ثقافة وفن

شعار وتنوير في المؤتمر السنوي لاتحاد الكتّاب العرب … خلف المفتاح: على كتّاب اليوم التصدّي لثقافة الدم … عصام خليل: اعتقال إرهابي لا يعني القضاء على فكره

| عامر فؤاد عامر

أعلن اتحاد الكتاب العرب في دمشق ومنذ فترة قريبة شعاره للدورة التاسعة «ثقافة التنوير»، مبيناً أهمية حضوره كمؤسسة ثقافيّة فاعلة في ظروف الأزمة التي تعيشها سورية، وفي المؤتمر السنوي للاتحاد وبعد مرور نحو 4 أشهر على انطلاق الدورة الجديدة يتم تفعيل هذه المهمة وهذا الشعار من خلال العمل على تلقي الانتقادات والمقترحات والعمل معاً لبناء خطّة ناجحة ترفع من مستوى العمل والنتاج الفكري والثقافي في سورية وعلى المستوى العربي أيضاً، وقد حضر المؤتمر كلّ من الدكتورة نجاح العطار نائبة رئيس الجمهورية، والدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية، وعصام خليل وزير الثقافة، وعدد كبير من الكتّاب والأدباء والمهتمين.

البناء من جديد
ويعدّ هذا المؤتمر فرصة ثمينة لأعضاء اتحاد الكتاب العرب، فهم من يعوّل عليهم في حمل لواء الثقافة ومحاربة الفكر الظلامي، فالمؤتمر الأول لاتحادهم هو مساحة للنقاش والمحاورة وتقديم الآراء والاقتراحات لتجاوز أخطاء الماضي والبقاء على جهود متعاونة الهدف منها لعب دور مهم للثقافة في حياة الإنسان في سورية. في كلمة الدكتور نضال الصالح بين فيها النشاط الذي يسعى إليه الاتحاد في الدورة الجديدة «التاسعة» خلال الأشهر الأربعة التي مرّت اعتباراً من 18 تشرين الأول 2015 فكان أكثر من 20 اجتماعاً داخلياً في الاتحاد و60 قراراً لبناء الإدارة من جديد وترشيد النفقات وتثمير العائدات ومجالات النشر والتأليف والضمان الصحي واستعادة العلامات الفارقة في مدونة الثقافة السوريّة والتصديق على التوصيات والمقترحات وتحقيق قيمة المشاركة وقيمة الكفاءة، ومن الكلمة نذكر: «… الضوء، التنوير، الشعار الذي اخترنا لدورتنا هذه، استجابةً لضرورة بل ضروراتٍ وطنيّة وقوميّة وأخلاقيّة وحضاريّة وإنسانية، والذي كان من الواجب أن يكون، قبل أن يعصف هذا السواد كلّه، ببعضٍ من القيم التي اتسم الوعي السوري بها، منذ شاء اللـه أن يخلق الماء فخلق ياقوتة خضراء…».

من نشاط الاتحاد مؤخراً
ذكر أيضاً في الكلمة النشاطات التي برز فيها الاتحاد في المشاركة في اجتماعات المؤتمر 26 للأمانة العامة للاتحاد العام للكتّاب العرب في دولة الإمارات واستعادة دور الاتحاد في الحياة الثقافيّة العربيّة وإجماع المؤتمر على تشكيل وفد تضامني مع سورية، ومنصب مساعد الأمين العام للاتحاد العام بالانتخاب، والإجماع على أن تكون دمشق أول عاصمة عربيّة تستضيف اجتماعات الأمانة العامة في هذه الدورة في منتصف الشهر السادس من هذا العام، وأن يكون الاتحاد عضواً في لجنة صياغة البيان الختامي للمؤتمر الذي أكدنا فيه إدانة الإرهاب الذي تتعرض له سورية منذ نحو 5 سنوات وتعزيز ثقافة المقاومة وحق سورية في استعادة الأراضي المحتلة ومنها لواء إسكندرون. وفي نهاية كلمته تحدث الدكتور نضال الصالح عن قرب الإعلان عن جائزة دمشق للرواية العربيّة التي ستكون قيمتها 4 ملايين ليرة سورية أي ما يساوي أهم جائزة يتهافت عليها كثير من الكتاب العرب والقصد هنا جائزة البوكر.

الاستمراريّة
الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطريّة وفي كلمته قال لا بدّ من الوقوف بإجلال وإكبار أمام هذا الشعب السوري الذي واجه ويواجه الإرهاب، فثقافة الدم التي تربى عليها هؤلاء الغربيون غايتها الأساسية هي القتل لتأتي الأهداف السياسيّة لاحقة، فالتحديات اليوم غير مسبوقة والكتّاب والمثقفون في المقدمة، ومطلوب منهم التصدّي لهذه الثقافة، فالمعركة الثقافية لا تقل أهمية عن المعركة العسكريّة، فالثقافية طويلة الأمد وأشكالها وأدواتها متعددة، ونحن جديرون بهذه المسألة، وبالتحدي من خلال وعينا، وفكرنا، وعقيدتنا، ومن خلال رسالة البعث الحضاريّة، وفلسفة تصلح لأن تكون الجواب التاريخي في مشروع نهضوي اشتغلنا عليه، وسورية اليوم تعيش حالة انتصار حقيقي وعلينا الاستمرار في هذا الانتصار في كل المجالات والأزمة اليوم هي أزمة وعي فكثير من التيارات تحاول نسف الهوية الحقيقيّة لنا وللانتماء الوطني وفكرة العروبة، فعلينا وضع إستراتيجية تناسب وتواجه، وليس على امتداد الساحة الجغرافيّة السوريّة بل العربيّة بالمجمل، فاتحاد الكتاب العرب قام بدور بارز في المرحلة القليلة الماضية والحفاظ عليه وعلى مسيرته والمشاركة في المؤتمر 26 لاتحاد الكتاب العرب، والإنجازات البارزة التي قام بها، وعلينا أن نكون متجددين في العمل وخططه وليس في أشخاصه، والتجدد في اتحاد الكتّاب العرب هو المطلوب وهو مسؤوليّة مطلوب منها الاستمراريّة والعمل بجديّة للانتصار في المعركة.

المشروع مشترك
عصام خليل وزير الثقافة وفي كلمته أوضح أن المرحلة السابقة لم تكن زمنا لقياس الوعي بل مرحلة بالغة الحساسيّة، وأن يبقى اتحاد الكتاب العرب مؤسسة صامدة، إنجاز يحسب لمن سبق، ويشكرون عليه، وأن نتوجه بتفاؤل لهذا المستقبل أمل نثق بأن القائمين عليه سيستمرون في هذا المشروع، ودستورنا السوري يشير إلى مشروعنا القومي أولاً، واتحاد الكتاب العرب في القطر العربي السوري دليل على ذلك، فسورية بارزة في المحيط العربي دائماً، كما أكد أن معركتنا ثقافيّة وأي انتصار عسكري لا يرافقه انتصار ثقافي لا يعدّ انتصاراً، فاعتقال إرهابي لا يعني اعتقال فكره الإرهابي، فالمهمة هي إجهاض العقل الذي أنتج الإرهاب ونشر ثقافة قائمة على الوعي بديلاً منها والقضاء عليها من جذورها من دون إهمال جذورنا وأصالتنا، وفي نهاية كلمته تحدّث عن العلاقة الوطيدة بين الاتحاد والوزارة والدعم المستمر للاتحاد في المستقبل.

مديرو الجلسة
بعد الكلمات الترحيبيّة افتتح المؤتمر أعماله من خلال الجلسة التي أدارها كلّ من الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب، ومالك صقور نائب الرئيس، والأرقم الزعبي مدير إدارة الشؤون الإدارية والماليّة للاتحاد، وقد قدّم مالك صقور استعراضاً لبعض النقاط التي جاءت لمصلحة الاتحاد منذ العام 1969 واختلاف الزمن الذي بدأ به الاتحاد وما هو عليه اليوم، وأهمية الإنجازات التي سعى إليها القائمون على إدارة الاتحاد لرفد واردات الاتحاد في الدورات السابقة وفي الدورة الجديدة، وشؤون الاستثمار التي كُلّف إدارتها، كما أوضح «الأرقم الزعبي» بالأرقام والنسب واردات الاتحاد والنفقات والجوانب التي يسعى إليها لخفض مستوى النفقات والعمل على زيادة الموارد.

مقترحات وتوصيات
قدّم المداخلات عدد كبير من الأعضاء، وكانت تحمل مقترحات لتطوير آلية العمل وتجاوز السلبيات حسب وجهات نظرهم والعمل في ميادين متجددة لم تكن حاضرة في السابق ومن بين هؤلاء: علي ذياب، ونذير جعفر، وفايز عز الدين، وشاكر المطلق، ونجدة زريقة، وصبحي سعيد، ومناة الخيّر، وكنينة ذياب، وحسين جمعة، وناديا خوست، ومريم خير بك، وثائر زين الدين، وفايز سلهب، وغانم بو حمود وآخرون.
وقد دارت تلك المداخلات حول مواضيع كثيرة أبرزنا منها: «عدم دعوة الرفاق للمؤتمر في السنة التي يكون فيها مؤتمر انتخابي وتكليفهم عناء السفر والتنقل، ومناقشة الجانب المالي والإداري في المؤتمر هو مسألة لا تعني الأعضاء بالتفصيلات الدقيقة فيها، واختصار النفقات من خلال إيجاد موظفين مشتركين في وزارة الثقافة والاتحاد معاً، واقتراحات جاءت من «جمعية النقد» ومنها التنسيق معها وعدم تغييب نشاطها، والانتباه لموضوع أعضاء الجمعيات الذين لا يكلفون أنفسهم عناء الحضور للجمعية أو الاجتماع أو حتى التعرف على الأعضاء ومقر الجمعية، ومن النقاط التي أشاروا إليها أيضاً فصل الأعضاء في اتحاد الكتاب العرب الذين ينتمون له وهم في صف الإرهاب ويحاربوننا من خارج سورية ومازالوا على ذمة الاتحاد، والاهتمام بفروع اتحاد الكتاب العرب في المحافظات، والتي هي مورد ونافذة لبيع الكتاب، والسرعة في الردّ على المقالات والدراسات المرسلة إلى الاتحاد لنشرها في دورياته، واستخدام التقنيات العصريّة في الردّ والتواصل، وإقامة مهرجان للشعر وتشجيع الشباب والشابات والمواهب، والإشارة إلى جمود الضمان الصحي في مبلغ معين مع ارتفاع مستمر لأسعار الدواء، وموضوع المكافأة الماليّة ومرور عام عليها وتدويرها، وأيضاً طباعة كتب شعر لأسماء غير معروفة وبالتالي تكديس الكتب فلا مشتري لها، والدقة والشفافية في قبول من يُطبع لهم هذه الكتب، والاقتصاد في نوعية الورق في الدوريّات، ومسألة العمر وتجاوز الستين، والمطالبة بعودة مجلة «الأدب العربي» المترجمة باللغتين الإنكليزيّة والفرنسية، وإقامة معرض دائم للكتاب في المبنى الرئيس لاتحاد الكتاب العرب، وإيجاد منافذ جديدة لتصريف الكتب المكدّسة، ورفع مستوى الدوريات وما تنشره، ومساعدة المنهج الدراسي في تغييره وتجاوز المنهج وأسلوب التدريس القديم، وعدم حصر المهام في أعضاء المكتب التنفيذي فقط، والعودة إلى المرأة وعدم اعتبارها عورة، والالتفات إلى البحث العلمي وإقامة جائزة لأفضل بحث علمي، والانتباه للمنهج التربوي بعد الأزمة، وطرق التربية للأطفال بعد الأزمة، وإعادة النظر في مواد قانون الاتحاد… إلخ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن