سورية

موسكو باشرت التفاوض مع مسلحين في خمس محافظات وانتقدت المشككين بـ«وقف العمليات القتالية» وستعتبر رافضيه إرهابيين

| وكالات

أعلنت روسيا أمس أنها باشرت التفاوض مع مجموعات مسلحة في خمس محافظات سورية بشأن قرار وقف «العمليات القتالية العدائية» التي توافقت موسكو وواشنطن عليه، على أن يدخل حيز التنفيذ السبت القادم، وافتتاح مركز تنسيق «لتسهيل المحادثات بين الأطراف المتحاربة في سورية» في قاعدة حميميم الجوية.
وانتقدت روسيا المشككين في الاتفاق، واتهمتهم بأنهم «يدعون إلى الحرب وليس إلى السلام». ودعت مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار بدعم الاتفاق ويدعو إلى تطبيقه، مؤكدة أنها ستعتبر المجموعات المسلحة التي ترفضه «إرهابية»، ومعتبرة أن الاتفاق يحفظ ماء وجه واشنطن.
وفيما نقلت وكالة «أ ف ب» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف قوله في بيان: «إن جنوداً روساً يعملون مع ممثلي المجموعات المسلحة في مناطق مختلفة من محافظات حماة وحمص واللاذقية ودمشق ودرعا»، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عنه قوله خلال مؤتمر صحفي: «تراجعت كثافة الغارات التي تشنها الطائرات الروسية بقدر كبير خلال الأسبوعين الماضيين، ويتعلق ذلك بالدرجة الأولى بالمناطق التي تلقينا منها، ونواصل تلقي الدعوات، إلى وقف إطلاق النار والشروع في التفاوض حول المصالحة. ولا توجه الطائرات الروسية أي ضربات إلى تلك المناطق».
وأعاد إلى الأذهان، أن «الاتفاق الروسي الأميركي لا يشمل تنظيمي داعش وجبهة النصرة المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والتنظيمات المسلحة الأخرى التي اعتبرتها الأمم المتحدة إرهابية»، وتابع: «لذلك تواصل طائرات المجموعة الجوية الروسية في سورية توجيه ضربات إلى منشآت تابعة لتلك التنظيمات بالترتيب نفسه».
وفي السياق أوضح الناطق باسم الوزارة، أن الطائرات الحربية الروسية نفذت خلال اليومين الماضيين 62 طلعة قتالية لتضرب 187 هدفاً في أرياف حماة والرقة وحلب وحمص. وقال: «وفقاً للاتفاقيات الروسية الأميركية التي أبرمت في 22 شباط بشأن وقف الأعمال القتالية في سورية وتطبيق آلية مراقبة وقف إطلاق النار جرى افتتاح مركز تنسيق لمصالحة الأطراف المتحاربة» في قاعدة حميميم. وبيّن، أن «هدف المركز هو تسهيل المحادثات بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة باستثناء تنظيمي داعش وجبهة النصرة».
وخلال لقائه الرئيس المشارك لمنظمة مبادرة التهديد النووي السيناتور الأميركي السابق سام نان في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وفق ما نقلت وكالة «سانا»: «في اليوم نفسه الذي تبنت فيه روسيا والولايات المتحدة المبادرة الخاصة بوقف الأعمال القتالية العدائية في سورية، بدأت أصوات من عواصم حلفاء أميركا ومن واشنطن نفسها بالتشكيك في قابلية هذا الاتفاق للحياة ونريد أن نقول بصراحة إن تلك الأصوات تدعو إلى الحرب وليس إلى السلام».
وتابع لافروف، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، «هناك العديد من الراغبين في عرقلة التطور الطبيعي للتعاون الروسي الأميركي»، مضيفاً: إن البعض يحاولون زعزعة الفرص المتاحة لتطبيق الاتفاقات الروسية الأميركية والتعاون بين موسكو وواشنطن حول القضايا الراهنة الأكثر إلحاحاً.
وفي سياق متصل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن روسيا دعت مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار يدعم الاتفاق. ونقلت «روسيا اليوم» قوله: «اقترحنا أن يتخذ مجلس الأمن قراراً يعبر عن دعم المجلس للبيان المشترك حول الهدنة ويدعو إلى تطبيقهاً، مشيراً، إلى أنه «في مصلحة الجميع أن يتخذ القرار بأسرع ما يمكن».
وأضاف: «إن روسيا والولايات المتحدة تناقشان مسألة إعداد مشروع قرار لمجلس الأمن دعماً لاتفاق وقف الأعمال القتالية العدائية في سورية»، موضحاً، أن المشاورات مع الأميركيين تتناول تفاصيل مضمون القرار المقترح.
إلى ذلك أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وفق ما نقلت «سانا»، أن روسيا ستعتبر المجموعات المسلحة التي ترفض القبول باتفاق وقف «الأعمال القتالية العدائية» في سورية «إرهابية»، وتابعت: «إن الاتفاق الروسي الأميركي يحفظ ماء وجه واشنطن التي وافقت على وقف العمليات القتالية العدائية بعد أن اقتنعت بفشل سياستها في سورية».
بدوره جدد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، وفق ما ذكرت «سانا»، تأكيد دعم بلاده لسورية وجيشها في مكافحة الإرهاب، مشدداً، على حرص موسكو على وحدة واستقرار سورية ورفضها المطلق للطروحات المنافية لذلك، وقال: إن «الجميع مطالب اليوم بمكافحة الإرهاب ونحن نقوم بحرب استباقية لمكافحته في سورية لأننا لا نريد امتداد الإرهاب إلى أي بلد في العالم»، وشدد زاسبكين على أن تنظيمي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» إضافة إلى تنظيمي داعش والنصرة «تنظيمات معترف بها دولياً أنها إرهابية».
من جهة أخرى، أكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، في ختام لقائه مع غاتيلوف، حسب «روسيا اليوم»، «أن الاتفاق الروسي الأميركي يضمن إيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاج إليها في سورية». وأشار، إلى أهمية دور روسيا في ضمان الوصول إلى البلدات المحاصرة، منوهاً بدورها الإيجابي في تنظيم الممر الجوي الإنساني إلى مدينة دير الزور المحاصرة من داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن