سورية

تقرير: انكسار داعش سيبدأ من الرقة

| وكالات

بعد تعرض تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، إلى ضائقة مالية خانقة دفعت به إلى خفض رواتب مقاتليه إلى النصف، بدأت تقارير صحفية تتحدث عن أن انكساره سيبدأ من مدينة الرقة.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن صحيفة «تلغراف» البريطانية أنها ألقت الضوء على مسألة معاناة التنظيم في الوقت الراهن من عجز شديد في السيولة النقدية، ولا سيما في مدينة الرقة «معقله الإستراتيجي وعاصمة خلافته» المزعومة.
فمنذ استيلاء التنظيم عليها مطلع عام 2014، أصبحت موطناً للكثير من المقاتلين الأجانب الذين وفدوا إليها مع عائلاتهم، نظراً للإغراءات المادية الكبيرة التي كانت تعرض عليهم بهدف «الهجرة» إلى هذه المدينة لتكون محطته الأولى لبسط دولة أنشئت من أجل سفك الدماء.
لكن وبعد مرور عام ونيف، يبدو أن داعش بدأ يتخبط في معقله «الرقة» التي كانت نصراً استراتيجياً لمعركته نظراً لأهميتها البالغة من حيث وجود عدد من آبار النفط، كما أنها تمثل عمقاً استراتيجياً للمقاتلين في مواجهة الخصوم، وقاعدة لإمداد كل المحافظات السورية، كما أنها تقع عند حدود 5 محافظات سورية ولها حدود خارجية مع تركيا، لكن جميع القرائن تدل على أن انكساره سيبدأ من هذه المدينة التي جعلها سيدة المدن التي تخضع لسيطرته، حسب الصحيفة.
وذكرت أن «التنظيم يواجه حالياً صعوبات شديدة في سداد المصروفات بسبب «ضربات قوات التحالف المتوالية»، فضلاً عن تراجع إيراداته منذ الخريف الماضي، بعد قطع إمدادات تمويله، وهو الذي اضطر في يوم من الأيام إلى صك عملة خاصة به، من دون أن تتطرق إلى أن الفضل يعود للضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم من سلاحي الجو السوري الروسي باستهدافهما لمعاقل تواجده وقوافل النفط المسروق الذي كان يشكل جزءاً كبيراً من ميزانيته. وبحسب تقرير تلغراف فإن قادة التنظيم يتخبطون داخل أزمة مالية خانقة قد تنبئ بتفكك داعش واندثاره، إذ أصبح قادة في الرقة يطلبون من سكان المدينة ضرورة سداد فواتير المرافق كالكهرباء والمياه بالدولار الأميركي والذي يتم الحصول عليه من السوق السوداء، بالإضافة إبداء موافقتها بشأن الإفراج عن المحتجزين لديها بعد دفع 500 دولار عن الشخص الواحد. على حين عبر مسؤولون أميركيون عن شعورهم بالتفاؤل إزاء تقلص ثروات التنظيم خاصة بعد الغارة الجوية التي وقعت مؤخراً وأدت إلى تدمير مخازن كان داعش يستخدمها في حفظ كميات كبيرة من الدولارات الأميركية التي يحصل عليها عادة من بيع النفط في الأسواق السوداء عبر وسطاء.
هذه المعلومات الواردة استندت إلى مقابلات مع سكان مدينة الرقة حيث خلص إلى أن المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش تعاني اليوم من تضخم واسع النطاق وعجز في الأموال، فضلاً عن نقص فادح من السلع الضرورية، وارتفاع ناري غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، مع ترشيد الكهرباء جعل التنظيم يجهد في البحث عن بدائل أخرى للحصول على الأموال من بينها ليبيا. وأعرب خبراء مكافحة الإرهاب أن داعش يستميت في البحث عن موارد بديلة ومجانية وليبيا هي غايتهم الآن، لأن ما يحدث بهذا البلد من صراع واقتتال يتلاءم حتماً مع طبيعة النظام الذي يسعى داعش إلى تشييده من جديد، وهو ما يفسر الأخبار الرائجة عن انتقال مقاتلي التنظيم إلى ليبيا في هذه الآونة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن