سورية

الزعيمان الأميركي والروسي يجريان سلسلة مشاورات بشأن اتفاق «وقف الأعمال القتالية» … الرئيسان الأسد وبوتين يشددان على مكافحة داعش والنصرة وغيرهما بلا هوادة

| وكالات

بعد يومين من إعلان الاتفاق الروسي الأميركي بشأن «وقف العلميات القتالية العدائية»، شدد الرئيسان بشار الأسد وفلاديمير بوتين على أهمية الاستمرار في محاربة تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية «بلا هوادة». وأجرى الزعيم الروسي ونظيره الأميركي باراك أوباما مروحة من الاتصالات مع نظرائهما الأجانب لشرح بنود الاتفاق الروسي الأميركي، واللافت أنهما استثنيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مشاوراتهما.
وبادر بوتين إلى الاتصال بالرئيس الأسد، حيث بحثا «آفاق الأزمة في سورية في ضوء تنفيذ وقف الأعمال القتالية» وفق ما أورد بيان رئاسي نقلته وكالة «سانا» للأنباء.
وذكر البيان أن الرئيس الأسد، أكد خلال الاتصال «استعداد الحكومة السورية للمساهمة في تنفيذ وقف الأعمال القتالية»، مبيناً أن الرئيسين شددا على «أهمية استمرار محاربة تنظيمي داعش و«النصرة» الإرهابيين وغيرهما من التنظيمات الإرهابية».
وفي موسكو أصدر الكرملين بياناً، أشار إلى أن الرئيسين الأسد وبوتين بحثا «مختلف جوانب الأزمة السورية في ضوء مسائل تطبيق البيان الروسي الأميركي بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سورية حول وقف الأعمال القتالية» ابتداء من يوم السبت المقبل، مبيناً أنهما اتفقا على «أهمية الاستمرار في محاربة تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية بلا هوادة». وأضاف البيان الذي نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: أن الرئيس الأسد «قيم مضمون البيان المذكور كخطوة مهمة باتجاه التسوية السياسية، وأكد استعداد الحكومة السورية للمساهمة في تطبيق الهدنة».
كما أجرى الرئيس الروسي اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني حسن روحاني واتفقا خلاله على أهمية استمرار العمل المشترك بين روسيا وإيران حول مسائل تسوية الأزمة في سورية «بما في ذلك الاستمرار في محاربة تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المصنفة من قبل مجلس الأمن».
وذكر المكتب الصحفي في الكرملين في بيان، بحسب وكالة «سانا» للأنباء أن الزعيمين «ركزا بشكل أساسي على الأزمة في سورية، وعلى بحث المبادرات والاقتراحات التي تضمنها البيان الروسي الأميركي المشترك حول وقف الأعمال القتالية». وبعد الاتصال أعلن مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان تأييد بلاده لاتفاق «وقف العمليات القتالية»، إلا أنه شكك في التزام المسلحين به.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن عبد اللهيان، قوله: «منذ بداية الأزمة في سورية، شددت إيران دائماً على وقف لإطلاق النار. نحن نثق بالتزام الحكومة السورية احترام وقف إطلاق النار، ولكن ليس واضحاً ما إذا كانت المجموعات المسلحة المرتبطة بالمجموعات الإرهابية المعروفة ستحترمه».
وأعاد إلى الأذهان أن بلاده «بذلت على الدوام جهوداً لمكافحة الإرهاب وإرساء وقف لإطلاق النار وتسهيل (إيصال) المساعدة الإنسانية وإقامة حوار بين السوريين». من جهة أخرى، انتزع بوتين ترحيباً من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بالاتفاق الروسي الأميركي حول وقف العمليات القتالية واستعداد الرياض لتطبيقه بشكل «مشترك» مع روسيا.
وذكر الكرملين في بيان أن بوتين اتصل بسلمان حيث بحثا الاقتراحات التي تضمنها الاتفاق، وأشار إلى أن الملك السعودي «رحب» بالاتفاق الروسي الأميركي، وأعرب عن «استعداده للعمل المشترك مع روسيا لتطبيقه». وبين الكرملين أن الجانبين اتفقا على استمرار الاتصالات حول هذه المسألة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس»، أن سلمان أكد حرص المملكة على تحقيق تطلعات الشعب السوري، مشيراً إلى دعم حل سياسي في سورية مبني على مقررات جنيف 1.
كذلك، اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفياً ببوتين وبحث معه «التنسيق المشترك بين البلدين حول مسائل الشرق الأوسط الملحة»، بحسب بيان للكرملين الذي لم يشر تحديداً إلى سورية. وأضاف إنه «تم التوصل إلى اتفاق لإجراء عدة اتصالات على أعلى مستوى، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتفال هذا العام بمرور 25 عاماً على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين».
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن التعاون في حل الأزمة السورية يساعد في زيادة الثقة المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة.
وفي واشنطن تحدث أوباما مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن الاتفاق على وقف العمليات القتالية في سورية.
وانضم أوباما في المكالمة التي أجريت عبر دوائر الفيديو، إلى الزعماء الثلاثة في الترحيب بالاتفاق، و«دعوا جميع الأطراف لتنفيذه بإخلاص» و«أكدوا أهمية الوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين»، بحسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن بيان صادر عن البيت الأبيض.
وذكر البيان أن أوباما تناول مع أطراف الاتصال خطوات تخفيف الأزمة الإنسانية في سورية، وأهمية حلف شمال الأطلسي «ناتو» والتنسيق بين تركيا واليونان من أجل إدارة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
في الوقت ذاته ذكر قصر الإليزيه في بيان أن القادة الأربعة أعربوا «عن أملهم في ضرورة أن يدخل الاتفاق على وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن»، وشددوا على الحاجة الملحة لتنفيذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد للأزمة الإنسانية وخاصة في حلب.
ونقل بيان الإليزيه عن هولاند تأكيده أنه سوف يتم تنسيق الجهود للسماح بالانتقال السياسي في سورية، معلناً أن بلاده ستواصل الضغط من أجل تحقيق هذا الانتقال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن