاء جمعه بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير المغتربين وليد المعلم في دمشق أن «من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية»، مضيفاً «غداً سوف نختبر ذلك، وسوف نكون قادرين على التحدث أكثر حول هذا الموضوع».
وقال المسؤول في الخارجية السورية بدوره: إن «الحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي الذي دأب منذ بداية عمله على الكلام في وسائل الإعلام بما يناقض تماما ما جرى في الاجتماعات المشتركة مع الحكومة السورية».
وأكد أن «إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة من قبل الإرهابيين هو التزام الحكومة المستمر منذ سنوات تجاه شعبها ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باجتماعات جنيف أو ميونيخ أو فيينا أو بأي جهة كانت». وتابع المسؤول «لسنا بانتظار أحد أن يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا وأما ما صرح ويصرح به دي ميستورا حول اختبار جدية الدولة السورية فلا علاقة له بالدقة أو الموضوعية ولا يمكن وضعه إلا في سياق إرضاء جهات أخرى».
وأمس قال ستيفان دي ميستورا، لـ«شبكة CNN» الإخبارية الأميركية: إن الشعب السوري يريد أن يرى أن «ما يُجرى مناقشته في فيينا وميونيخ وجنيف، يُحدث فرقاً في حياتهم على الفور».
وقال دي ميستورا: «النتيجة النهائية يجب أن تكون وقف أعمال العنف. لا تحاصر الأحوال الجوية السيئة الشعب، إنه محاصر من قبل بشر يخوضون حرباً رهيبة، وبالتالي فإن وقف أعمال العنف أمر بالغ الأهمية، ولكن من أجل التوصل إلى نهاية لهذا الصراع، عليك أن تكون قادرا على الحصول على الطعام والدواء».
وأعلن ميستورا أنه يتم إيصال الإغاثات إلى ست أو سبع بلدات محاصرة في «اختبار» لما نُوقش في ميونيخ. وتابع: «أولاً، حجم المساعدات.. هل نحن قادرون على الوصول إلى أكبر عدد من الناس في الأيام والساعات القليلة المقبلة في ستة أو سبعة مواقع، تشمل تلك المحاصرة من قبل الحكومة والمعارضة؟»
واستطرد ميستورا، قائلاً: «ثانياً، هل سيكون الوضع كالمعتاد، حيث نواجه العديد من العثرات والضوابط والكثير من البيروقراطية والعديد من الإضرابات أم سيختلف الأسلوب؟.. وأود أن ألقبه بـ«أسلوب ميونيخ»، هذا سيكون الاختبار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن