سورية

مارع تنتظر انتهاء مهلة مبادرة تسليمها و«الشامية» ترفض … مدعومة من الجيش .. «حماية الشعب» تتقدم في أكثر من محور داخل حلب لحصار مسلحيها.. وسلاح الجو يقضي على 70 إرهابياً

| حلب- الوطن

كثف الطيران السوري دك مواقع تنظيم داعش الإرهابي في أرياف حلب ليقتل 70 إرهابياً، فيما تقدمت «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، مدعومة بغطاء ناري وفره لها الجيش العربي السوري في أكثر من محور داخل مدينة حلب، ما حرك جبهات القتال فيها بعد هدوء وتوازن «ستاتيكي» طويل وأنذر بتغيير خريطة السيطرة بما يغلق خطوط إمداد المسلحين الذين باتوا محاصرين تقريباً.
قائد ميداني في «حماية الشعب» أكد لـ«الوطن» أن الوحدات سيطرت على المشروع الثاني من السكن الشبابي وكتل أخرى فيه مع جامع السكن على مشارف حي بني زيد وعلى التخوم الشمالية للمدينة وبمحاذاة طريق الكاستيللو الوحيد المتبقي لمسلحي الأحياء الشرقية فيها، الأمر الذي أدى بشكل فعلي إلى قطع آخر طريق إمداد لهم نحو الريف الشمالي والحدود التركية برصد أجزاء مهمة من الطريق.
وأكد المصدر أن تقدم الوحدات ما كان ليتم لولا الإسناد المدفعي والصاروخي الناري الكثيف للجيش العربي السوري والذي ساهم فيه أيضاً سلاح الجو المشترك السوري والروسي والذي استهدف بغارات عديدة مراكز وتجمعات مسلحي فصائل المعارضة المسلحة و«جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، والمتمركزة في مواقع عدة.
وتأتي أهمية السكن الشبابي بمتاخمته لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية وجزء من بني زيد والذين تتمركز فيهم تشكيلات ما يسمى «الفرقة 16 مشاة» وفصيلها الرئيسي لواء «شهداء بدر التابع لعائلة خالد حياني الذي أسسه وقتل برصاص الجيش السوري قبل أكثر من عام. وللفصيل الدور البارز في قصف أحياء حلب الغربية الآمنة بقذائف الهاون واسطوانات الغاز المنزلية الملغمة على مدار السنوات الفائتة، ما تسبب بمقتل وجرح الآلاف منهم وتدمير ممتلكاتهم.
وأوضح المصدر أن «حماية الشعب» نجحت في التقدم في أجزاء من أطراف حي بني زيد تحت غطاء من الدك المدفعي المتواصل من الجيش وعلى مدار ساعات، كما بسطت نفوذها على قسم من حي بستان الباشا، الذي يطلق مسلحوه حمم قذائفهم نحو أحياء شمال غرب مركز المدينة بشكل مستمر، على الرغم من استقدام تعزيزات من مقاتلي حركة «أحرار الشام الإسلامية» إلى جانب مسلحي الكتائب التركمانية والممولة والتابعة مباشرة من الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان.
ومن المواقع الحيوية التي تكللت هجمات «حماية الشعب» بالسيطرة عليها مدرسة الأخطل وجامع صلاح الدين بحي ‏الأشرفية وجامع صلاح الدين المشرف بشكل مباشر على حي بني زيد ومشفى حنان في الجزء الشمالي الغربي من حي الشيخ مقصود الذي تتخذ الوحدات منه مقرات لها في قسمه الشرقي وتسعى لمد نفوذها فيه إلى القسم الشرقي والجزء المتاخم من حي بستان الباشا حيث يتمركز مقاتلو «النصرة» ويدأبون على إطلاق القذائف على سكان الشيخ مقصود ومعبره الوحيد المفتوح بين مناطق سيطرة المسلحين وأحياء سيطرة الجيش العربي السوري.
في غضون ذلك ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن بياناً أصدره ما يسمى «المجلس العسكري لجيش الثوار» بحلب اعتبر أن مدينة حلب وريفها «منطقة عسكرية بالكامل» بعدما حوصرت قواته «المرابطة في حي بستان الباشا» بين «قوات النظام وبين الفصائل المبايعة للقاعدة» والتي اعتبرها «فصائل عار على الثورة»، وطلب منها «التنحّي جانباً وفك ارتباطها بالنصرة» مهدداً بـ«عواقب وخيمة» إذا لحق الأذى بقواته، واعتبار «أي مصلحة أو قوّة أو محور أو آلية ضمن ما حددناه في المنطقة تتبع للقاعدة ومن يعمل بصفّها وتحت إمرتها هدفاً مشروعاً لنا غير قابل لنقاش أو تفاوض».
وفي ريف حلب الشمالي واصل الجيش عمليته العسكرية الهادفة إلى تطهير مساحات أوسع منه حيث أمن محيط بلدتي مسقان واحرص اللتين سيطر عليهما خلال الأيام الثلاثة الفائتة جنوب شرق بلدة تل رفعت، كما كثف نيرانه من قرية الطامورة نحو بلدة حيان الساقطة نارياً بغية اقتحامها، وفق مصدر ميداني لـ«الوطن».
كما تابعت «وحدات حماية الشعب» إلى مسافة أقرب من بلدة مارع، معقل لواء التوحيد الاخواني، والمحاصرة تقريباً من معظم الجهات في انتظار الهدنة التي وعدت بها أهالي البلدة الذين يقومون بمبادرة مع مسلحيها لخروجهم وتسليمها للوحدات من دون قتال، بحسب مصدر مسؤول في «حماية الشعب» لـ«الوطن» والذي لم يحدد فترة انتهاء المهلة لكنه أبدى اعتقاده بفشل مساعي المبادرة الأهلية بسبب رفض مسؤولي «الجبهة الشامية» في البلدة الخروج منها، بموجب تصريحات إعلامية لبعضهم.
من جانبها نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري أن الطيران الحربي في الجيش العربي السوري نفذ خلال الساعات الـ24 الماضية «طلعات مكثفة على أوكار لإرهابيي داعش في مدينة الباب وقرى جب غبشة واعبد وصوران وتل علم ودير قاق وسرجة والزعلانة شمال شرق مدينة حلب» بنحو 30 كم، موضحاً أن الغارات «أسفرت عن مقتل 70 إرهابياً وإصابة 70 آخرين إضافة إلى تدمير عدد من الآليات والمقرات الرئيسية للتنظيم التكفيري في المنطقة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن