ثقافة وفن

الدراما مقصّرة في حقّ الجولان السوري … إسماعيل مداح لـ«الوطن»: لم تكن أدواري فضفاضة عليّ بل كانت مناسبة حجماً ونوعيةً

| عامر فؤاد عامر

ممثل مجتهد، طرق باب الفنّ بخطوات هادئة فكان أن جعل منه هدفاً في حياته، فاستمر في البحث والمعرفة والاكتساب ليكون أكثر صدقاً وتفاعلاً مع الخط الذي تبناه في حياته، عرفناه في مسلسلات كثيرة مثل «جلسات نسائيّة»، و«أشواك ناعمة»، و«رفّة عين»، و«سكر وسط»، و«في ظروف غامضة»، وغيرها، وفي السينما السوريّة له حضوره كفيلم «الهويّة»، و«المهد»، و«فقط إنسان» وغيرها. الفنان إسماعيل مداح صاحب الخطوات المدروسة، والمجتهد في تقديم نفسه بالصورة اللائقة، القادم من الجولان السوري المحتل، يخبرنا اليوم عن تفاصيل البدايات، والعمل كمساعد مخرج، وعن العلاقة مع الموطن، والذكريات.

خطوات البداية
كان لمسرحيّة «خطوات» الدور الأكبر في دخوله للوسط الفنّي، هذه المسرحيّة التي جمعت بين الرقص والدراما ومسرح «الكابوكي» واللون المسرحي الشرقي جاءت متناغمة مع الفنان إسماعيل مداح الذي تعلّم العزف على الإيقاع منذ أيام الطفولة في الجولان، وبعد تقديم مسرحيّة «خطوات» كانت عروض التمثيل التي نذكرها مع «المثنى صبح» الذي كان يعمل كمخرج منفذ مع المخرج «حاتم علي» في مسلسل «الزير سالم»، وأيضاً مع الفنان «سيف سبيعي» وكان يعمل حينها كمخرج منفذ مع المخرج «هيثم حقي» في مسلسل «الأيام المتمردة» وهكذا كانت خطوات البداية.

مرحلة الصقل
تلك الفترة شكّلت حافزاً للعمل على شخصيّته الفنيّة، وصقلها، من خلال الدراسة، والبحث في الكتب، والتعلّم الموسيقي، والغناء، وارتياد دورات في الرقص، والرياضة، وورشات العمل في التمثيل مع عدد من الفنانين مثل «جهاد سعد» و«غسان مسعود» و«أمل عرفة»، وغيرهم، وفي تلك الفترة كان له مساهمته في تشكيل فرقة «سفر» الموسيقيّة التي كانت بين 2005-2008 مع الفنان «سيمون مريّش» والفنانة «ديمة قندلفت»، وفرقة ثانية اسمها «بلا شوارب» بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي والمؤلفة من 4 أشخاص أيضاً وكانت بين عامي 2004 -2006 وعلى سبيل ذكر الفرق الموسيقيّة لا يمكننا أن نهمل فرقته التي ينتمي إليها في الأصل عندما كان في الجولان، وهي فرقة «رجع الصدى»، التي كان يغنّي فيها مع أفرادها الأغاني الوطنيّة والملتزمة، ويعزف فيها على الإيقاع.

من الذاكرة
يقول الفنان إسماعيل مداح ولدى العودة للذاكرة عندما كان في مراحل الدراسة الأولى في الجولان: كان أخي الكبير يحرّض فيّ حالة الفنّ من خلال دفعه لي بكلامه، ورأيه بأنّني من الممكن أن أرتاد الحالة الفنيّة، فقد كان يرى ملكاتٍ معينة في شخصيّتي، ولدي أخ آخر يغنّي، ويعزفّ ويلحن، ويكتب كلمات الأغاني، ويكتب في مجال قصص الأطفال وله شهرة في هذا المجال، وهو أيضاً كان يرى بأنّني سأبرع في المجال الفنّي… فيما بعد جاء إسماعيل في بعثة دراسيّة من الجولان إلى دمشق، فدرس «علم النفس» في جامعة دمشق، وفي المعهد الطبّي في قسم الأشعة، ومع مرور الوقت فتحت له الأبواب في المجال الفنّي، وسنحت له فرص جيدة، فكان كلّ ذلك حافزاً مهمّاً جعل منه فناناً متميّزاً بين جيل الشباب في سورية في غضون 15 عاماً.
العتبة والمثنّى
الدور المميّز أو العتبة في الانطلاق كان من خلال شخصيّة «فؤاد» في مسلسل «جلسات نسائيّة» مع المخرج «المثنى صبح»، ولكن لا يمكننا إهمال مسلسل «أشواك ناعمة» قبله للمخرجة «رشا شربتجي» ودور «شادي» الذي تميّز فيه أيضاً، وبعدها تتالت الأدوار وتميّزت عن السابق من حيث النوعيّة والمساحة، ومن المسلسلات هذه نذكر: «سكر وسط»، و«العرّاب»، و«رفة عين»، و«في ظروف غامضة»، وغيرها ولكن من الملاحظ علاقة واضحة في خطّه التمثيلي مع المخرج «المثنى صبح» فكثير من الأدوار التي تميّز فيها الفنان إسماعيل مداح جاءت بتوقيع «المثنى» وحول هذه الملاحظة يجيب: «المثنى صبح» هو من أدخلني الوسط الفنّي، ولكن من الضروري ملاحظة أنه من العام 1998 إلى 2011 لم يقدّم لي مساحة واضحة ومع نهاية هذه الفترة كان دور «فؤاد» في «جلسات نسائيّة» على الرغم من الصداقة بيننا، وهذا ما يجعلني احترمه أكثر، فالعلاقة الصداقيّة بيننا شيء، والعلاقة المهنيّة في جانب آخر، ولا خلط بين الأمرين، وبذلك يمكن للناس أن تتقبّلني وتحبّني أكثر فلا الدور أكبر مني ولا أنا أكبر من الدور».

في مصر
من الأدوار والتجارب المميّزة في مسيرته الفنيّة أيضاً هو العمل في مصر مع المخرج «نادر جلال» في مسلسل «عابد كرمان» الذي قام ببطولته الفنان «تيم حسن»، وقد كانت تجربة مهمّة له كما يوضح، وكان من المفروض تكرار التجربة لولا وفاة المخرج.

مساعد مخرج
في مجال العمل كان للفنان مداح مجاله وتجربته في العمل كمساعد مخرج ففي العام 2003 عُرض عليه هذا العمل في مسلسل «عالمكشوف» مع المخرج «الليث حجو»، وكانت البداية التي تكررت في مرّات متعددة لاحقاً، وحول هذه التجربة وما الذي أضافته لشخصيّته يقول: «ليس من الخطأ الاطلاع على تقنيّات العمل وفهم ما يدور، وهذا زاد من معرفتي كممثل أيضاً، بالإضافة لفهمي طبيعة عمل من يتعب في الكواليس، ومن يضحي من الفنيين بالجهد والوقت».

عن الجولان
آخر مرّة زار الفنان إسماعيل مداح فيها الجولان كانت في العام 2004 ولم يُسمح له بعدها بالعودة إليه، تبعاً للقوانين المفروضة على الأرض المُحتلّة، وما زالت ذكريات تلك الفترة ملاصقة لذاكرته كما عبّر لنا، ويذكر تفاصيلها بقوّة، أمّا الأعمال الفنيّة التي تخصّ الجولان والتي شارك فيها فكانت من خلال حلقة بعنوان «خبز أمّي» في مسلسل «أهل الغرام» والقصّة من تأليفه، وقام بكتابتها السيناريست «نجيب نصير»، وقد نقلت واقع الجولان بصورة حقيقيّة جداً، وهي أكثر مشهد تلفزيوني نجح في تمثيل الواقع الجولاني كما هو، وأيضاً فيلم «الهويّة» مع المخرج «غسان شميط» وجسّد فيه شخصيّة «فايز محمود» الذي كان يورّد معلومات للجيش السوري من الجولان، واستشهد فيما بعد، وهو شخصيّة حقيقيّة، وأيضاً في فيلم «المهد» للمخرج الهولندي «هفال أمين».

الدراما في الجولان
لدى سؤالي له، هل الدراما مقصّرة في موضوع الجولان؟ كانت هذه الإجابة للفنان إسماعيل مداح: «طبعاً مقصّرة، ولا أعتقد أن السبب هو في عدم المقدرة على كتابة النصوص فقد تمّ العمل على «التغريبة الفلسطينيّة» وغيرها، وأعتقد السبب هو في عدم الرغبة في تقديم عمل يخصّ الجولان المحتل، وأريد الإشارة إلى أن المراجع موجودة، وكثير من المراحل التي عاشها من همّ قبلي، وما عشته أنا، موثّق بكلّ التفاصيل، والأجواء، والأحداث، وبمجرد الرغبة في العمل سيكون هناك كمّ كبير من المعلومات من داخل الجولان».

الجديد
أنجز الفنان إسماعيل مداح مؤخراً دوره في مسلسل «خاتون» وهو النقيب «نصري»، وانتهى من تصوير 8 لوحات في الجزء الجديد من «بقعة ضوء»، بالإضافة لمسلسل «أهل الغرام» ففي خماسيّة منه شارك فيها كمساعد مخرج، وفي الثانية كممثل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن