سورية

أنقرة تؤكد أنها لن تتدخل من دون قرار أممي أو من التحالف.. كيري في عمان.. وتسريبات عن عملية برية سعودية شرقي سورية انطلاقاً من الأردن..!

| وكالات

وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى العاصمة الأردنية عمان في وقت سربت صحف خططاً لتدخل سعودي عسكري في سورية ينطلق من الأردن، وأعلنت أنقرة أنها لن تتدخل في جارتها الجنوبية عسكرياً، إلا بناء على قرار من مجلس الأمن الدولي أو من بعد اتفاق التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، على إطلاق عملية برية بذريعة التنظيم.
وطرحت الرياض تزويد المسلحين بصواريخ أرض جو من أجل تحييد سلاح الجو السوري، وذلك بالترافق مع إعلان باريس عزمها إجراء دراسة مع برلين بشأن فكرتها «إقامة منطقة حظر جوي في شمال سورية».
وذكر مسؤولون أميركيون أول أمس أن كيري سيلتقي بالملك الأردني عبد اللـه الثاني مطلع الأسبوع لبحث الوضع في الشرق الأوسط. ولم ترد تفاصيل أخرى عن جدول أعمال كيري خلال هذه الزيارة.
ووصل كيري عمان قادماً من لندن، حيث سربت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أنباء عن دراسة السعودية «إمكانية القيام بعملية برية في جنوب شرق سورية بالتعاون مع الأردن».
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادر دبلوماسية وحكومية في الشرق الأوسط، أن السعودية قلقة لأنها باتت تفقد قبضتها على الحرب في سورية بسرعة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على سير المفاوضات حول التسوية السياسية في هذه البلاد. ونقلت عن دبلوماسي في الشرق الأوسط، أن الرياض تعتبر نشر قوة عسكرية في أراضي سورية شرطاً ضرورياً ليس للاحتفاظ بسيطرتها في سورية فحسب، بل وفي واشنطن أيضاً، حيث تخشى من أن تخسر نفوذها على الإدارة الأميركية لتمنعها عن المشاركة في الحرب ضد داعش.
وقال بعض المسؤولين لـ«فايننشال تايمز» إن السعوديين يدرسون إمكانية شن عملية برية ليس في شمال سورية، بل في الجنوب الشرقي قرب الحدود مع الأردن، كما من غير المستبعد أن تشارك قوات أردنية في مثل هذه العملية. وحسب مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى، سبق للأردن أن اقترح العام الماضي نشر قوات خاصة قرب معبر التنف عند الحدود السورية العراقية. وذكر زعماء قبليون في شرقي سورية أن السعوديين سبق لهم أن نفذوا مهمات استطلاعية في هذه المنطقة.
ونقلت «فايننشال تايمز» عن مصادر في المعارضة السورية أن قادة من المعارضة السورية المسلحة اجتمعوا خلال الأيام القليلة الماضية مع مسؤولين عسكريين في أنقرة وإسطنبول وبحثوا خططاً لنشر قوات لـ«التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب» في شمال سورية. لكن وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور أبلغ وكالة الأنباء «سبوتنيك» الروسية، أن التحالف الإسلامي لم يبحث بعد مسألة التدخل البري في سورية.
من جهة أخرى، أوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تسعى إلى «لجم حليفتيها تركيا والسعودية» لكي لا تقدما على عمل عسكري في سورية حال انهيار مساعي إقرار الهدنة. واستبعدت الصحيفة أن تتدخل أنقرة في الحرب في سورية من الاتجاه الشمالي بلا موافقة صريحة من واشنطن.
وفي هذا السياق، أكد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة يشار خالد جَويك أن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سورية إلا في إطار عمل جماعي عبر مجلس الأمن، أو التحالف الدولي الذي تعد تركيا جزءاً منه. وذكرت واشنطن الأسبوع الماضي أن «عملية برية» ضد داعش في سورية ليست على جدول أعمالها أو جدول الأعمال التركي.
وقال جويك في تصريحات للصحفيين إن «أنقرة تفضل حلاً سياسياً للأزمة في سورية»، لكنه شدد على أن «تركيا لن تتردد في ممارسة حقها الذي كفله لها القانون الدولي بالدفاع عن النفس وحماية مواطنيها وحدودها».
وطالبت أنقرة بفرض حظر جوي في شمال سورية وإقامة منطقة آمنة بذريعة حماية المدنيين ومنع تدفق اللاجئين إلى تركيا ومنها إلى أوروبا. وأيدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذه الدعوة. ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في وقت قريب لبحث مسألة منطقة حظر الطيران»، بحسب ما ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مساء الجمعة.
إلا أن السعودية المتحمسة للقيام بأي خطوة في سورية، أعلنت على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير أن «المعارضة السورية المعتدلة» يجب أن تحصل على صواريخ أرض-جو من أجل الدفاع عن نفسها ضد الضربات الجوية.
ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، عن الجبير، قوله: إن هذه الصواريخ سوف «تمكن المعارضة المعتدلة من تحييد طائرات النظام (السوري) وطائرات الهليكوبتر التابعة له». وكرر دعوته للرئيس بشار الأسد بالتنحي، لكي يتيح المجال من أجل إيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ خمسة أعوام. وقال: «الخيار الآخر هو أن تستمر الحرب و(الرئيس) الأسد يتعرض للهزيمة حالياً»، متجاهلاً الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في مواجهة المسلحين في مختلف المناطق السورية.
وأشار الوزير السعودي إلى أن بلاده «مازالت مستعدة لدعم التحالف الدولي في مواجهة تنظيم داعش بـ«قوات برية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن