التجربة الصينية
| خالد عرنوس
منذ إقرار قانون الاحتراف في عالم كرة القدم نشأت الأسواق الكبيرة في الدول الكبرى التي ما زالت المستقطب الأكبر للصفقات ذات الأرقام الخيالية مثل إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال مع بروز بعض الدول بين الحين والآخر مثل تركيا واليونان في بعض الأوقات أي إن معظم الصفقات الكبيرة كانت وما زالت في القارة العجوز.
وإضافة إلى هذه الأسواق التي يتقدم بعضها على الآخر تبعاً لأمور فنية وإعلامية وإعلانية فقد جذبت بعض الدول الناشئة (كروياً) بعض الأسماء اللامعة لرفع مستوى اللعبة داخلياً من أجل النهوض بأنديتها ما ينعكس إيجاباً على منتخباتها الوطنية كما حدث في الولايات المتحدة الأميركية في السبعينيات عندما استقطبت كلاً من بيليه وبكنباور وكرويف وموللر وإيزيبيو وبيست وغيرهم وحاولت إعادة تلك التجربة في العقد الأخير.
ومن الدول التي خاضت مثل هذه التجربة اليابان والسعودية والإمارات وقطر والمكسيك وقد آتت أكلها في بعضها وخاصة اليابان التي سيطرت على الخريطة الآسيوية خلال العقدين الأخيرين، أما آخر الدول التي تحاول تأسيس سوق كروية جديدة فهي الصين التي فيها بوادر نجاح كبيرة بعد عدة سنوات على صعود نجم يدعى غوانز هو إيفرغراندي وقد سيطر على مقدرات الدوري المحلي للمحترفين بفضل تعاقداته الكبيرة ونجح هذا الفريق بالامتداد قارياً فتوج بطلاً لدوري أبطال آسيا مرتين ليصبح نموذجاً يحتذى.
نجاح غوانزهو وبروز بعض الأسماء الكبيرة حرَّض البقية للدخول في السوق العالمية لينجح عدد منها في التعاقد مع عدد لا بأس به من الأسماء القادرة على العطاء لسنوات قادمة ومنها من كانت أندية أوروبا الكبرى تحاول التعاقد معه لكنه فضل أموال الصين حيث قامت أنديتها بدفع مبالغ باهظة وهائلة للظفر ببعض النجوم واستغلت في هذا المجال الميركاتو الشتوي فدفعت أكثر من أي دولة أوروبية.
التجربة الصينية بدأت تنضج على هذا الصعيد ولهذا لم نر الكثير من العواجيز بين صفقاتها الجديدة مثلما يحدث في أميركا قد نرى نجاحات صينية على مستوى الأندية على غرار ما فعل غوانزهو لكن السؤال الأهم: هل تستفيد منتخبات الصين من هذه الطفرة مثلما حدث مع نظيرتها اليابانية؟.. أم إن الفشل سيرافق التنين من جديد؟.. نعتقد أن الاختبارات قريبة من خلال التصفيات المونديالية ثم النهائيات الآسيوية.