معسكر لتدريب مسلحين على «قوانين الحرب» في تركيا
| وكالات
كشف تقرير صحفي ما تقوم به حكومة رجب طيب، من استمرار بدعم التنظيمات الإرهابية والمسلحة من خلال تدريب عناصر هذه التنظيمات في معسكرات خاصة وتقديمها الدعم اللوجستي الكامل لها وتسليحها وإرسالها إلى الأراضي السورية لتنفيذ الأعمال الإرهابية بحق الشعب السوري من مدنيين وعسكريين وبنى تحتية، بتمويل خليجي.
وذكرت وكالة «أ ف ب» للأنباء، في تقرير صحفي أمس، أن مسلحين في تنظيمات مسلحة سورية يتلقون دروساً من أجل ما وصفته «ضمان تصرفهم كمقاتلين لا كقتلة»، تنظمها جمعية سورية تلقنهم قوانين الحرب في دورة تدريب تستغرق أياماً يتعايشون بسلام خلالها، حتى وإن كانوا يتقاتلون في بلادهم.
وأضاف التقرير «منذ صيف 2013 تابع نحو ألف من عناصر الفصائل المسلحة دروساً في «أكاديمية آفاق» في مقرها في غازي عنتاب في جنوب تركيا وفي ثلاثة مراكز في سورية».
ونقلت «أف ب» عن أسامة شربجي أحد مؤسسي «الجمعية» وهو من العناصر المؤسسة لـ«لمجلس الوطني السوري» المعارض، أن فكرتها انبثقت أواخر 2011 عندما تحولت ما أسماها «الثورة» إلى «نزاع مسلح»، وأضاف، «لاحظنا أن عناصر «الجيش الحر» بدؤوا ينتهكون حقوق الإنسان».
وفي مؤشر إلى ما كانت تؤكده الحكومة السورية بأن الحراك الذي ظهر في بداية الأزمة ليس بسلمي، تابع شربجي: «في البدء قلنا إنها مجرد أخطاء بسيطة، انظروا إلى ما يفعله النظام في هذه الفترة، لن نجعل منها أزمة، لكن مع أواخر 2012 بدأت تتضاعف، بدأت بسرقة سيارات، ثم إعدامات بلا محاكمة أو أدلة، حينها بدأت خيانة قيم الثورة».
ويدرك شربجي الصيدلي (37 عاماً) الذي تلقى دراسته في فرنسا والناشط من أجل ما يسمى «السلام» أهمية الاشكالية هذه تماماً، علماً أنه معارض وحصل من «التحالف الدولي» الذي تدعمه دول الخليج على ميزانية لإيجار مقار الجمعية في غازي عنتاب وشراء الحواسيب وأجهزة العرض، ومصدر ميزانيته السنوية حالياً تبلغ 250 ألف دولار من الدول الغربية وبينها فرنسا.
في تموز 2013 أرسل «قياديون ميدانيون» دفعة أولى من 20 متدرباً، تلقى هؤلاء في خمسة أيام دروساً نظرية وتمارين لقنتهم أن حمل السلاح لا يعني تلقائياً أنه عليهم اتخاذ قرارات في كل شيء، بل عليهم الحفاظ على مكانة السلطات المدنية» وفق التقرير.
واستوحى المؤسسون الخمسة (باتوا اليوم 24) تحركهم من اتفاقيات جنيف، لاسيما برامج منظمة نداء جنيف «جنيفا كول» السويسرية المتخصصة في حماية المدنيين في الحرب، على حد زعم التقرير.
وادعى شربجي بقوله: «قمنا بتكييف التدريب مع الثقافة السورية، بحيث تم إعطاء مساحة كبيرة «للإسلام» لئلا يشعر الشباب بأننا نحاول فرض شيء غريب عليهم، فالنسخة الغربية لن تنفع».
وفي أسلوب شبيه لما يقوم به أي تنظيم إرهابي يعتمد بداية على غسيل الأدمغة ليولد الحقد الأعمى لدى المتدربين، تابع شربجي، «لدينا جميعاً «شرعية ثورية»، فمدربونا الثمانية شاركوا في التظاهرات ضد الحكومة السورية، وأنا أبدأ التدريب بالحديث عن تعرضي للاعتقال، هذا أكثر فعالية مما إذا كان مدربهم أشقر من واشنطن».
ويشمل التدريب دروساً نظرية وتمارين تطبيقية، كما يشار إلى الآيات القرآنية «التي تمنع أعمال الانتقام والعنف المجاني»!!!، على حد تعبيره. وتعنى «آكاديمية آفاق» بمقاتلي جميع التنظيمات المسلحة التي لم تدرج على اللائحة السوداء الأميركية للتنظيمات الإرهابية على غرار تنظيمي داعش وجبهة النصرة.
ويعبر شربجي عن الفخر بنجاح التدريب في جمع عناصر من تنظيمات تتقاتل في الوقت نفسه في سورية.
وتابع: «هذا الهدف مهم، كي يدركوا أنهم ليسوا مختلفين، سيترتب إعادة إعمار هذه البلاد يوماً ما، فكل الحروب تنتهي».
يغادر المسلحون حاملين كتيبا بعنوان «مقاتل، لا قاتل» يوصي بعدم استهداف المدنيين والمستشفيات والصحفيين، وفيديو يطلب منهم نشره قدر الإمكان، في محاولة لتلميع صورة هذه التنظيمات التي عاثت فساداً وقتلاً في البلاد ولفظها الشعب السوري الذي أدرك بعد المؤامرة عليه وعلى بلاده. وتساءل شربجي: «لكن هل يأتي التدريب بالنفع؟ «صحيح أن البعض لا يعيرونه أي أهمية، يقولون لنا في جميع الأحوال سنموت، أحياناً نشعر أننا نعظ في الفراغ، لكن ليس دائماً.
وختم مدعياً: «يجب التحلي بالإيمان، هذا البلد يفتقر إلى «الثقافة الديمقراطية»، نحن نتوجه إلى مدنيين حملوا السلاح، وهناك الذين انضموا إلى الجيش العربي السوري، واتفاقيات جنيف سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً، نعلم ذلك، لكن عينا أن نبدأ في مكان ما».