رياضة

الجهاد وحديث الفرصة التي لا تأتي إلا مرة واحدة

 | الحسكة- دحام السلطان

النتيجة الأولى التي ظفر الجهاديون بانتزاعهم نقطة ثمينة من شباك بحارة تشرين يوم الثلاثاء قبل الماضي مع انطلاقتهم الأولى من مشوار العودة من الدوري، كانت تبدو خطوة إيجابية لانطلاقة الفريق لمرحلة الرد الحاسمة والظهور بالمظهر اللائق والمريح في الدوري مبكراً، وسط ظروف عصيبة وغامضة تمر على الفريق الذي حاله ليس بأفضل من حال جاره الجزيرة الذي يشاركه الهم والبحث عن طوق النجاة للبقاء بين الأقوياء، في صراع ليس للكفاءة وللتاريخ وللإمكانات الذي يحمله الجهاد في أرشيفه مكان.

مسار البوصلة
استطلاعات الرأي التي يتناقلها الشارع الرياضي بالقامشلي ليست كما ينبغي، ولا الرأي العام لديه حالة إجماع بالرضا على الفريق فنياً ولا إدارياً- بل شكّل حالة امتعاض وباتت هي السائدة اليوم هناك، ولاسيما بعد النتيجتين اللاحقتين للفريق بالخسارة المزدوجة أمام الاتحاد الحلبي والنضال الدمشقي وضياع 6 نقاط ثمينة، والأسباب التي كانت قد بيّنتها تلك الاستطلاعات تتعلق بمعظمها بالإدارة ومستوى أدائها، لأنها وفق رأيهم لا تزال على خطأ جسيم لم يعرف بعد اختيار الطريق الصحيح لانتقاء المسار المناسب لاتجاه البوصلة اللازمة للعمل بكل تفاصيله، والبعثة الجهادية التي سافرت إلى البحر تركت خلفها عدة ملاحظات من أهمها غياب مسؤول الألعاب الجماعية ومشرف الكرة في النادي محمود قصاب، الذي علمنا من مصادر مقرّبة من النادي، بأنه قدم استقالته منذ نحو 15 يوماً لخلافات بينه وبين إدارته وتتعلق تلك الخلافات بإستراتيجية الفريق للمرحلة الراهنة، ولكن الموضوع لم يكن على محمل الجد من الإدارة، وثانيها لم يُحسم وضع الفريق فنياً ولم يكن بحجم التحضير للمرحلة الأخيرة من الدوري، بدليل كل الملاحظات التي وصلت إلينا عن حال الفريق والمستوى العام له في ضوء الإمكانات التي يمتلكها.

معيار النقطة
الجهاد، وبعد لقائه الأول بانتزاعه نقطة ثمينة من البحارة وامتلاكه لست نقاط، كان من الممكن أن تكون الانطلاقة الفعلية للفريق بشكله الحقيقي المتعارف عليه، لكن نكسة يوم الجمعة الماضي المزعجة مع الاتحاد الحلبي بعثرت الأوراق وقلبت الطاولة، وتكررت النكسة ذاتها أمام النضال بخسارة مؤلمة أيضاً، ولكن اليأس وعدم الثقة بالنفس هما من خان الفريق وخذله ولا نعلم أين يكمن العطل في ذلك الخذلان، هل في (موديل) الغسالة، أم برداءة المسحوق..!؟ وهو اليوم بأمس الحاجة إلى النقطة الإضافية التي ستكون هي المعيار الأخير لصموده حتى آخر نفس من الدوري، وخاصة بعد أن دعم رصيده في الخط الأمامي بالمهاجم المخضرم موفق الحسين وبالخط الخلفي المدافع فهمي حسن وهما من أبناء النادي، إضافة إلى عدد من اللاعبين المحليين، وبهم سيعتمد على المنافسة بالبقاء في دوري الكبار والجهاد وبوجود مخضرميه وعلى رأسهم النجم جومرد موسى يفترض بأن يكون الفريق ليس سهل المنال في الدوري..! باعتباره الفريق العنيد في الملعب الذي يدافع عن تفوّقه حتى آخر صافرة من كل لقاء، ولا تزال الفرصة مواتية أمام جومرد ورفاقه في أن يستفيدوا من فرص التقدّم في كل مباراة، لأنها لا تأتي إلا لمرة واحدة وهي من سيكون الطريق الأمثل إلى الفوز والنقاط الثلاث دفعة واحدة، والتي ستضمن لهم الضرب (بالمليان) واللعب (عالمرتاح) بدلاً عن الشد العصبي غير المبرر، الذي لمسناه من بعض مخضرميهم في لقائهم الودي مع الجار الجزيرة في القامشلي، وهذا بحد ذاته درس ينبغي أن يستفيد منه الكبار قبل الصغار، لأن الفريق الذي يلعب اسمه الجهاد وليس شيئاً آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن