بعد كنسبا…. ريف اللاذقية آمن وإدلب تنتظر….
| ميسون يوسف
كنسبا حلقة الوصل بين ريفي اللاذقية من الغرب وإدلب من الشرق، والتي لا تبعد إلا كيلومترات قليلة عن الحدود مع لواء إسكندر ون المغتصب بيد تركية عدوانية، كنسبا هذه البلدة والمنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية كانت على موعد مع أبطال الجيش العربي السوري وحلفائهم يدخلونها مطهرين محررين يستعيدون فيها السيطرة على أرض سورية دنس العدوان الإرهابي طهارتها.
لم يكن تحرير كنسبا عملاً عادياً في مسيرة الجيش العربي السوري المظفرة بدعم وإسناد من حلفاء قادرين صادقين، بل كانت محطة تميزت وانفتحت على أمور بالغة الأهمية في الحاضر وفي المستقبل والمرتقب منه كما وصف الخبراء الإستراتيجيون.
فقد أكدت معركة كنسبا على حد ذاك الوصف بأن زخم الهجوم السوري مستمر وما بدأه منذ أشهر خمسة يواصله في الميدان من غير توقف أو رجوع إلى الوراء، كما أكد تحرير كنسبا أن الجيش العربي السوري بات يدق بأقدامه أبواب أوكار الإرهابيين في مثلث جسر الشغور إدلب سهل الغاب، حيث إن كنسبا هي الباب الجنوبي الغربي لهذا المثلث ولها أهميتها العسكرية الكبرى من زاوية حماية تلك الأوكار ولذلك شاهدنا كيف أن الجماعات الإرهابية اندفعت على غير هدى من ذاك المثلث إلى كنسبا لتمنع الجيش من تحريرها ولكنها خابت وارتدت على أعقابها تجر أذيال الهزيمة، أما في البعد الثالث فقد وصفت معركة كنسبا بأنها معركة إسقاط الطموح التركي الأردوغاني بإقامة الحزام الأمني في الزاوية الشمالية الغربية من سورية.
لقد كان لكنسبا في تحريرها كل هذه الأهمية، ولذلك لمسنا حال الانهيار التي تخبط فيها الإرهابيون بجماعاتهم من الداخل والخارج، انهيار تمدد بمفاعيله على معارك أخرى تجري في الشمال السوري خاصة في ريف حلب الشمالي الذي تتهاوى فيه أوكار المسلحين تباعا وترفع نسبة القلق والحنق لدى أردغان الذي يرى ويسمع كيف أن أحلامه الإمبراطورية الخائبة ومشاريعه العدوانية الفاشلة، يراها تنهار والعالم ينفض من حوله ليتركه في عزلة وحيدا يتخبط بنتائج إخفاق عدوانيته التي لن يغير في حالها شيء تلك القذائف التي يستهدف بها مدنيين سوريين.
انتهت معركة كنسبا….. وسجل الجيش العربي السوري فيها صفحة جديدة مضيئة أضيفت إلى سجل انتصارات التحرير والتطهير، صفحة تشهد لهذا الجيش بأن فيه رجالاً أشداء لا يهابون الموت في سبيل قضية امنوا بها ومعنوياتهم تلامس السحاب وإرادتهم تقهر الصعاب رجال لديهم خبرة قتالية متراكمة أحسنوا توظيفها على أرض المعركة التي وصفها الخبراء العسكريون بأنها من أعقد البيئات الجغرافية. وبهذا سيكون مثلث إدلب جسر الشغور سهل الغاب مطمئنا ينتظر ساعة دخول هذا الجيش إليه مطهراً يدحر الإرهابيين ويخرجهم إلى حيث يجب أن يذهب إليه المجرمون.