موسكو ترد على ميركل: إقامة منطقة حظر جوي في سورية يتطلب موافقة الحكومة ومجلس الأمن
ردت الدبلوماسية الروسية على دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إقامة منطقة حظر جوي في سورية، بالتشديد على ضرورة الحصول على موافقة من الأمم المتحدة والحكومة السورية.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس أنه من الضروري الحصول على موافقة من الأمم المتحدة ومن الحكومة السورية لكي يمكن إقامة «منطقة حظر جوي». وقال غاتيلوف حسبما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية: «مثل هذا القرار لا يمكن أن يتخذ من دون موافقة الطرف المعني ومن دون قرار من مجلس الأمن الدولي».
كلام غاتيلوف جاء ذلك رداً على تجديد ميركل دعوتها لإقامة منطقة حظر جوي في سورية. كما وصفت المستشارة الألمانية الوضع الإنساني في سورية بأنه «لا يحتمل».
من جهة أخرى دعت ميركل القادة الأوروبيين إلى «عمل مشترك» بشأن أزمة المهاجرين خلال قمتهم التي تعقد اليوم وغداً، على حين تثير سياسة الانفتاح الألمانية في هذه القضية مزيداً من الانتقادات. وقالت: «يجب أولاً اتخاذ موقف مشترك» وخصوصاً حول مسألة معرفة «كيف نريد حماية حدودنا الخارجية» في مواجهة تدفق اللاجئين.
في سياق متصل قال المستشار النمساوي، فيرنر فايمان: إن الأسابيع القادمة ستحدد مستقبل أوروبا بما يتعلق بأزمة اللاجئين.
وأضاف فايمان في تصريحات صحفية نقلتها الوكالة النمساوية الرسمية أمس: إن الاتحاد الأوروبي «في حاجة إلى رد مشترك لمواجهة الاختبار (أزمة اللاجئين) مثل أزمة اليورو».
وأعرب فايمان، عن توقعه أن تحذو ألمانيا حذو النمسا، في سياستها للتعامل مع هذه المسألة.
هذا وأعلنت وزيرة داخلية النمسا يوهانا ميكل- ليتر أمس أن بلادها لن تقبل سوى 80 طلب لجوء يومياً لإبطاء تدفق المهاجرين على حدودها الجنوبية. وإضافة إلى ذلك، لن تسمح الحكومة سوى بدخول 3200 لاجئ يومياً «يرغبون في طلب اللجوء في دولة مجاورة» بحسب ما صرحت الوزيرة لوكالة آيه بي آيه للأنباء.
ودعت التطورات الأخيرة في الملف السوري وتداعياته المباشرة وغير المباشرة على أوروبا، المسؤولين في بروكسل إلى إدراجه على أجندة لقاء القادة الأوروبيين اليوم وغداً في العاصمة البلجيكية.
وأوضح دبلوماسيون غربيون أنه يتعين على زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد التطرق إلى الملف السوري من الجانبين الإنساني والسياسي.
ورأى مصدر دبلوماسي أوروبي فضل عدم الكشف عن هويته، أن قادة الدول سيبحثون الجهود الدبلوماسية الجارية من أجل إطلاق العملية السياسية في سورية، قائلاً: «سيتم التركيز على الآثار المترتبة على أوروبا من ناحية استمرار تدفق اللاجئين»، وفق كلامه.
ومن غير المستبعد، حسب المصدر نفسه، أن يتم التطرق إلى مختلف جوانب الملف السوري، خلال اللقاءات الثنائية، المقررة أن يعقدها رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، مع عدة زعماء أوروبيين على هامش القمة.
وتتخذ أوروبا من المسار الإنساني منفذاً من أجل تعزيز دورها في البحث عن حل، إذ كانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أعلنت بداية الأسبوع الحالي، أن الاتحاد سيفتتح قريباً مكتباً جديداً له في دمشق يتخصص بتنسيق توصيل المساعدات الإنسانية للداخل السوري.
(أ ف ب- رويترز- آكي- الأناضول)