سورية

«ناتو» حذر أنقرة من التخلي عنها إذا واصلت تصعيد التوتر مع روسيا.. وتركيا تلوح بـ«أنجرليك» … أوباما – أردوغان: اتصال الساعة والربع يفشل في وقف القصف التركي لـ«حماية الشعب»

| الوطن – وكالات

لم ينجح الرئيس الأميركي باراك أوباما في محاولته منع تركيا من تصعيد التوتر على الحدود السورية التركية المشتركة، إذ واصلت المدفعية التركية قصف أهداف لـ«قوات سورية الديمقراطية» التي تعتبر «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية في ريف حلب الشمالي عمودها الفقري. وأغضب أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان، حيث صدرت تهديدات من مستشاري الأخير بإغلاق قاعدة «أنجرليك» أمام الطائرات الأميركية المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وبالترافق مع هذا التلويح التركي، هدد حلف شمال الأطلسي «ناتو» بالتخلي عن أنقرة إذا ما واصلت تصعيد التوتر مع روسيا في سورية.
واتصل أوباما أمس الأول بأردوغان معزياً بضحايا الهجوم الانتحاري الذي وقع هذا الأسبوع في أنقرة وقتل فيه 28 شخصاً على الأقل.
وتصاعد الجدل بين واشنطن وأنقرة، حيث أكد أردوغان قبل اتصال أوباما الذي تواصل لأكثر من ساعة وربع، أن واشنطن قدمت السلاح لوحدات حماية الشعب، الأمر الذي نفته واشنطن ورفضت وسم الوحدات أو «حزب الاتحاد الديمقراطي» بالإرهاب وهو ما أصر عليه أوباما خلال الاتصال الهاتفي.
ودعا أوباما حسب بيان صادر عن البيت الأبيض، تركيا و«وحدات حماية الشعب» إلى التحلي بـ«ضبط النفس» في شمال سورية. وقال البيان: «الرئيس أوباما أكد أنه لا ينبغي لوحدات حماية الشعب أن تستغل الظروف في هذه المنطقة للاستيلاء على أراض جديدة، ودعا تركيا إلى التحلي بضبط النفس المتبادل من خلال وقف القصف المدفعي للمنطقة». كما طالب بوقف الخطوات التي تؤدي إلى زيادة التوتر في العلاقات مع تركيا والمعارضة المعتدلة (قوات سورية الديمقراطية) في شمال سورية، وإلى تقويض «جهودنا المشتركة» حول القضاء على داعش، في إشارة إلى التوتر بين تركيا والوحدات الذي ينعكس على التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وأعرب أوباما عن مخاوفه بشأن تقدم قوات الجيش العربي السوري في شمال غرب البلاد. وأكد الزعيمان دعمهما للاتفاقات التي توصلت إليها «مجموعة الدعم الدولية» حول سورية، في ميونيخ، ودعيا روسيا والجيش العربي السوري إلى وقف قصفهما «المعارضة المعتدلة».
إلا أن الرئاسة التركية ذكرت في بيان أن «أوباما أبلغ أردوغان أن تركيا لديها الحق في الدفاع عن نفسها». وشدد البيان على أن الولايات المتحدة ستدعم تركيا على الدوام بصفتها عضواً في حلف شمال الأطلسي، وذلك في رد غير مباشر على دعوة الرئيس التركي واشنطن إلى تحديد حليفها أنقرة أم وحدات حماية الشعب.
وقالت الرئاسة التركية: إن أوباما وأردوغان اتفقا على زيادة التعاون في محاربة «جماعات إرهابية تشمل حزب العمال الكردستاني».
وبالرغم من دعوة أوباما لوقف استهداف حماية الشعب، فقد قصف الجيش التركي مساء أمس الأول، مواقع تابعة للوحدات في مطار منّغ العسكري بمحيط إعزاز، إضافة إلى استهداف نقاط تابعة لوحدات الحماية في قرية عين دقنة، الواقعة بين قرية مرعناز، وبلدة تل رفعت.
ولوحت أنقرة بإغلاق قاعدة أنجرليك الواقعة في مدينة أضنة جنوب تركيا أمام طائرات الولايات المتحدة على خلفية عدم اعترافها بأن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية منظمتان إرهابيتان.
ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن شرف مالكوتش كبير مستشاري الرئيس التركي قوله إن روسيا والولايات المتحدة تهدفان إلى الحيلولة دون تقوية تركيا وتعزيزها عبر الاتفاق الذي أجرياه بشأن سورية. ووجه مالكوتش انتقادات حادة للولايات المتحدة وقال إن نيران الحرب العالمية الأولى الرامية لتمزيق العالم الإسلامي والدولة العثمانية لا تزال حاضرة، معتبراً أن المرحلة المقبلة ستكون لتقسيم الأكراد وتمزيقهم. في المقابل أكد وزير خارجية لوكسمبورغ جان إسيلبورن أن حلف «ناتو» لن يدعم تركيا ولن يقدم لها حماية غير مشروطة في حال تصعيدها المواجهة مع روسيا.
ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن إسيلبورن، قوله: إن «ناتو لا يمكن أن يسمح بأن يتم جره إلى التصعيد العسكري مع روسيا نتيجة للتوترات الأخيرة بين موسكو وأنقرة»، مشيراً إلى أن الحلف ليس ملزماً بالدفاع عن أي دولة من الدول الأعضاء فيه «إلا في حال تعرضها إلى عدوان واضح وجلي». واعتبرت مجلة «دير شبيغل» أن رأي إسيلبورن يعبر عن رؤية كل أعضاء الناتو الآخرين، حيث أعرب مسؤولون في مقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل عن قلقهم من العلاقات المتوترة بين موسكو وأنقرة، مؤكدين عدم رغبتهم في تصعيد الأمور أكثر من ذلك.
ورأت المجلة أن الأزمة في سورية أصبحت تشكل اختباراً حقيقياً بالنسبة لحلف «ناتو» وقالت: «رغم أن الدول الأعضاء في الحلف ملزمون بمساندة بعضهم، إلا أن «ناتو» أوضح أنه ليس بإمكان تركيا الاعتماد على دعمه ومساندته في حال ازدياد حدة المواجهة مع روسيا».
ووفقاً لمسؤولين في بروكسل وبرلين فإن أنقرة لن تكون قادرة على الاستناد إلى معاهدة حلف «شمال الأطلسي» في حال كانت مسؤولة عن التصعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن