نازحو دبي!!
| عبد الفتاح العوض
التعبير ليس لي بل لصديق التقيته في دبي يصر على أنه «نازح» في دبي.. الصديق يريد بذلك التصرف كنازح من حيث المعيشة لكن القضية ربما تأخذ الجميع إلى مسارات أخرى في المناحي المختلفة.
وككل اجتماع مع السوريين يكون الحديث عن حال البلد، حديثاً متشعباً ينتقل من نقطة إلى أخرى من دون أن تنهي الأولى ومثل حال البلد كل في طريق!!!
لكن الشيء الذي يثير الاستغراب أن قسماً من السوريين حتى الآن لم يتعلموا شيئاً من سنوات الفجيعة، استخدام مفردات أصبحت منفرة من كثرة تكرارها وسماجة طرحها.
بالمقابل ثمة شخصيات تلحظ أنها تخلت عن النبرة العالية وعن السقوف المرتفعة وأخذت تتحدث بشيء من الواقعية، الشيء الذي برع فيه المثقفون السوريون هو التوصيف والتوصيف المضاد، وعندما يصبح الحديث عن أفكار للحل تتلعثم الألسن وتضيع الأفكار، ورغم أنهم في دبي حيث ثقافة ابتكار الحلول.
والمحزن أيضاً أن كل الأطراف مع مروحة اختلافاتها أصبحت الآن تتحدث بلا أمل، بأن يكون الحل سورياً.
بوضوح أكثر، الكلمة المختصرة عن الحل في سورية بأنه ليس بأيدي السوريين، بل بأيدي قوى العالم؟
هذا المنطق يحمل في داخله التشاؤم والإحباط والإحساس بالعدمية، وإننا في مركب يقوده الآخرون، وليس لنا من الأمر شيء، حتى إن الاجتماعات التي تحدث عن سورية يغيب عنها السوريون.
مع الأسف هذا المنطق ينتشر بين فئات كثيرة من السوريين، وما يكرسه ويعطيه حظاً أكبر من الانتشار كثرة القوى التي تتدخل بشكل مباشر بالشأن السوري، وكثرة التصريحات التي يقوم بها السياسيون من كل بقاع الأرض.
كل هذا صحيح، ويعطي المسوغات القوية لخلق هذا الإحساس بعدم جدوى جهد السوريين في خلق حل لحالة بلدهم المأساوية.
دعوني أوضح أمراً هنا.
الآخرون هم جزء من المشكلة، لكنهم لن يكونوا الحل.
بواقعية لا يمكن حل الأزمة السورية إلا إذا توقف الآخرون عن صب الزيت على النار، وإن أهم مساهمة لهم في حل الأزمة السورية هو التوقف عن التدخل فيها وخاصة من جيران السوء!!
فالسوريون يملكون كثيراً من المشتركات وكلها تقوم على مبادئ عامة يتفق عليها السوريون كما لو كانت «الميثاق الوطني» غير المكتوب.
انتظار الحل من الآخر هو انتظار غودو الذي لم يأت ولن يأتي!!
أين هيكل سورية؟
امتلأ الإعلام بالحديث عن «الأستاذ» الرجل الذي يعتبر مفخرة الصحافة العربية ومن ثمَّ لا حاجة لمرثيات جديدة رغم أنه يستحق الكثير والكثير منها, لكني هنا أريد أن أسأل لماذا لم نجد في الصحافة السورية من يشبه محمد حسنين هيكل, بمكانته وبإنتاجه وبدوره؟
مع العلم أنه في مصر ذاتها كانت هناك أسماء صحفية مهمة وقد أتيح لها أن تكون قريبة من مكانته وإن لم ترق لدوره ونتاجه.
ثم إن في دول عربية كثيرة أسماء إعلامية لها مكانتها، ويكاد يكون في كل بلد ما يشبه هيكل، لكن على مقاس الدولة وحجمها, سورية واحدة من الدول العربية القليلة التي لم تلد «هيكلها, لست في وارد الإجابة… أتركها لكم.
أقوال:
• أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين وأصحاب المصالح يموتون مئات المرات.
• لا تصدق الكذبة التي ترضيك ولا تكذب الحقيقة التي تغضبك.