سورية

من جديد.. داعش يدمي السيدة زينب وزهراء حمص بأكثر من 130 شهيد

| حمص – نبال إبراهيم – دمشق – الوطن – وكالات

أدمى تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية بسلسلة تفجيرات إرهابية أمس مدينة حمص ومنطقة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي ما أدى إلى استشهاد أكثر من 130 مدني على الأقل بينهم نساء وأطفال وكبار سن في حصيلة مرشحة للارتفاع. وأدانت الحكومة التفجيرات، واعتبرت أن «هذه التفجيرات الإرهابية (…) تهدف لقتل إرادة العمل والعطاء والإنتاج لدى أبناء الشعب السوري».
وأفاد شهود عيان «الوطن»، بوقوع ثلاثة تفجيرات أحدها بسيارة مفخخة تبعها تفجيران انتحاريان في منطقة لا تتجاوز الـ100 متر مربع في منطقة سكنية بالسيدة زينب بريف دمشق.
وقدرت المصادر «الحصيلة الأولية لتلك التفجيرات بـ 80 شهيداً وعشرات الجرحى جميعهم من المدنيين مع احتمال أن يرتفع عدد الشهداء بشكل كبير نظراً لارتفاع عدد الإصابات الخطيرة في صفوف الجرحى».
من جانبه، أفاد التلفزيون العربي السوري في شريط إخباري عن إرتقاء 30 شهيداً وسقوط عشرات الجرحى في ثلاثة تفجيرات أحدها بسيارة مفخخة تبعها تفجيران انتحاريان في منطقة السيدة زينب.
وأشار التلفزيون إلى أن التفجيرات الثلاثة «تزامنت مع خروج طلاب المدارس ما أسفر عن ارتقاء أعداد منهم».
ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، من جهته، إلى «مقتل 31 شخصاً على الأقل وجرح العشرات جراء تفجير آلية مفخخة على الأقل وتفجير شخصين لنفسيهما بأحزمة ناسفة» مشيراً إلى سماع «دوي انفجار رابع لم تعرف طبيعته حتى الآن». وأضاف المرصد: أن «عدد الخسائر البشرية مرشح للارتفاع بسبب وجود بعض الجرحى في حالات خطرة».
وتبنى تنظيم داعش في بيان له نقلته مواقع إلكترونية جهادية تفجيرات منطقة السيدة زينب.
وشهدت المنطقة في 31 كانون الثاني الماضي ثلاثة تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنان منها، أسفرت عن استشهاد 70 شخصاً وتبناها تنظيم داعش.
وفي وقت سابق من يوم أمس استهدف تفجيران متتاليان شارع الستين الذي يفصل حي الزهراء عن حي الأرمن وسط مدينة حمص.
وقال شهود عيان لـ«الوطن»: إن التفجير الأول حدث صباح أمس بسيارة مفخخة محمولة على شاحنة مسطحة نوع كيا 4000، وبعد دقائق قليلة من انفجار السيارة الأولى حدث التفجير الثاني بسيارة نوع بيك آب مزودة برشاش ثقيل على بعد نحو 20 متراً من الانفجار الأول.
وأكد شهود العيان، أن السيارتين المفخختين لم تكونا مركونتين ما يدل على وجود انتحاريين كانا يقودانهما، لافتين إلى أن التفجيرين تزامنا مع لحظة ذهاب الطلاب إلى مدارسهم والموظفين والعمال إلى أعمالهم اليومية بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا المدنيين.
أكد مصدر في محافظة حمص لـ«الوطن»، أن التفجيرين أسفرا عن استشهاد ما لا يقل عن 40 مدنياً بينهم نساء وأطفال وإصابة أكثر من مئة مواطن بينهم 20 حالة حرجة على الأقل وألحقا أضراراً مادية كبيرة جداً في المنازل المحيطة وبالعشرات من حافلات النقل العامة والخاصة المتوقفة في المكان لكون مكان التفجيرين يعتبر مركزا رئيسيا لانطلاق الحافلات على خط الكورنيش الشرقي.
وفي وقت لاحق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أنه «ارتفع إلى 57 على الأقل عدد الذين استشهدوا وقتلوا جراء التفجيرين اللذين هزا حي الزهراء وسط مدينة حمص»، بعد أن كانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت «بمقتل 46 شخصاً وجرح العشرات».
وأوضح المرصد أن من بين القتلى «39 مدنياً على الأقل من ضمنهم طفلة و11 مواطنة، فيما لم يعرف إذا كان الباقون من المدنيين أم من اللجان الشعبية والمسلحين الموالين لها».
وكان تفجيران استهدفا مدرسة في حي عكرمة وسط حمص في تشرين الأول 2014 أوقعا 55 شهيداً بينهم 49 طفلاً، بحسب المرصد.
وقال محافظ حمص طلال البرازي لـ«الوطن»: إن الاعتداءات الإرهابية المتكررة في حمص تستهدف الجبهة الداخلية القوية التي تدعم الجيش السوري في انتصاراته على الجبهات الميدانية في أكثر من مكان، مطالباً مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والدول التي تدعي أنها تحارب الإرهاب بإدانة هذا العمل الإرهابي الذي استهدف يوم أمس المدنيين في شارع الستين بمدينة حمص. وأضاف: إن هذه الجرائم والاعتداءات الإرهابية تتحمل مسؤوليتها بعض الحكومات الغربية والعربية التي تدعم الإرهابيين وتقدم لهم التسهيلات الكبيرة للعبور إلى المناطق الآمنة في سورية عبر الحدود التركية والأردنية.
وبث التلفزيون العربي السوري صوراً لمكان التفجيرين تظهر عدداً من السيارات المحترقة وأعمدة من الدخان الأسود.
كما أظهرت الصور رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد الحريق وسط حطام متناثرة ناجمة عن الانفجار فيما كانت قوات الأمن والمدنيون يحاولون إسعاف الجرحى. وفي مكان قريب كان المسعفون يحملون جثة متفحمة على نقالة.
وتظهر صور الدمار في الأبنية والمخازن التجارية وعدد السيارات المحترقة حجم الانفجار العنيف الذي هز الحي.
وتبنى تنظيم داعش في بيان له نقلته مواقع إلكترونية جهادية تفجيري شارع الستين بمدينة حمص.
وشهد حي الزهراء الشهر الماضي تفجيرين انتحاريين، أسفرا عن استشهاد 22 شخصاً وإصابة أكثر من مئة آخرين بجروح، تبناهما تنظيم داعش.
وأدان مجلس الشعب في بيان له تلك التفجيرات الإرهابية، محملاً الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية «وعلى رأسها السعودية وتركيا المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن هذه الجريمة البشعة التي تتكرر دائماً وسط صمت دولي مطبق ينم عن تواطؤ في الجريمة وقبول لها».
كما أدان مجلس الوزراء تلك التفجيرات. وأكد رئيس المجلس وائل الحلقي في بيان أن هذه التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المواطنين وبينهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات تهدف لقتل إرادة العمل والعطاء والإنتاج لدى أبناء الشعب السوري، مشدداً على أن مثل هذه الاعتداءات الإرهابية لن تحبط لدينا قوة الإرادة والتصميم ولن تخيف الشعب السوري بل ستزيده إيمانا وتصميما على المضي في محاربة الإرهاب وتعزيز روح المصالحات الوطنية وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا.
وحمل الحلقي مسؤولية هذه المجازر الوحشية التي ترتكب في سورية للدول الداعمة للإرهاب مطالباً دول العالم والمنظمات الدولية بوضع حد لهذه الدول التي تدعم وتمول الإرهاب وفضح حقيقة ممارساتها التي ستنعكس سلبا على العالم اجمع.
وأكد رئيس مجلس الوزراء حرص الشعب السوري وتصميمه على تجاوز تداعيات الحرب الإرهابية ومحاسبة كل من هدر قطرة دم سورية والعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من وطننا الغالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن