سورية

تركيا تؤكد أن عدوانها لن يتوقف.. وتطالب بـ«آمنة» تضم إعزاز … روسيا: تنفيذ اتفاق ميونخ بدأ.. وتحركات أنقرة «فوضى عارمة»

| وكالات

اعتبرت روسيا أن تنفيذ اتفاق ميونيخ قد «بدأ»، ووصفت ما يقوم به النظام التركي على الحدود مع سورية بأنه «فوضى عارمة»، بالترافق مع مطالبة مسؤول سابق في حلف شمال الأطلسي «ناتو» بالتعامل بشكل «أكثر شدة» مع تركيا. لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرب عرض الحائط بما تمخض عن الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي بخصوص القصف التركي لأراض في شمال سورية وأعلن، «أن بلاده لا تفكر بوقف القصف على الأراضي السورية»، معتبراً، «أن واشنطن تدعم الإرهابيين في سورية»، على حين أعلن نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان، «أن بلاده تريد إقامة منطقة آمنة بعمق 10 كيلو مترات في شمال سورية تضم إعزاز».
بدوره قال نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيليوف أمس، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم«: «إن اجتماع لجنة وقف إطلاق النار في سورية بمشاركة خبراء روس وأميركيين وكذلك دول أخرى مؤثرة، سيعقد يوم الجمعة المقبلة». وأضاف: «إن تنفيذ اتفاق ميونيخ لتسوية الأزمة السورية قد بدأ»، مشيراً، إلى أن الفريق المكلف إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، قد أجرى أول اجتماعاته وسيعقد يوم الجمعة اجتماعه القادم، مضيفاً: إنه ستتم مناقشة الإجراءات العملية لإيصال المساعدات للشعب السوري.
وتابع: «إنه بالتوازي مع ذلك فإن مسألة تنظيم عمليات إنزال مساعدات إنسانية في دير الزور قيد الدراسة، وإن المنظمة العالمية للغذاء جاهزة للبدء بعملية كبيرة بالتعاون مع شركة طيران روسية».
من جهتها قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مقابلة مع «روسيا اليوم»، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: «إن حقيقة ما تقوم به تركيا الآن يتعدى بالطبع كل الحدود المعقولة وإن ما يحدث على الحدود التركية السورية هو فوضى عارمة».
وأضافت: «إنه وفي ظروف تم فيها اعتماد بيان ميونيخ من المجموعة الدولية لدعم سورية وعلى حين وجهت كل البلدان أنظارها على مسألة الحد من العنف تقوم تركيا بقصف القرى السورية عبر حدودها ونقل الأموال وإرسال الأشخاص والوسائل المادية والمعدات التقنية إلى الأراضي السورية فقط لأنها غير قادرة على تحمل حقيقة أن هذه المناطق تتحرر من الإرهابيين والمتطرفين ومن أولئك الذين رعتهم ودعمتهم لفترة طويلة».
في الأثناء اعتبر المسؤول السابق عن تدريب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق اللواء مايكل باربيرو، في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل بشكل «أكثر شدة» مع تركيا بعد قصف الأخيرة لشمال سورية، وبيّن، أنها عجزت عن مواجهة الممارسات التركية لأنها «لا تريد أن يؤثر التعامل بصرامة مع بعض الحلفاء في التحالف الدولي لضرب داعش».
في الإطار ذاته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونير في مؤتمر صحفي، وفقاً لـ«روسيا اليوم»، «أن واشنطن لا تخطط لإرسال قوات برية إلى سورية»، كما نفى وجود معلومات لدى واشنطن بشأن عزم تركيا نشر قوات برية في سورية، مشدداً، على أن إستراتيجية الولايات المتحدة لا تزال تكمن في توجيه ضربات جوية ودعم قوى محلية.
في المقابل قال أردوغان وفق ما ذكرت وكالة «رويترز«: «إن أنقرة لا تنوي وقف قصف وحدات حماية الشعب الكردية السورية رداً على إطلاق النار عبر الحدود وأضاف: إن على الولايات المتحدة أن تقرر إذا ما كانت تريد مساندة تركيا أم المقاتلين الأكراد».
وتابع: «الولايات المتحدة الأميركية لم توافق على إقامة منطقة حظر طيران (فوق سورية)، إلا أن المقاتلات الروسية تسرح وتمرح هناك، ألسنا حلفاء ونتحرك معًا؟ ماذا حدث حتى تطلبون منا وقف قصفنا لـ«ب. ي. د»، و«ي. ب. ك».
واعتبر أردوغان وفق ما نقلت عنه مواقع إلكترونية معارضة: «إن الولايات المتحدة ما زالت تدعم الإرهابيين في سورية»، في إشارة إلى الدعم الأميركي لحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري المرتبط بحزب «العمال الكردستاني».
وأضاف: «أميركا تصرح في العلن بشيء وتقول شيئاً آخر خلف الأبواب المغلقة، أميركا الآن تتحدث عن منطقة آمنة لكن لا يتم فيها حظر الطيران».
وفي إطار أعمال بلاده العدوانية على سورية، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان، في مقابلة مع قناة «خبر» التلفزيونية، أمس، وفق ما نقلت «روسيا اليوم»، «أن بلاده تريد إقامة منطقة آمنة بعمق 10 كيلو مترات في شمال سورية على خط الحدود مع تركيا، تضم مدينة إعزاز وهذه المنطقة يجب أن تكون خالية من الاشتباكات».
من جهة أخرى قال أقدوغان: «إن أنقرة لا تسعى في الوقت الحالي إلى إجراء عملية برية في سورية»، مضيفاً: «أن تركيا ليست مهتمة بالحرب ولا تسعى إليها».
وذكرت مصادر في مكتب أردوغان، بحسب «رويترز»: «إنه أجرى محادثة عبر الهاتف مع الملك السعودي سلمان، أعربا فيها، عن «قلقهما من الحملة العسكرية التي يشنها الجيش العربي السوري بدعم روسي شمالي حلب». وكررا موقفهما العدواني الذي يمثل أحلامهما واعتبرا، «أنه لا يمكن أن يكون هناك حل للصراع السوري في وجود الرئيس بشار الأسد في السلطة»، وبحثا أيضاً الهجمات التي يشنها «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي على بلدة إعزاز في شمال سورية.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، على لسان المتحدث باسمها بيتر كوك، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء، «أن السعودية عادت للمشاركة في تنفيذ غارات جوية على تنظيم داعش الإرهابي في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لضرب التنظيم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن