سورية

أردوغان يتنصل من تهديد مستشاريه بـ«إغلاق إنجرليك» … أنقرة: عملية برية تركية سعودية في سورية «ليست مطروحة»

| وكالات

أعلنت تركيا أمس أن شن عملية برية مشتركة مع السعودية في سورية «أمر غير مطروح». ودعت في المقابل، «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في كل من سورية والعراق إلى تنفيذ عمل بري ضد التنظيم المتطرف من دون التعويل على أي تنظيم إرهابي آخر بدعوى أنه «علماني» في إشارة إلى وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، اللتين تعتبرهما أنقرة منظمتين إرهابيتين، وامتداداً سورياً لحزب العمال الكردستاني.
في غضون ذلك، تنصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تلويح أحد مستشاريه لواشنطن بإغلاق قاعدة أنجرليك الجوية أمام الطائرات الأميركية المشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد داعش.
ورداً على سؤال بشأن التصريحات التي أدلى بها مستشاره شرف مالكوج المهددة بإغلاق «أنجرليك»، قال أردوغان: «لا أعلم عن تصريحات مالكوج أي شيء، ولا على أي أساس قال ذلك».
ونقلت صحيفة «راديكال» التركية أمس عن أردوغان، قوله: «ليس من المناسب أن يصرح مالكوج في هذا الاتجاه، فالمسؤولون عن هذا الأمر واضحون، وعلى رأسهم حكومتنا المسؤولة عن تقييم هذا الموضوع».
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن قيام بلاده والسعودية، بعملية برية مشتركة، في سورية «أمر غير مطروح»، وذلك في معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين خلال مؤتمر صحفي عقده أمس مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني، بالعاصمة التركية أنقرة.
وانتقد جاويش أوغلو بشكل مبطن إصرار واشنطن على التعاون مع وحدات حماية الشعب في مواجهة داعش. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عنه، قوله: «بدلاً من أن نحارب تنظيم داعش، ونسند ظهورنا لتنظيمات إرهابية أخرى، بإمكاننا نحن الـ65 دولة (التحالف الدولي) أن نحارب هذه التنظيمات»، ومضى أبعد من ذلك معتبراً أن «مكافحة الإرهاب بواسطة تنظيم إرهابي آخر بحجة أنها علمانية، لن يحقق النجاح» ورأى أنه «عجز وخطأ كبير، يجب العدول عنه بأسرع وقت»، لافتاً إلى «استحالة معالجة مسائل جدية مثل مكافحة الإرهاب، انطلاقاً من الحس العاطفي والفرضيات». وأشار إلى أن تركيا «أبلغت الدول المشاركة في محاربة تنظيم داعش من أول اجتماع، بعدم اقتصار عمليات محاربة التنظيم على العمليات الجوية، وضرورة شنِّ عمليات برية مرافقة لها».
وأكد جاويش أوغلو أن تركيا غير معنية باختلاف وجهات النظر الحاصلة بين مؤسسات الولايات المتحدة، بشأن وحدات حماية الشعب، مشيراً إلى أن نظيره الأميركي جون كيري، أبلغه هاتفياً بأن الوحدات «ليست موثوقة». وأضاف: إنه قدّم أدلة ووثائق إلى المسؤولين الأميركيين، تثبت أن الاتحاد الديمقراطي هو «امتداد» لحزب العمال الكردستاني، إضافة إلى وجود عناصر تابعة لها في عدد من النقاط الحساسة داخل الحزب.
من جهة أخرى، أبدى وزير الخارجية التركي شكوكاً في إمكانية تنفيذ الاتفاق الأميركي الروسي بشأن وقف إطلاق النار في سورية. وقال: إن «استمرار القصف الروسي وهجمات قوات الجيش السوري هما العائق الأكبر أمام تحقيق هذا الأمر».
وأشار إلى أن مسودة الاتفاق الذي توصلت إليه أميركا مع روسيا، يشكل انعكاساً لإعلان ميونخ الذي توصلت إليه «مجموعة الدعم الدولية لسورية» قبل نحو أسبوعين. وأضاف: «اتصلت مع (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري هذا الصباح، وأرسل لي نسخة عن التفاهم، الذي يعتزمون إعلانه». واستطرد «المهم في هذا الإعلان، وقف الهجمات الجوية الروسية، وتطبيق هذا التفاهم»، ولفت إلى أن «المعارضة (الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض) ستجتمع غداً (اليوم الثلاثاء) في الرياض، لبحث مسودة الاتفاق».
من جهته، وصف وزير الخارجية الإيطالي، تصريحات نظيره التركي بـ«الواضحة» فيما يتعلق بالتدخل البري في سورية، ودعا إلى عدم انتظار تصريحات مغايرة من إيطاليا، مشدداً على «ضرورة تنسيق الجهود في محاربة داعش بين قوات التحالف الدولي». ورأى أن «بدء عملية انتقالية في سورية هي الطريق الأساس التي ينبغي اتباعها».
ووصل جينتيلوني إلى أنقرة في زيارة رسمية من أجل بحث الأزمة السورية، مكافحة الإرهاب، وقضية المهاجرين، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الايطالية في تغريدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
وسبق لوزير الخارجية التركي أن اتهم في تصريحات لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، روسيا بـ«استغلال مفاوضات جنيف لتكثيف غاراتها الجوية في سورية»، واصفاً إياه بـ«العائق الأكبر» الذي يحول دون حل الأزمة السورية.
ودافع جاويش أوغلو عن دعوة بلاده إلى إنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية بوصفها «جزءاً من إستراتيجية شاملة لحل الصراع في سورية»، وأضاف: «نحن نصر على إقامتها، على خلفية تمدد (حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب) الإرهابيتين في المنطقة»، مشدداً على أن الاتحاد الديمقراطي لا يمثل أكراد سورية.
وفيما يتعلق بالدعم الذي اقترح حلف شمال الأطلسي «ناتو» تقديمه لتركيا حيال أزمة اللاجئين، لفت جاويش أوغلو إلى أن «الحزمة الأمنية» التي وافق الحلف على تقديمها لتركيا مؤخراً، والمشابهة لمسألة تعزيز دفاعها الجوي، تهدف إلى دعم القدرة الدفاعية لبلاده، في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها الأزمة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن