المفوضية الأوروبية ترفض التدخل حول بقاء بريطانيا في الاتحاد
أعلنت المفوضية الأوروبية أمس أنها «لن تقوم بحملة» و«لن تتدخل» في النقاش الجاري في بريطانيا لحسم مسألة البقاء أم لا في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 23 حزيران.
وقال المتحدث باسم المفوضية مارغاريتيس شيناس في التصريح الصحفي اليومي أن «المفوضية لن تقوم بحملة ولن تتدخل في الحملة».
وأوضح أن المفوضية تقوم بدور يسهل الحوار بين الحكومة البريطانية والشركاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي في المفاوضات التي أفضت إلى تسوية تبقي بريطانيا في الاتحاد واعتمدت مساء الجمعة. وأضاف شيناس: «إن دورنا يتوقف عند هذا الحد».
وبعدما توصل إلى تسوية في ختام 30 ساعة من المداولات المكثفة الخميس والجمعة في بروكسل، أطلق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في نهاية الأسبوع حملته لإبقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي.
وأشارت آخر استطلاعات الرأي إلى فئة كبرى من المترددين بينما يواجه كاميرون تياراً من المشككين في الانتماء الأوروبي في صفوف حزبه.
وفضل ستة أعضاء في حكومته وكذلك رئيس بلدية لندن بوريس جونسون الذي يحظى بشعبية كبرى، خوض حملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد.
وأعلن جونسون أمس الأول في تصريح أمام منزله في لندن «سأدعو إلى مغادرة» الاتحاد الأوروبي. وأضاف مسوغاً: «لا يجب الخلط بين روائع أوروبا وقضاء عطل في أوروبا والغذاء الممتاز والصداقات، مع مشروع سياسي قائم منذ عقود وينذر اليوم بالخروج عن السيطرة الديمقراطية».
وشكل قرار جونسون نكسة لكاميرون الذي يضع على المحك مكانته في التاريخ ومكانة بلاده في العالم بدعوته إلى بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي.
ويأمل كاميرون في إقناع أغلبية من البريطانيين بالتصويت بـ«نعم» في استفتاء 23 حزيران حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
ونجح كاميرون حتى الآن في تفادي انشقاق شخصيات رئيسية في حزب المحافظين مثل تيريزا ماي. وحاول الأحد استمالة جونسون وخاطبه عبر هيئة الإذاعة البريطانية قائلاً: «أريد أن أقول لبوريس ما أقوله للجميع وهو أننا سنكون أكثر أمناً وقوة وازدهارا داخل الاتحاد الأوروبي».
وأضاف: «إن خيار التعاون مع (رئيس حزب الاستقلال البريطاني – يوكيب – المشكك في الفكرة الأوروبية) نايجل فاريجن وجورج غالاوي (النائب السابق) والقفز في المجهول، ليس الخيار الجيد لبلادنا» في إشارة إلى أبرز الشخصيات المعارضة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وفي مقالة نشرها الإثنين في صحيفة «ديلي تلغراف»، حذر جونسون من مخاطر «تلاشي الديمقراطية» معتبراً أن الخروج من الاتحاد الأوروبي «يشكل فرصة وحيدة في الحياة» لتحقيق «تغيير فعلي» في علاقات البلاد مع الدول الأوروبية المجاورة لها. وأضاف: «ليس هناك سوى طريقة وحيدة للحصول على التغيير الذي نحتاجه وهي عبر التصويت للخروج، لأن تاريخ الاتحاد الأوروبي يثبت أنهم لا يصغون فعليا لشعب ما إلا حين يقول لا».
وينضم بوريس جونسون بذلك في معسكر المحافظين إلى خمسة وزراء بينهم وزير العدل مايكل غوف الصديق الشخصي لكاميرون، وزاك غولدسميث المرشح لخلافة بوريس جونسون.
أ ف ب- وكالات